تناولت الصحف الخليجية في افتتاحياتها اليوم الأربعاء التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة. ففي الإمارات، قالت صحيفة (الخليج) "إن هناك محاولات لتمزيق الوطن العربي من خلال إطلاق صراعات داخلية وفق تركيبة كل دولة اجتماعيا ودينيا وسياسيا وأيها الأسهل في إشعال فتيل الفتنة والاحتراب". ولفتت إلى ما يجري على الساحة العربية من فتن واقتتال وتخريب ومشاريع تقسيم والدور الذي تقوم به جماعات الإرهاب والتكفير على غرار "داعش" و"جبهة النصرة" و"أنصار بيت المقدس" و"قاعدة شبه الجزيرة العربية" و"قاعدة المغرب العربي" وغيرها من منظمات ظلامية تحمل رايات الإسلام بمسميات مختلفة من دون أن ننسى "جماعة الإخوان" وهى الولادة التي خرج من رحمها كل من استخدم الدين كستار للوصول لسلطة أو خدمة لمصالح ذاتية أو إقليمية ودولية. وأكدت (الخليج) أن إلهاء العرب بخلافاتهم وصراعاتهم الداخلية ووضع الصراع مع إسرائيل على الرف أو التخلي عنه..هو ما يجري الآن وهو ما تسعى إليه إسرائيل كي تبقى وحدها القوة القادرة المتفوقة والمهيمنة التي تفرض شروطها وإرادتها. ومن جانبها، قالت صحيفة (الوطن) "إذا كانت إسرائيل تهدف من وراء شنها حربا مكثفة ضد حركة حماس بأن تحرج الحكومة الفلسطينية الجديدة التي تتشكل من تحالف بين السلطة الفلسطينية وحماس فإن على الطرفين المتحالفين في فلسطين تفويت الفرصة على إسرائيل في تحقيق مآربها الخبيثة"..مؤكدة أن التمسك بالوحدة يشكل ردا على العدوان. وشددت الصحيفة على أن تحرر فلسطين يبدأ من تحرير الإرادة الفلسطينية أولا وأن يكون للشعب الفلسطيني كلمته وقراره في إدارة معركته واختيار أسلوب نضاله ووسائل مكافحته الاحتلال..معتبرة دعوة السلطة الفلسطينية إلى تحرير فلسطين مفارقة ملحوظة وهى نفسها لا تستطيع أن تتمرد على التوجيهات الإسرائيلية في إدارة الضفة الغربية. وأكدت (الوطن) أن إسرائيل تريد أن تصعد عدوانها ليصبح حربا غير محدودة ضد الفلسطينيين الذين لا يملكون إمكانيات حرب طويلة المدى..لافتة إلى أن حرب إسرائيل تهدف للضغط أولا وأخيرا على السلطة الفلسطينية كي تتراجع عن "الوحدة الوطنية" وتقبل بالتفاوض دون شروط. وفي قطر، دعت الصحف إلى تحرك عربي جاد لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، مشددة على أهمية أن يدرك كل العرب خطورة الأحداث التي تمر بها المنطقة، وأحدثها تلك الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، مطالبة إسرائيل بوقف عدوانها على قطاع غزة فورا وأن تمتثل لقرارات الشرعية الدولية. فمن جانبها، رأت صحيفة (الشرق) أن ضربات المقاومة الفلسطينية داخل إسرائيل هى رسالة جادة إلى الاحتلال بتبدل موازين القوى، وبأن غزة لن تكون "لقمة سائغة" في فم الاحتلال هذه المرة، مهما تعددت وسائل قمعه الوحشية، ومهما تنوعت أدوات قتله وتدميره الإجرامية. وأشارت إلى أن صواريخ غزة وصلت إلى حيفا للمرة الأولى في تاريخ الصراع مع الاحتلال، ودوت صفارات الإنذار في أنحاء مدينة القدسالمحتلة وتل أبيب، قبل أن يتمكن نظام القبة الحديدية من اعتراض صاروخ كان موجها إليها، ومقابل الذعر الإسرائيلي هذا، أعلنت كتائب القسام أنها قصفت بالصواريخ حيفا والقدس وتل أبيب، وهو رد لاشك سيربك حسابات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته الأمنية المصغرة، وسيدفعها إلى مراجعة حسابات عدوانها الغاشم. ولفتت الصحيفة إلى مطالبة الفصائل الفلسطينية لجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بالتحرك الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي، مشيرة إلى الشروط التي حددتها المقاومة الفلسطينية لتحقيق التهدئة والتي تمثلت في وقف الحملة العدوانية على الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة، ووقف العدوان الهمجي على قطاع غزة، والالتزام ببنود وقف إطلاق النار عام 2012، والكف عن تخريب المصالحة الفلسطينية، ورفع اليد عن التدخل في حكومة التوافق واستحقاقاتها.. موضحة أن شروط التهدئة التي وضعتها المقاومة الفلسطينية تعد مطالب عادلة وليست شروطا تعجيزية. وبدورها، أكدت صحيفة (الراية) أن العدوان الإسرائيلي الجديد على قطاع غزة يضع مستقبل عملية السلام في وضع خطير، مشيرة إلى أن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام العدوان الإسرائيلي.. ولذلك فإن المقاومة الفلسطينية أرسلت رسالة واضحة لإسرائيل بأن عدوانها على غزة لن يكون بلا ثمن وأنها جاهزة وموحدة الصفوف للرد على الاحتلال الإسرائيلي. وأكدت الصحيفة أن المصالحة الفلسطينية أثارت غضب إسرائيل كذلك نجاح الفلسطينيين في إنهاء الانقسام وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي تمثل كل الفلسطينيين، لذلك كان الدافع من وراء عدوانها هو إبطال المصالحة حتى يظل الانقسام سيد الموقف بينما هى تبتلع المزيد من الأراضي الفلسطينية من أجل إقامة المستوطنات والشروع في إجراءاتها التهويدية في القدس وهدم المسجد الأقصى المبارك وإقامة الهيكل المزعوم.