قال البروفيسور الإسرائيلي ميخائيل بار زوهار المؤرخ وعضو الكنيست السابق اليوم الإثنين أنه بدلا من استهداف قادة حركة المقاومة الاسلامية /حماس/ قام الجيش الإسرائيلي بتدمير منازلهم. فلا عجب أن تعتقد حماس أنها انتصرت في حرب غزة. وذكر زوهار - في مقال له أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت/ الإسرائيلية في افتتاحيتها على موقعها الإلكتروني أن واحدا من أعظم مقاتلي وقادة الجيش الإسرائيلي قال ذات مرة إنه يريد تحويل الجيش الإسرائيلي إلى "جيش صغير وذكي".. لكن ما حدث هو أن الجيش الإسرائيلي قد تحول إلى "جيش كبير وثقيل الحركة". ولفت البروفيسور الإسرائيلي - الذي شارك في تأليف كتابين عن "أعظم مهام جهاز المخابرات الاسرائيلي /الموساد/" و"أعظم عمليات الجيش الاسرائيلي - إلى أن الجيش الإسرائيلي على مر السنين قد اكتسب الكثير من القوة، ولكنه على ما يبدو فقد إبداعه الآن. وأضاف زوهار " إنه لسنوات عديدة، أذهل الجيش الإسرائيلي إسرائيل والعالم بعملياته الأصلية والذكية، والتي تشير إلى أنه كان يفكر خارج صندوق الجيش النظامي، وأبدع فى العديد من العمليات" ، وتابع قائلا " غير أن هذا الإبداع تلاشى خلال الفترة التي تلت حرب لبنان الأولى وحتى أيامنا هذه. فالآن نرى الإبداع والفكر الأصلي في المبادرة التكنولوجية في أنظمة مثل - القبة الحديدية، السهم، نظام مقلاع داود الصاروخي ونظام الكأس النشط الدفاعي "سبارو"، وخطة كشف الأنفاق الذي سوف تؤتي ثمارها قريبا، والاغتيالات المستهدفة من خلال الوسائل الإلكترونية، مثل أغتيال أحمد الجعبري أحد قادة حماس، التي أطلقت عملية عمود السحاب.. ولكن عمليات الجيش الإسرائيلي يتم تنفيذها بطريقة روتينية إلى حد ما. لقد اختفت الأفكار الرائعة. وأشارإلى أن حرب لبنان الثانية انطلقت على أساس افتراض أنه يمكن الفوز فيها باستخدام الطيران فقط، وقد أدرك القادة في وقت لاحق أن هناك حاجة لعملية برية أيضا.. وكررنا نفس الخطأ في عملية الجرف الصامد.. فقد أعلن سلاح الجو الاسرائيلي أنه تم قصف الآلاف من الأهداف، إلا أن هذه الغارات فشلت في تدمير ترسانة حماس الصاروخية. وفي نهاية المطاف، بالإضافة إلى عملية تدمير الأنفاق، شن الجيش الإسرائيلي عملية برية واجهت عناصر حماس الذين كانوا ينتظرون بالفعل القوات الإسرائيلية بعد توزيع منشورات وتحذيرات قبل دخولهم. كما العملية البرية نفسها تم تنفيذها بالطريقة الروتينية، ومسألة الشجاعية تثبت ذلك. وقال زوهار هل الأمر يتطلب عملية عسكرية لمواجهة الآلاف ممن وصفهم بارهابيي حماس؟ عندما تواجه إسرائيل خطر منظمة سبتمبر الأسود الإرهابية عام 1972، وجاء مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي حينذاك لشؤون مكافحة الإرهاب، أهارون ياريف، وقال رئيس الموساد آنذاك تسفي زامير لرئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير "إننا لن نكون قادرين على قتل المئات من "الإرهابيين " الذين يعملون في هذه المنظمة، ولكن نقترح "وبعبارة أخرى، تدمير قادتها بقطع رأس الأفعى". - ثم سينهار التنظيم. وهذا ما حدث. بعد أن تم قتل العديد من قادة التنظيم في عدةعمليات متطورة، إنهارت منظمة سبتمبر الأسود ولم تنهض أبدا مرة أخرى. ولفت الخبير الإسرائيلي إلى أنه بالطبع الظروف مختلفة اليوم، حيث لم يرسل الجيش الإسرائيلي عملاء يحملون أسلحتهم خلف قادة سبتمبر الأسود في العواصم الأوروبية. ولكن الفكر كان على صواب في ذلك الوقت ولا يزال حتى الآن هو الصواب. وتساءل : لماذا يعلن كبار مسؤولينا- في إسرائيل- ليل نهار أنه ليس لدينا نية لاستهداف قادة حماس؟ لماذا نزودهم، وجميع الناس، بالحصانة؟ أليس ضربهم يؤدي إلى اشاعة الارتباك واليأس والعجز بين "الإرهابيين"؟ أليس ضرب أو اعتقال العديد من قادة حماس يساعد في كسر تنظيم بحيث تكبده من 100 أو 200 من القتلى الإرهابيين؟ وأضاف أنه إذا كانت المخابرات الإسرائيلية تعرف حقا - كما هو الحال - أين يختبئ قادة الإرهابيين ، لماذا لا يرسل الجيش الإسرائيلي القوات الخاصة هناك على متن مروحيات، أو عن طريق البحر، أو متنكرين، أو بأي شكل من الأشكال المتطورة الأخرى؟ هذه العملية هي بالتأكيد أكثر أهمية وأكثر كفاءة من تدمير منازلهم، التي تعد واحدة من الأفعال المثيرة للاستغراب في هذه الحرب. وتابع أنه في كل يوم يعلن الطيران الإسرائيلي أنه تم تدمير منزل. ماذا يقدم لنا - في إسرائيل- تدمير بيوت قادة حماس؟ نحن نعرف أنهم ليسوا هناك، هل نفكر في أنه بمجرد سماعم بخبر دمار منزلهم، هل سينهارون ويخرجون من جحورهم وهم يرفعون أيديهم ؟.. مضيفا أن أيا من خطط تدمير المنازل يمكن أن تؤدي لنتائج عكسية، ناهيك عن حقيقة أن في بعض هذه المنازل هناك سكان مدنيون قد يتعرضون للأذى. وأوضح أنه عند التخطيط لحرب، من المهم أن نفهم ونعرف العدو. وأن معظم المعلقين والخبراء والجنرالات الذين شاركوا في الحوارات "على القنوات التلفزيونية المختلفة أوضحوا لنا مرارا وتكرارا أن حماس حطمت بالفعل أو على وشك أن تتمزق في يوم أو يومين، ووجدوا أنه من الصعب أن ينظروا إلى الوضع من خلال أعين حماس، وفي النظر من خلال أعين حماس يكمن الإنتصار. وأضاف أن حماس تقاتلنا - إي إسرائيل - منذ شهر تقريبا، ولديها العديد من المقاتلين الآخرين، والأسلحة والصواريخ، وتمكنت من مواجهة أقوى جيش في الشرق الأوسط، بينما تم إرسال ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الشعب الغزي دعم حماس طوال الوقت، على الرغم من أن خبرائنا يقولون لنا ليل نهار إن سكان غزة يستخدم من قبل الحركة وأنهم غاضبون جدا منها. واستطرد قائلا " من أجل "كسر" حماس - هذه المرة أو في المرة القادمة، والتي من المرجح أن تأتي قريبا- علينا أن نركز معظم جهودنا على قادتها، وبالتالي نحقق هدفين تنفيذ ضربة حاسمة وحماية جنودنا المتواجدين هناك". وأضاف " إنه بالطبع يمكن لإسرائيل الانتصار على حماس بالطريقة الروتينية. لأن الجيش الإسرائيلي في الواقع هو جيش قوي، إذا سمحنا له - فإنه سينتصر. ولكن بأي ثمن؟ ".