تكررت حوادث القطارات مؤخرًا بشكل لافت للنظر، وشهد مرفق السكك الحديدية العديد من الأزمات مؤخرًا، إلا أنه يتم التركيز على الحوادث الكبرى التي ينجم عنها عشرات المصابين والقتلى، وهو ما ظهر مؤخرًا في حادثتي أسيوط والبدرشين، ليظل السؤال الملح متى تنتهى أزمات السكك الحديدية؟ طرحنا هذا السؤال على مصدر كبير بهيئة سكك حديد مصر، فأكد أن هناك ترهلاً كبيرًا في منظومة السكك الحديدية، وأن عدم الاهتمام بالعنصر البشري باعتباره الأهم فى هذه المنظومة ساعد في تكرار الحوادث بشكل ملحوظ. وشدد المصدر على أن هناك تجاهلاً ملحوظًا لتدريب العاملين بهذا المرفق، وغياب الصيانة اللازمة للقطارات، ومع توالي الحوادث لم يتم اتخاذ القرار السليم لإنهاء هذه المشكلات، ومن ثم الحوادث معرضة للتكرار، ونزيف الدم لا يزال مستمرًا، مؤكدًا أن تغيير وزراء النقل وإقالة مديري هيئة السكك الحديدية لن يؤدي إلى وقف حوادث القطارات فى ظل عدم وجود تمويل مناسب لهذا المرفق، وعدم الاهتمام بالعاملين به، وعدم تدريبهم على أحدث الطرق والوسائل المستخدمة، إلى جانب التقصير الشديد في اختيار العاملين؛ حيث إن غالبية صغار العاملين في القطاع مثل عاملي المزلقانات والمراقبة والصيانة من مناطق بعيدة عن مقار العمل، ونظرًا لقلة المرتبات يضطر العامل إلى العمل في أكثر من وظيفة وفي مناطق متفرقة، وهو الأمر الذي لا يوجد نظير له في أي دولة. ودعا المصدر إلى ضرورة أن تبدأ الحكومة بشكل عاجل في اتخاذ المسار السليم لإصلاح هيئة السكك الحديدية، والحفاظ على هذا المرفق من الضياع، والاهتمام بالعاملين به، وتطويره بشكل عاجل، وزيادة الرواتب، وتخصيص ميزانية مناسبة للصيانة؛ حتى يتم إصلاح هذا المرفق في أقرب وقت قبل فوات الأوان، وأنه بدون اتخاذ القرارات المناسبة من قبل الحكومة بشكل عاجل ستكون هي المسئولة عن تردي هذه الخدمات، وتكون مسئولة عن أي قتيل أو مصاب نتيجة هذه الحوادث.