سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحكومة التركية في انتظار من يرأسها.. أردوغان ربما يفضل اختيار أحد القيادات من الشباب الأكثر ولاء... بولنت أرينش وأحمد داود أوغلو وبينالي يلدرم ونعمان قورتلموش ومحمد علي شاهين أبرز المرشحين
بعد فوز رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بمنصب رئيس الجمهورية في انتخابات مباشرة هي الأولى في تركيا، يبقي منصب رئيس الوزراء محل التنافس بين خمسة مرشحين في ظل معايير غير عادلة تماما تحكمها شخصية أردوغان المسيطرة التي لن تسمح لرئيس الوزراء بالعزف منفردا أو باتخاذ قرارات دون العودة إليه فضلا عن أن هذه المعايير ستجعل بعض هؤلاء المرشحين يتردد بشدة في قبول المنصب الشكلي. ورغم أن البعض يطرح بشدة اسم رئيس الجمهورية السابق عبد الله جول للفوز بالمنصب كونه رجلا قويا وأحد مؤسسي حزب "العدالة والتنمية" إلا أن هذا الترشيح تواجهه عدة عقبات في مقدمتها أن شخصية جول لن تسمح بوصاية أردوغان عليها أو الحد من صلاحياته كرئيس وزراء فضلا عن أن علاقات الرجلين قد شهدت توترات شديدة خلال الآونة الأخيرة مما سيقف حائلا دون رغبتهما في العمل معا مرة أخرى. كما يري بعض المحللين أن جول ربما سيعمد إلى رفض المنصب لعدة أسباب من بينها أنه قد قال للمقربين منه أنه قد تعب من السياسة الداخلية التركية وأنه يفضل تولي منصب "دولي" على رأس منظمة دولية كما أنه لن يتمكن من تحقيق ما حققه أردوغان من نجاحات خلال الدورات الثلاث، التي رأس فيها الحكومة التركية. ومن بين المرشحين كذلك لشغل دور رئاسة الحكومة من كوادر "العدالة والتنمية"نائب رئيس الوزراء، بولنت أرينش والذي يعد أحد المؤسسين الثلاثة للحزب إلا أن تقدمه في السن وقراره باعتزال الحياة السياسية العام القادم ربما يحرمه من الفوز بالمنصب فضلا عن أن أردوغان ربما يفضل اختيار أحد القيادات من الشباب الأكثر ولاء له. كما يتصدر وزير الخارجية أحمد داود أوغلو قائمة المرشحين للمنصب نظرا لخبرته الإقليمية والدولية وما يتمتع به من كاريزما كبيرة وإقناع في مخاطبة الجماهير وإجادته لعدة لغات إلى جانب التركية من بينها الإلمانية والعربية والإنجليزية إلا أن أردوغان ربما لا يستطيع الاستغناء عنه في إدارة السياسة الخارجية، خصوصًا في ظل التوترات والصراعات التي تعيشها حدود تركيا الجنوبية في كل من سوريا والعراق والمنطقة بشكل عام. وتبرز شخصية وزير المواصلات والاتصالات السابق بينالي يلدرم كأحد المرشحين للمنصب نظرا لكونه من المقربين من أردوغان وأبرز رجال العمال الأكثر قربًا منه، ما يجعله جسرًا جيدًا بين أردوغان وطبقة رجال الأعمال، كما أن افتقاره للطموح السياسي قد يرضي تطلعات أردوغان في رئيس وزراء يعمل تحت رايته. فيما يعتبر نعمان قورتلموش الأكثر حظا لتولي المنصب نظرا لما يتمتع به من كاريزما، وتجربته الناجحة في قيادة حزب (السعادة) كما أنه من جيل الشاب، حيث يبلغ عمره 55 عامًا، إلا أن العقبة التي تواجه قورتلموش أنه يعتبر من الوافدين الجدد على الحزب، مما سيخلق حالة من الجدل حول تفضيله عن القيادات التي أفنت عمرها في خدمة الحزب. وأخيرا، يأتي وزير العدل السابق والرجل الثاني في الحزب بعد أردوغان والمتحدث باسم البرلمان التركي سابقًا محمد على شاهين على قائمة الترشيحات وهو يشغل الآن منصب نائب رئيس "العدالة والتنمية"، والمسئول عن القسم السياسي والحقوقي في الحزب، ويعتبر فوز أردوغان من الجولة الأولى، بمثابة الانتصار الشخصي له، لذلك يرجّح الكثير من المراقبين أن يكون شاهين أحد أقوى المرشحين لمنصب رئاسة الوزراء ورئاسة الحزب خلفًا لأردوغان.