سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أطفال الغربية يعانون في "حضانات المبتسرين".. استغلال ونفوذ وتجارة من الأطباء وأصحاب الأعمال.. أغلب المستشفيات الحكومية تخلو من الحضانات.. ونقيب الأطباء: الوزارة غير مهتمة
أصبحت حضانات الأطفال بالغربية حديث الساعة مع كل أسرة تستقبل طفلها، منذ ولادته وتصتدم الأسرة بمدى الإهمال الذي يطال الأطفال، حيث كشفت وقائع عديده بالغربية مدى المعاناة التي يعانيها المواطن البسيط في توفير حضانة لمولوده، وعدم توفير حضانات تنفس من قبل المستشفيات الحكومية. "البوابة نيوز" رصدت الإهمال داخل الحضانات، وتجارة الأطباء واستغلالهم نفوزهم على الأهالي، وعن حجم التجارة البشعة التي يتاجر بها أصحاب مراكز الحضانات الخاصة في محافظة الغربية. والعجيب في تلك المهنة أن بعض المراكز عبارة عن مشروع تجاري أصحابه ليسوا من مهنة الطب، وأن عملية إدخال الأطفال إلى الحضانات هي عملية تبادل منافع بين الأطباء وأصحاب الحضانات، بل إن أغلب الحضانات هي ملك لأطباء نساء وتوليد، ولا يحتاج المولود إلى دخول الحضانة، ولكن، من وجهة نظر الأطباء، ما المانع من أن تدفع الأسرة 3000 أو 4000 جنيه نظير فرحتهم بالمولود، لتتغلب لغة المصالح على أدبيات المهنة السامية. ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، فامتد الأمر إلى أن هناك الكثير من الأسر الفقيرة لا يجدون حضانة يدخلون أبناءهم فيها، فهناك أكثر من 14000 ألف طفل في المحافظة على لائحة انتظار دخول الحضانات الحكومية والحضانات التابعة للجمعيات الخيرية، وأغلبهم من أسر فقيرة غير قادرة على توفير نفقات الحضانات الخاصة التي تصل في بعض المستشفيات الكبرى بطنطا ل750 جنيهًا في اليوم الواحد أو ما يزيد، والغريب أن تلك الأماكن تكون تابعة لنفس الأطباء الذين يقومون بعمليات الولادة. أما المستشفيات الحكومية، فليس في أغلبها أقسام للحضانات حيث تحتاج لطواقم مدربة وهو الأمر غير متوفر في كل تلك المستشفيات أو لرفض مديرى تلك المستشفيات تشغيل أقسام لرعاية الأطفال المبتسرين حتى لا يضطر إلى تشغيل خدمات ليلية من أطباء وهيئة تمريض. وروى إسماعيل البطرويشي، مواطن من الغربية، معاناة ابنه في الحضانات، قائلا: "بعد وضع زوجتى لمولودنا في شهر مايو الماضى كان الطفل يحتاج لدخول حضانة وبعد أن طرقت كل حضانات المستشفيات الحكومية في السنطة وطنطا اضطررت إلى أن أودعه إحدى الحضانات الخاصة، وبالطبع دفعت مبلغ تأمين قدره 1000 جنيه وبعد أسبوع من خروج إبنى وجدت فاتورة الحضانة ب4500 جنيه ووجدت بها أشياء غريبة مثل زيارة استشارى يوميا ب130 جنيه وأشياء أخرى وبالطبع لم أتسلم إبنى إلا بعد دفع كل المستحقات". من جانبه، أكد الدكتور مجدى الحفناوى، نقيب أطباء الغربية، أن هناك معاناة حقيقية يعيشها أهالي محافظة الغربية بسبب العجز الصارخ في حضانات التنفس الصناعي للأطفال المبتسرين ناقصي النمو، والذي لا تعطي له وزارة الصحة أدنى اهتمام رغم الشكاوى العديدة على مدي سنوات طويلة مضت فقد خلالها آباء وأمهات فلذات أكبادهم إما بسبب عدم وجود حضانة خالية في مستشفى حكومي، أو لعجزهم عن سداد قيمة تأجيرها في المراكز الطبية الخاصة والتي تتراوح بين 700 و1000 جنيه يوميا، حتى وصل الأمر في بعض هذه المراكز إلى قيام المسئولين بها بإجبار الأهالي على توقيع شيكات على بياض لضمان السداد أو اللجوء إلى القضاء في حالة عدم القدرة على السداد فتكون النتيجة موت وخراب ديار". في المقابل، أوضح الدكتور محمد شرشر، وكيل وزارة الصحة بالغربية، أنه لا يوجد سوى 11 حضانة تنفس صناعي فقط بالمستشفيات العامة والمركزية على مستوي المحافظة منها 7 حضانات بمستشفي المنشاوي العام بطنطا وحضانة واحدة صالحة بمستشفي المحلة العام في حين توجد3 حضانات أخرى تحت الإصلاح، إضافة إلى 3 حضانات بمستشفي كفر الزيات، مشيرا إلى عدم وجود حضانات تنفس صناعي للأطفال المبتسرين بمستشفيات زفتي وسمنود وبسيون وقطور والسنطة وإبيار المركزي، وذلك رغم أن هذه المستشفيات التي لا يوجد بها حضانات تنفس صناعي، تقدم خدماتها العلاجية والطبية لأهالي 5 مراكز، أي أكثر من مليوني نسمة. أما مستشفيات التأمين الصحي والمعنية بعلاج الأطفال، فمنذ لحظة ولادتهم لا يوجد بها إلا 4 حضانات للتنفس الصناعي فقط منها 3 بمبرة طنطا وواحدة بمبرة المحلة الكبري، وذلك من إجمالي 23 حضانة بالمستشفيين منها 16 حضانة عادية في حين يخلو المجمع الطبي بطنطا وهو صرح طبي تكلف إنشاؤه نحو 100 مليون جنيه من وجود أي حضانة للأطفال، نظرا للعجز الشديد في هيئة التمريض حسب قول الدكتور مجدي العشري وكيل وزارة الصحة لقطاع التأمين الصحي بوسط الدلتا بطنطا. كما أكد مصدر طبي لا يوجد يمستشفيات جامعة طنطا سوى 5 حضانات تنفس صناعي من إجمالي 45 حضانة منها 40 حضانة عادية، الأمر الذي يقتل فرحة الآباء والأمهات بأطفالهم الذين قدر لهم الخروج إلى هذه الحياة القاسية، ما يضاعف من آلام بعضهم أن يرزقهم الله بتوأم ناقص النمو ويحتاج إلى حضانتين مزودتين بالتنفس الصناعي، ويجعلهم يبحثون عن حضانة خالية بأي من مستشفيات الغربية أو حتى مستشفيات المحافظات المجاورة خاصة أن الغالبية العظمي من هؤلاء الأسر لا تستطيع تحمل تكاليف حضانة بمركز طبي خاص وهذا ما يصطدم به كثير من الأهالي القادرين وغير القادرين في حضانات الغربية.