تناول كتاب الصحف الصادرة صباح اليوم في مقالاتهم عددا من الموضوعات على رأسها الأزمة الفلسطينية وما تبذله مصر لوقف القصف الإسرائيلي على قطاع غزة. أعرب الكاتب مكرم محمد أحمد في عموده نقطة نور بصحيفة الأهرام عن أمله أن تغير مصر بعض سياساتها التقليدية التى أثبتت التجارب والأحداث عدم جدواها، وأولى هذه السياسات ما يتعلق بقضية الوساطة بين حماس وإسرائيل من اجل انجاز اتفاق تهدئة. وأوضح الكاتب أن مصر تبذل غاية ما تستطيع من أجل تحقيقه التزاما بدورها الاقليمى ومسئولياتها تجاه الشعب الفلسطينى، ثم لا يلبث ان يخرقه أى من الطرفين فى عمل عسكرى مفاجئ يزيد معاناة الشعب الفلسطينى، لا يحرر شبرا من الارض المحتلة ولا يحقق أى تقدم للقضية، ويسقط بسببه ضحايا كثيرون أغلبهم من أهل غزة ليعود الموقف مرة اخرى إلى المربع رقم واحد بحثا عن اتفاق جديد للتهدئة ورأى الكاتب أن دور مصر الاقليمى أكبر كثيرا من ان يحاصره او يستنزفه البعض فى هذه المتاهة المغلقة التى تكررت حتى الان اربع مرات دون ان يتحقق السلام العادل او يتمكن اى من الطرفين، إسرائيل وحماس، من تحقيق نصر حاسم. وأعرب عن اعتقاده أن المفهوم الصحيح لدور مصر الاقليمى يخرج عن النطاق الجد محدود إلى آفاق سياسية اوسع تنتصر لرفض الهيمنة الدولية، ومقاومة احتكار المعرفة والعلم لصالح جزء من البشرية دون الاخر، وإعادة صياغة العلاقات بين دول الشمال ودول الجنوب على قواعد أكثر عدلا، ومحاربة الغلو والتطرف والعنف أينما كانوا، أما الوساطة بين حماس وإسرائيل فأغلب الظن أن مصر فى غنى عنها. تناول الكاتب محمد بركات في عموده بدون تردد بصحيفة الأخبار الحديث عن استئناف إسرائيل عدوانها علي قطاع غزة بعد توقف عدة ساعات أول أمس، في اعقاب اعلانها الموافقة علي المبادرة المصرية، لوقف إطلاق النار، ثم عاودت الغارات والقصف الجوي بعد إعلان كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحماس رفضها للمبادرة، بينما لم تعلن حماس موافقتها علي المبادرة واكتفت برد غامض يقول انها لا تزال تدرسها، في حين أن كتائب القسام قالت انها لا تعرف شيئا عن المبادرة. وقال ان المبادرة المصرية لم تكن سرية أو خفية أو غير معلنة، ولكنها علي العكس من ذلك اعلنت علي رؤوس الأشهاد من منبر الجامعة العربية، وعلي لسان وزير الخارجية سامح شكري، وفي خطاب منقول ومذاع علي الهواء مباشرة، في وجود كل وزراء الخارجية العرب. وأكد الكاتب أن كل المعلومات المعلنة تؤكد ان المبادرة المصرية قد جاءت، بعد جهود مكثفة واتصالات عدة قامت بها مصر مع جميع الأطراف العربية والاقليمية والدولية، مشيرا إلى أن ادعاء كتائب القسام بأنها لا تعرف شيئا عن المبادرة ولم يتحدث معها أحد بشأنها، مجرد لغو طائش لا يقوم علي أساس، كما تأتي تصريحات حماس بأنها لا تزال تدرس، مجرد تهرب من مسئولية اعلان موقف واضح تتحمل فيه نتائج رفضها للمبادرة، وما يتبع ذلك من استمرار العدوان والدمار واستمرار سقوط الضحايا من أبناء الشعب الفلسطيني،...