اهتم كتاب الصحف الصادرة صباح اليوم الأربعاء بعدد من الموضوعات على رأسها العدوان الإسرائيلي على غزة، والعدوان الإسرائيلي على غزة، وثورة 23 يوليو. ففي مقاله "نقطة نور" رأى الكاتب مكرم محمد أحمد أن إسرائيل ستغوص إلى العمق في وحل غزة، وتتكبد خسائر بشرية أكبر بعد أن وصل عدد قتلاها في معركة الغزو البري إلى حدود 20 قتيلا وهو رقم باهظ الكلفة لإسرائيل إذا صح أن رغب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتنياهو في توسيع هجومه البري على القطاع، لأمله في الوصول إلى مخازن الصواريخ، وتدمير شبكة الإنفاق التي تمكن مقاتلي حماس من الوصول إلى أهداف إسرائيلية داخل إسرائيل أو في مناطق الحدود. وقال إن حماس ربما تتمكن من اختطاف جنود إسرائيليين آخرين غير الجندى (شاؤول ارون) الذي وقع في أسرها بعد معركة ضارية شرق غزة، لكن عدد الضحايا الفلسطينيين سوف يرتفع بصورة درامية، لأن إسرائيل تضرب المدنيين الفلسطينيين بقسوة بالغة، وتقصفهم جوا وبرا وبحرا دون رحمة ليتجاوز عدد الضحايا 500 شهيد إضافة إلى ثلاثة آلاف جريح. وأضاف الكاتب أن التقارير الصحفية من داخل القطاع تشير إلى أن مقاتلي حماس يحاربون القوات الإسرائيلية بشراسة، ويخوضون قتالا عنيفا ضد قوات الغزو البري، وفي تطور جديد أعلنت حماس أنها ترفض التدخل الأمريكي لكنها تقبل بالوساطة المصرية للوصول إلى اتفاق التهدئة. وأوضح أنه لا تظهر جهود الوساطة الدولية التي تزداد كثافة بعد ارتفاع أعداد القتلى الإسرائيليين إلا أن الطرفين حماس وإسرائيل يقتربان من اتفاق وشيك على وقف إطلاق النار، بعد وصول وزراء خارجية إيطاليا وفرنسا وألمانيا إلى القاهرة، ومجئ وزير الخارجية الأمريكى جون كيري، واستمرار جولة أمين عام الأممالمتحدة بان كى مون على أمل وقف إطلاق النار، وإنجاز أتفاق تهدئة جديد لا يزال الطرفان حماس وإسرائيل يختلفان على معظم بنوده، حيث تصر حماس على عدد من الشروط أهمها إنهاء الحصار وفتح المعابر والإفراج عن الفلسطينيين الذين أعيد أعتقالهم في الضفة، وموافقة إسرائيل على بدء العمل في بناء ميناء غزة والسماح بالصيد في سواحل القطاع إلى عمق 12ميلا، بينما ترفض إسرائيل معظم هذه الشروط، وتتمسك بوقف إطلاق النار أولا ثم الذهاب إلى تفاوض غير مباشر يجرى في القاهرة تحت رعاية مصرية. أما الكاتب محمد بركات فقال في مقاله "بدون تردد" قال "إنه منذ ما يزيد على 60 عاماً بعامين، وفي مثل هذا اليوم الثالث والعشرين من يوليو عام 1952، تفجرت في مصر «حركة مباركة» قادها الجيش لإصلاح أمور البلاد والقضاء على الفساد والتخلص من الاحتلال. وأضاف أنه سرعان ما تحولت حركة الجيش إلى ثورة شعبية جارفة، بعد إيمان الشعب بها وتبنيه لمبادئها وسعيه لتحقيقها، وهو ما خلق واقعاً جديداً بالمنطقة، وأحدث متغيرات جسيمة علي جميع المستويات الاجتماعية والسياسية والفكرية، تغيرت بسببها موازين القُوي وعلاقات الدول والخريطة السياسية العربية والشرق أوسطية. وأوضح الكاتب أنه مهما اختلفت الآراء السياسية حول ثورة يوليو «52» وما حققته بالإيجاب أو السلب، إلا أن أحداً لا يستطيع أن يُنكر على الإطلاق، أنها كانت علامة فارقة في تاريخ الشعب المصري، فرضت واقعاً جديداً امتدت آثاره إلي المنطقة والعالم، وأحدثت متغيرات جسيمة وتداعيات كثيرة ، وخلقت تياراً صاعداً من حركات التحرير ونداءات الاستقلال، لم يتوقف عند حدود مصر الجغرافية، بل تعدَّها بكثير ووصلت أصداؤه إلي جميع قارات الدنيا. وقال إنه مهما اختلفت الرُّؤي حول ثورة يوليو 1952 وأسبابها ودوافعها وما أنجزته على أرض الواقع المصري، وما حققته من انتصارات وما نالها من إخفاقات، إلا أنه لا يوجد خلاف على الإطلاق بين كل المؤيدين لها، أو الذين اختلفوا معها، على أنها جاءت كضرورة حتمتها الظروف والتطورات السياسية والاجتماعية في مصر. وأكد الكاتب أن الثورة كانت ضرورة لابد منها، في ظل الرفض الشعبي المتصاعد ضد الاحتلال، والرغبة العارمة في الخلاص منه والوصول للسيادة الوطنية الخالصة علي مقدرات البلاد، وتحقيق ما يتطلع إليه الشعب من حرية واستقلال وعدالة اجتماعية، وما يطمح إليه من ديمقراطية سليمة في