أكدت مصادر مقربة من مفاوضات سد النهضة أن توفر الإرادة السياسية لدى الأطراف كفيل بنجاح الجولة الرابعة التي تعقد غدا في العاصمة السودانية الخرطوم بمشاركة وزراء الموارد المائية والري بالدول الثلاث (مصر وإثيوبيا والسودان)". وقالت المصادر "إن اللقاء الذي جمع بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الأثيوبى هيلا ماريام ديسالين على هامش قمة مالابو بالعاصمة الغينية أزال كثيرا من السحب والعوالق التي كانت تعترض سير المفاوضات خلال الجولات الثلاث السابقة". وأضافت المصادر أن من أهم نتائج لقاء السيسى وديسالين هو وضع حد للخلافات السياسية، واستئناف المفاوضات على قاعدة "لاضرر ولاضرار"، وإنهاء حالة الجمود التي سادت خلال الأشهر الثمانية الماضية وموافقة إثيوبيا صراحة على عدم إلحاق أي ضرر بحصة مصر من مياه النيل". وكشفت المصادر أن جوهر المفاوضات المقبلة يرتكز على بعض التفاصيل الفنية الدقيقة المتعلقة بسعة خزان سد النهضة ونظام الملء والتفريغ وأمان السد، ويسعى الأطراف الثلاثة بتعليمات القيادة السياسية إلى تضييق نطاق الخلافات إلى أدنى حد ممكن. من جهته، قال الدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري إن الجلسة الافتتاحية للوزراء الثلاثة سيتم خلالها استعراض وتقييم ما تم خلال المرحلة السابقة من جولات المفاوضات، فيما يتم خلال الجلسة الثانية اجتماعات الخبراء على المستوى الفنى برعاية الوزراء الثلاثة، فضلا عن طرح رؤية مصر لاستئناف المفاوضات من حيث توقفت خلال يناير الماضي. وأوضح أنه من المقرر أن تطرح مصر خلال الجلسة الافتتاحية النقاط الخلافية المثيرة للقلق بشأن مشروع السد من حيث سعة الخزان ونظام الملء والتفريغ ومعدلات الأمان. وسيتم خلال جلسات اليوم الثانى استكمال المباحثات على مستوى الوزراء والوفود من خلال مناقشات مستفيضة للتوصل إلى آلية لتنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدوليين وطرح رؤية مصر للتغلب على نطاق الخلاف المتعلقة بالتوقيت وعمل الخبراء والفترة الزمنية اللازمة للإنهاء كل الدراسات. وأشار مغازى إلى أنه لمس خلال لقائه بنظيره السودانى وزير المياه والكهرباء المهندس معتز موسى روح التفاؤل وحرص السودان الشقيق على نجاح هذه الجولة من المفاوضات والتوصل إلى نتائج إيجابية ترضى الأطراف الثلاثة وتصب في مصالح شعوب المنطقة، لافتا إلى أن الجلسة الرابعة سيتم خلالها إعلان ما تم التوصل إليه من نتائج وتحديد موعد ومكان اجتماع الجولة القادمة للمفاوضات. وقال مغازى" إن المفاوضات تعقد هذه المرة، على قاعدة "لاضرر ولاضرار"، بعد توقف دام 8 أشهر، وبعد اتفاق مصر وإثيوبيا على أن لقاء القمة الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسى ورئيس الوزراء الاثيوبى هيلى ماريام ديسالين على هامش القمة الأفريقية في "مالابو" عاصمة غينيا الاستوائية فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الدولتين تمثل أساسا لإزالة الخلافات العالقة حول سد النهضة الاثيوبى وإقامة شراكة جديدة لتعزيز أوجه التعاون في مختلف المجالات. ويتضمن الملف المصرى في المفاوضات المطالب بتعديل تصميمات وخرائط السد وانخفاض الارتفاع من 145 مترًا إلى 95 مترًا فقط، واشتراك مصر والسودان وإثيوبيا في الاشراف الفنى على بناء السد وفق المواصفات والمعايير الدولية. كما تركز المفاوضات على تقليل السعة التخزينية لسد النهضة إلى 14 مليار متر مكعب (المقترح الاصلى قبل ثورة 25 يناير) بدلا من 74 مليار متر مكعب حاليا، والتي تلحق الضرر بحصة مصر من مياه النيل، إضافة إلى التطرق للسدود الأخرى التي تعتزم أديس أبابا إنشاءها على النيل الأزرق وهى "كارادوبى"، بسعة تخزينية 49 مليار متر مكعب، ومنداى، بسعة تخزينية 40 مليار متر مكعب، وبيكو بسعة تخزينية 42 مليار متر مكعب. وكان وزير الموارد المائية والرى قد وصل في وقت سابق إلى العاصمة السودانية الخرطوم، لرئاسة وفد مصر إلى مفاوضات سد النهضة الإثيوبى، والتي ستعقد يومى الإثنين والثلاثاء في الخرطوم بحضور وزراء المياه في الدول الثلاثة "مصر والسودان وإثيوبيا".