، وهو ما يحدث الآن للأسف. ورأى الكاتب صلاح منتصر في عموده مجرد رأي بصحيفة الأهرام أنه أصبح واضحا أن إسرائيل لا تقتل وحدها الفلسطينيين في غزة وإنما تقتلهم أيضا قيادات الفصائل التي رفضت المبادرة المصرية التي وافقت عليها إسرائيل والتي تقضي بوقف إطلاق النار بين الطرفين . ولفت الكاتب إلى أنه في عشرة أيام فقد الفلسطينيون 150 شهيدا من بينهم ستة أطفال من أسرة واحدة ونحو ألف مصاب وأكثر من 300 بيت تم تدميرها ، في الوقت الذي فقدت فيه إسرائيل قتيلا واحدا أصابته نيران صاروخ من نحو 800 صاروخ أطلقتها الفصائل ، ومع ذلك خرج من يكتب «إن المبادرة المصرية جاءت لتقدم طوق النجاة للإسرائيليين وإن الفصائل الفلسطينية أحسنت صنعا برفضها عدم الاستمرار في إطلاق الصواريخ حتي تحقق معظم مطالبها إن لم يكن كلها » وهو ما نشره عبد الباري عطوان في صحيفته الإلكترونية الرأي اليوم. وتوقع مزيدا من الضحايا يعود بعدها الطرفان إلي المبادرة المصرية . من جانبه وفي مقاله بصحيفة "المصري اليوم" وتحت عنوان "غز الكاشفة" قال د. عمرو الشوبكي، مع كل عدوان إسرائيلى على قطاع غزة، نعيد على أنفسنا تكرار ثنائية ما يعرف بالتشدد والاعتدال، والتطرف والعقلانية، وغيرها من المصطلحات التى لا تعبر بدقة عن أزمة الواقع العربى، ولا عن طبيعة المشكلات التى يعانى منها النظام العربى بمعتدليه ومتشدديه على حد السواء. والحقيقة أن رفض حماس، «المقاومة» أو المتشددة، المبادرة المصرية ولو مؤقتا عكس حجم الحسابات السياسية الخاصة والرديئة لهذه الحركة، والبعيدة كل البعد عن شعارات المقاومة، وكيف أنها خضعت لابتزاز قطر وأموالها حين دفعتها لرفض التحرك المصرى لمجرد أنه جاء من القاهرة حتى لو كان الثمن هو سقوط مئات الشهداء الأبرياء وآلاف المصابين. العدوان الإسرائيلى على غزة والشعب الفلسطينى متكرر، وفشل حماس فى ردعه، ومعها باقى النظم العربية، بات أيضا مشهدا متكررا يعكس أزمة عميقة فى بنية النظام العربى، وحالة الضعف والوهن التى أصابت معتدليه ومتشدديه على السواء حتى لو كان الأخير يتحمل مسؤولية أكبر لأنه يدعى المقاومة على طريقة حزب الله وهو فى الحقيقة ينفذ أجندة عقائدية أو طائفية مغلقة لا علاقة لها بنبل شعارات المقاومة. وقد عاد هذا الاستقطاب وأطل برأسه مرة أخرى عقب قيام إسرائيل بعدوانها الهمجى على قطاع غزة، واتهمت مصر من قبل جماعة الإخوان وحلفائها بالتواطؤ وعدم مواجهة المعتدى، فى حين أن منتقديها ممن يوصفون بالمتشددين، أى إخوان غزة من حركة حماس، لم يقبلوا بانتخابات حرة منذ أكثر من 10 سنوات، وسيطروا على القطاع بقوة السلاح وبإقصاء الآخرين تحت شعار المقاومة ومواجهة الاحتلال الصهيونى. إن حماس بأدائها السيئ وبقادتها المقيمين فى قطر ستظل توظف المقاومة لصالح أجندتها السياسية، ولن تأبه بدماء المدنيين الأبرياء الذين يسقطون كل يوم فى قطاع غزة، كما أنها لم تغير شيئا فى علاقات القوى مع إسرائيل ولم تحقق منذ سيطرتها على قطاع غزة مكسبا واحدا لصالح الشعب