حماية جيش وطني قوي. ورأى أنه انطلاقا من ذلك كان الحرص من جانب الضباط الأحرار الذين قادوا «حركة الجيش المباركة» على صياغة هذه الأهداف في بيان قيامها، بوصفها تتضمن المبادئ المعبِّرة عن إرادة الأمة، والتي اعتبروها دافعاً لتحرك الجيش لإنقاذ البلاد مما هي فيه ،ومن هنا أيضا كان تأييد الشعب لحركة الجيش والتفافه حولها وإيمانه بها، وهو ما نقلها من مجرد حركة للجيش إلى ثورة شعبية شاملة. بدوره ، أعرب الكاتب جلال دويدار في مقاله "خواطر" عن إحباطه نظرا للترويج الإعلامي بأنه سيكون هناك قصاص للشهداء الأبرار، بعد توالي الحوادث الإرهابية المفجعة ضد رجال قواتنا المسلحة سواء على حدودنا الشرقية مع إسرائيل أو على حدودنا الغربية مع ليبيا المفككة. وقال إن ما يزيد الإحساس بالمرارة هو ثقة الشعب في قواته المسلحة وقدرتها على تفعيل هذا القصاص بالصورة التي تشفي الغليل، متمنيا قبل التحرك المأمول لتحقيق هذا القصاص المزيد من الحرص واليقظة في مواجهة غدر جماعات الإرهاب الإجرامي. وأضاف أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال تبرئة ما يحدث من عمليات تهريب السلاح التي تتبناها الجماعات التكفيرية سواء لتمويل عملياتها من ثمنها أو لتوصيله إلى جماعات الإرهاب داخل الوطن أو على حدودنا الشرقية. ورأى أن عمليات التضييق على هذه العصابات والتي تصاعدت في الفترة الأخيرة بعد سقوط حكم جماعة الإرهاب الإخواني في مصر، تقف حاليا وراء هذه المغامرات الإرهابية التي تعتمد علي ثغرات غياب الحذر واليقظة. وأكد أن الصبر الشعبي قد نفد وأصبح يطالب ويصر على أن يكون هناك عمل قوي من جانب قواتنا المسلحة يزيل الحزن الذي لا يتوقف على الشهداء، وأن الشعب في شوق بأن يكون هناك قصاص يتناسب وحجم الغضب قادر على أن يمسح الدموع ويدفع بابتسامات السعادة إلى الوجوه. وقال إنه في إطار المشاعر الوطنية الغامرة لابد من الإقرار بأن الشعب الذي فاض به الكيل سوف يقف بكل قوته دعما وتأييدا لأية عملية تقوم بها قواتنا المسلحة لتحويل شعار القصاص إلى حقيقة. من جهته ،قال الكاتب عمرو الشوبكى فى مقاله بصحيفة " المصرى اليوم "والذى جاء تحت عنوان " ليسوا نقيضين " حين تجد من يعتبر أن دعم غزة لابد أن يبدأ بإهانة الجيش المصرى وسبه، والشماتة فى شهدائه (شهدائنا)، ولا يميز بين قافلة تدعم الشعب المحاصر فى غزة، وبين وقفة احتجاجية تهتف ضد العسكر، تتأكد أن هناك خللاً نفسياً وسياسياً لدى بعض من احترفوا المزايدة والمتاجرة بكل شىء من الثورة حتى شهداء غزة. وأضاف " المؤسف أن الوجه الآخر لهؤلاء هم نفس الشامتين المتبلدين الذى استمروا معنا منذ عهد مبارك، واعتبروا أن دعم غزة والتضامن معها هو خصم من رصيد مصر، وهى كارثة أخرى لا تقل فداحة عن صريخ بعض النشطاء ومناضلى فيس بوك. وأردف قائلا " صادم أن تجد فى مصر من يقول لإسرائيل استمرى فى عدوانك وقتلك للمدنيين، لأن من يسيطر على غزة هو حركة حماس، ويخرج علينا كل يوم بخطاب يقول إن علينا أن نهتم بمشاكلنا، وإن مصر مليئة بمشكلات اقتصادية وسياسية لا حصر لها، علينا أن نواجهها أولاً قبل أن نهتم بدعم غزة والقضية الفلسطينية، عملاً بالمثل الشعبى «ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع». ورأى الكاتب أنه من المؤكد أن مصر غير مطالبة بالدخول فى حروب أو مغامرات عسكرية ضد إسرائيل، ولم يطلب منها أن تهمل مشكلات المصريين لصالح حل مشكلات الفلسطينيين، ولكن فشل حكوماتها المتعاقبة فى حل مشكلات الشعب المصرى جعل البعض يخلق تناقضاً وهمياً بين التعاطف مع القضية الفلسطينية والمحاصرين فى غزة، وبين مشكلات مصر التى تعمقت فى ظل اتفاقات السلام. واختتم الكاتب مقاله قائلا "دعم غزة من قبل المصريين واجب، وهو أمر لا يخص فقط مناضلى الوقفات الاحتجاجية، إنما يجب أن تعمل الجمعيات الأهلية المصرية على تقديم دعم حقيقى (مادى ومعنوى) لسكان القطاع بعد أن شاهدنا جرائم ضد الإنسانية ترتكب فى حى الشجاعية وتفرج عليها العالم، فلا تحرموا المصريين من ألا يكونون متفرجين ويتضامنون مع أهل غزة ليس من أجل المزايدة، إنما من أجل احترام إنسانيتنا وكرامتنا قبل دعمنا لفلسطين وشعبها.