قالت صحيفة "يسرائيل هايوم" أنه في حال اعتبار قطاع غزة دولة إرهاب، فإن ذلك يعني على مستوى القانون الدولي أنه لا يمكن اتهام إسرائيل بمسئولية قانونية أو اخلاقية عما حدث لسكانها في الحرب، لأن المسئولية كلها تكون على من يرأسون "دولة غزة"، كما هي الحال في كل حرب بين دول، واستشهد الكاتب "زلمان شوفال" بأحداث الحرب العالمية الثانية قائلا "ألقيت مسئولية دمار كل من المانيا واليابان على حكومتيهما، لا على قادة العالم الحر، أو طياري الحلفاء الذين جعلوهما أنقاضا. وقال شوفال أن في مقابل ذلك تلعب حماس على كل الأوضاع، فهي مرة "حركة مقاومة"، وفي مرة أخرى "منظمة دينية" تشتغل بالتربية وبالرفاه، وفي مرة ثالثة "دولة". وتساءل أن التسويات الجارية والتي ستجري في المستقبل القريب حول مستقبل غزة، ستتم مع من بالضبط، موضحا أنه في إطار الجدال القائم على المستوى السياسي في إسرائيل تتصاعد فكرة جعل غزة "شبه دولة" ترعاها الاممالمتحدة وجهات دولية أخرى، لافتا انها فكرة جيدة شريطة أن تقوم على قواعد صارمة تمنع حماس من اعادة بناء نفسها عسكريا، بينما يرى آخرون، خاصة اليمين الإسرائيلي ضم قطاع غزة لدولة إسرائيل، وهذه فكرة حمقاء. أما الاقتراح الأكثر قبولا على الصعيد الدولي والعربي والإسرائيلي فيرى بضرورة تسليم قيادة القطاع إلى السلطة الفلسطينية بقيادة "محمود عباس"، وهي فكرة قال بها "المحلل السياسي باراك أوباما من واشنطن نهاية الأسبوع الماضي"، ولكن يتهم مؤيدو هذه الفكرة رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" بأنه اعترض من قبل على "المصالحة" بين فتح وحماس، ومنع مسارا ايجابيا لو تم لسيطر "معتدلو" أبو مازن في إطاره على متطرفي خالد مشعل، متناسين أن "أبو مازن ينجح بالكاد في فرض سلطته حتى على الارض التي تخضع لسلطته في ظاهر الأمر، كما تناسوا دروس التاريخ التي تعلمنا أنه حينما تتحد جهة ايديولوجية متطرفة حتى لو كانت أصغر مع جهة أكثر اعتدالا، يتحدد الامتزاج بعد وقت قصير لتميل الكفة للجهة المتطرفة" وأوضح شوفال أن "اعتدال أبو مازن محدود الضمان، فما زالت تستأنف نشاطها بين الحين والآخر، لتعتمد إستراتيجية وتكتيكا يقومان على عدم الاستعداد للتوصل إلى مصالحات، كما انها لا تعترف ايديولوجيا بحق الشعب اليهودي في دولة له، ما يعني أن الاتحاد بين السلطة الفلسطينية وحماس لن يفضي إلى تهدئة غزة بل سيجعل المنطقة التي تقع إلى الشرق منا، يقصد الضفة الغربية، دولة لحماس لتجد إسرائيل نفسها واقعة بين حدي مقص ذهبي.