الفلسطينى، فحتى لو كانت فتح والسلطة الفلسطينية مأزومة أيضا إلا أنها لا تورط أبناء الضفة الغربية كل عامين فى مغامرة عسكرية يسقط فيها مئات القتلى وآلاف المصابين دون أى مقابل. نعم فلسطين فى حاجة إلى معتدلين ومتشددين يتحركون لصالح القضية الفلسطينية، ومن أجل استعادة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطينى بالضغط السياسى والدبلوماسى، أو بالضغط الشعبى والجماهيرى عبر انتفاضة مدنية ثالثة تحاصر المحتل، وإذا توافق الشعب الفلسطينى على حمل السلاح فهنا نصبح أمام خيار شعب وتجربة جديدة للنضال المسلح ضد آخر قوة احتلال فى العالم، وليس مغامرات صاروخية لفصيل بعينه لا يأبه بدماء شعبه ولم يفوضه أحد إلا تنظيمه بإطلاق الصواريخ على إسرائيل واعتبار ذلك هو نموذج النضال الأمثل، لأن من يدفع ثمنه هم الأبرياء وليس قادة حماس المقيمين على أرض قطر. وفي مقاله بصحيفة "الوطن" قال الكاتب عمادالدين أديب، على حركة «حماس» أن تحترم عقولنا، وعليها أيضاً أن تعيد كل حساباتها فى التعامل مع قيادة مصر الحالية، وعليها أن تطرح على نفسها السؤال الكبير: هل حماس تتعامل مع مصر «الدولة» أم مصر «الجماعة»؟ وأضاف أنه إذا كانت تتعامل مع مصر الدولة فعليها أن تغير كل أعمال العدوان والعداء ضد الشعب المصرى وحكومته، وإذا كانت ما زالت تتعامل معنا على أنها علاقة تنظيم فرعى إسلامى فى غزة يتعاون ويدعم قيادة التنظيم فى جبل المقطم، فقد وصلت إلى طريق مسدود، ولا يمكن لأى عاقل خبير بالأمور أن يتغافل عن علاقة الارتباط بين زيادة وتيرة الأعمال الإرهابية فى شمال وجنوب سيناء خلال الأيام العشرة الماضية وعلاقة الشد والجذب بين القاهرةوغزة التى أدت إلى فتح معبر رفح يوماً واحداً ثم إغلاقه. لا يمكن لحماس أن ترسل لنا مفخخات وقنابل وصواريخ عبر الأنفاق وانتحاريين عبر الحدود وتعتقد أن هذه الأعمال الإرهابية هى أوراق ضغط على نظام الحكم الحالى. هذا الحكم الذى يقوده الرئيس المشير عبدالفتاح السيسى، الذى كان يشغل منصب وزير الدفاع السابق، ورئيس جهاز المخابرات العسكرية الأسبق ليس من نوعية الشخصيات التى تستجيب لضغوط الإرهاب، بل إنه من الشخصيات التى تدخل فى نار المواجهة دون خوف أو تردد. الذى يجب أن تفهمه «حماس» أن الدور المصرى فى تأمين غزة وإنقاذها بمبادرة مصرية تسعى لوقف إطلاق النار ليس عملاً إنسانياً فحسب، وليس مسئولية أخلاقية وتاريخية من القاهرة تجاه الشعب الفلسطينى، لكن المبادرة يجب أن تكون أيضاً مرتبطة بإيقاف قيادة «حماس» لكل أعمال الدعم والتدريب والتسليح والتمويل لجماعات الإرهاب الآتية من غزة والنشطة فى سيناء. يجب أن تتوقف «حماس» تماماً عن التدخل فى أى شأن داخلى مصرى، ولا يجب أن تربط بين ممارسة هذا التدخل والولاء التنظيمى لتنظيم الإخوان الأم ولعلاقة إسماعيل هنية بفضيلة مرشد الجماعة الذى يحاكم الآن بتهم متعددة. لا يمكن ل«حماس» أن تعادى السلطة وإسرائيل والحكم فى مصر فى آن واحد! إنه قمة الجنون العقلى وقمة الحماقة السياسية!