قالت صحيفة "يسرائيل هايوم" الإسرائيلية أن محادثات واشنطن مع إيران ستؤثر نتائجها بشكل أو بآخر على خريطة الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط كله، وأشارت الى ما كتبته صحيفة ال"نيويورك تايمز" المعبرة عن التوجه العام للإدارة الأمريكية حيث قالت أن "تلتقي مصالح الولاياتالمتحدةوإيران حول العديد من المشكلات الإقليمية، خاصة تلك المتعلقة بحربهما المشتركة للقاعدة". وقالت الصحيفة الإسرائيلية أن صناع القرار في إيران يعرفون مدى تدخل الإدارة الأمريكية، بل وأوباما نفسه في صناعة الفوضى بالشرق الأوسط، وعليه فالإيرانيون يفترضون أن مبادرتهم تقديم المساعدة العسكرية للحكومة العراقية الشيعية في حربها على المتمردين السنة لن تلاقي معارضة أمريكية، فتحول العراق إلى تابع سياسي لنظام آيات الله لم يعد يقلق واشنطن . فيما يزعم اشخاص وفقا للصحيفة ، أن الجبهة الشرقية لإسرائيل لم تعد خطرة، مؤكدين أن بغداد تخضع أكثر فأكثر تحت القبضة الإيرانية، وبالتالي أصبحت إيران على أعتاب دولة إسرائيل والأردن . وقال المحلل السياسي الإسرائيلي "زلمان شوفال" أنه من المبالغ فيه أن نتحدث عن حلف بين الولاياتالمتحدةوإيران، لكن يمزج النظام في طهران بين الإيديولوجية والبراجماتية بشكل ليس له مثيل منذ أيام الاتحاد السوفييتي، فإيران تعمل إلى جانب سعيها إلى السلاح النووي على استمرار الاضطهاد الداخلي ومشاركتها الفاعلة في الإرهاب الدولي، حيث تستخدم طرق دعائية ونفسية ناجعة لإقناع الغرب بعامة والإدارة الأمريكية بخاصة بأنه قد طرأ في الحقيقة تحول معتدل على سياسته، وجدير بالذكر أن نقول إن الغرام الأمريكي بطهران لن يمنعها من تقوية علاقاتها بروسيا . وأشارت الصحيفة إلى ما كتبه "روبرت كابلان" خبير الجغرافيا السياسية حيث قال "في اللحظة التي يجلى فيها عشرات آلاف الجنود الأمريكيين الباقين عن أفغانستان في 2014 ستقوي إيران مكانتها في غرب أفغانستان ومركزها"، كما وصف "ديفيد اغينشيوش" المراسل الدبلوماسي الأكبر في صحيفة ال"واشنطن بوست" سياسة الإدارة الخارجية الأمريكية بأنها "مكسورة" ولا تنطوي على أي تقدير استراتيجي، حيث اتهم إيران بزيادة قوة القاعدة في العراق ليمعن من جعل الأخيرة تابعة إيرانية .