اهتمت الصحف الإماراتية والقطرية الصادرة صباح اليوم في افتتاحياتها بقضية العرب الأولى القضية الفلسطينية وتصعيد العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. ففى افتتاحيتها تحت عنوان (تصعيد العدوان) قالت صحيفة (البيان) الإماراتية إن "إسرائيل لا تزال تعمل جاهدة لنسف أسس الاستقرار في المنطقة.. فهي من رفع وتيرة البناء الاستيطاني الذي يقوض جهود السلام إلى تدنيس المقدسات بشكل سافر وليس انتهاء بالعدوان المتكرر على الأراضي المحتلة في الضفة وغزة". ودعت إلى تحرك عربي واضح يرسل رسالة لا لبس فيها بأن على حكام تل أبيب ألا يتوهموا بأن الأوضاع العربية الحالية ستشتت الانتباه عن أفعالهم.. مشيرة إلى أن القمة العربية تنطلق بعد أقل من أسبوعين ولها أن تكون فرصة مواتية لوضع النقاط على الحروف وإيصال الرسالة لأن استمرار الوضع على ما هو عليه يعني أن المنطقة ستتجه إلى حرب مفتوحة لا تحمد عقباها ولا يعرف إلى أين ستقود المنطقة المتشابكة بملفاتها المعقدة. وأضافت الصحيفة أن "آخر ما يجب أن يكون هو ترك الفرصة لإسرائيل للعدوان على الأراضي الفلسطينية بهذه الطريقة..وهنا ينتظر أن تبادر واشنطن إلى فعل شيء ما بدلا من تكرار نفس العبارات كل مرة والتي ستؤدي إلى أن تميل كفة الميزان لصالح التطرف الإسرائيلي الأعمى". ومن جانبها، قالت صحيفة (الخليج) الإمارتية - في افتتاحيتها - إن "القضية الفلسطينية هي الأرض والشعب، فإن ذهبا أو ألغيا بطريقة أو بأخرى فلن تكون هناك قضية فلسطينية، هذه هي المسألة بكل بساطة وكل إضافة أخرى إلى ذلك فهو تعقيد لها للالتهاء بالقضايا الثانوية أو لصرف النظر عما يحدث.. وليس هناك أكثر إدراكا لهذا الأمر من نتنياهو.. لم يقل هو ذلك بشكل مباشر لكن مطالبه أكدت الأمر..فهو يدعو إلى الاعتراف بيهودية الدولة وهو يطالب بنسيان حق العودة.. وكلاهما يستلب الأرض والناس. وأضافت أن "إسرائيل تشكل أكثر من 80% من فلسطين، وحينما نضيف إليها الاغتصاب الذي تم في الضفة الغربية فإن النسبة ستصل إلى أكثر من 90%، وما تبقى الاستيلاء عليه مسألة وقت، فالاعتراف بيهودية اسرائيل يعني تثبيت الحق لليهود في فلسطين كما يدعون وينتهي حق الفلسطينيين فيها. وأوضحت الصحيفة أن إلغاء حق العودة ليس إلا شرطا مكملا لتثبيت الحق اليهودي.. فالإلغاء يعني على الأقل ضمنا أن لا حقوق للفلسطينيين وما سيتبقى في فلسطين التاريخية من فلسطينيين فهو لن يكون سوى أمر طارىء.. وبطريقة أخرى قد يعتبرون لاجئين حتى يجد المجتمع الدولي ملجأ يؤويهم. وأشارت إلى أن هذا هو معنى الصراع الوجودي.. ففي هذا الصراع ليس هناك مكان إلا لوجود واحد.. وهذا ما يفهمه قادة إسرائيل.. وما يثار أحيانا من حجج إسرائيلية حول أمن إسرائيل لا يعدو أن يكون صرفا للأنظار عن المسألة الحقيقية.. فالعودة بالنسبة لهم ليست خطرا بالمعنى الأمني وإنما بالمعنى الوجودي.. فمجرد الوجود الفلسطيني هو إلغاء لكل الدعاوى الصهيونية في فلسطين. وقالت (الخليج) إن "طرح مسألة الأمن في حال قيام الدولة الفلسطينية لا علاقة له بالأمن الحقيقي لإسرائيل.. فهذا الأمن تكفله أكبر قوة في العالم.. ساندها في ذلك قوى أوروبية لها مصالح ضالعة في استمرار إسرائيل في الوجود"، موضحة أن هذه القوى لم تتوقف لحظة عن تمكين إسرائيل بالقوة العسكرية التي لا يجاريها أحد في المنطقة حتى بشكل جماعي. وفى قطر، أكدت صحيفتا (الراية) و(الشرق)، في افتتاحيتيهما اليوم، حق المقاومة الفلسطينية في الرد على إسرائيل عسكريا دفاعا عن وجود وكرامة الشعب الفلسطيني.. مشيرتين إلى أن اسرائيل لم تترك للفلسطينيين أي خيار آخر سوى المقاومة المسلحة بعدما صعدت الأوضاع عسكريا بالقتل اليومي وجعلت التهدئة أمرا صعبا لارتباطها بمدى التزامها بها. فتحت عنوان (للمقاومة حق الرد) شددت صحيفة (الراية) على أهمية أن يدرك المجتمع الدولي خاصة الدول الداعمة لإسرائيل أن الممارسات الإسرائيلية اللاإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني هي التي تدفع بفصائل المقاومة للرد عليها بإطلاق صواريخ من قطاع غزة، وقالت "إذا كانت هناك إدانة يجب أن توجه لإسرائيل كونها السبب الرئيسي في جميع المآسي التي تحيق بالشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة من حصار وتجويع وعقاب جماعي". ورأت أنه ليس من المقبول ألا ترد فصائل المقاومة الفلسطينية على العدوان اليومي الإسرائيلي سواء كان بالضفة أو بغزة حيث استشهد أكثر من ستة شهداء خلال يومين، كذلك ما يقوم به جيش الاحتلال من التوغل في الأراضي الفلسطينية بدواع واهية هدفها جر المنطقة لحرب جديدة لتمكينها من فرض واقع جديد بعد إفشال إسرائيل مساعي السلام عبر تسريع تخطيط وبناء المستوطنات اليهودية وتهويد القدس الشريف. وأعربت الصحيفة عن يقينها بأن الممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني سواء كانت ضد سكان غزة أو في الضفة الغربية لا تنفصل عن بعضها البعض، ومن ثم فليس أمام الشعب الفلسطيني وفصائله المختلفة ومن بينها حركة (الجهاد الإسلامي) إلا الرد بقوة لتلقين إسرائيل درسا بأن روح المقاومة لن تفتر ولن تتخلى عن الحق الفلسطيني حتى تحرير آخر ذرة من التراب الفلسطيني وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف. واعتبرت أن إطلاق صواريخ المقاومة من قطاع غزة على جنوبفلسطينالمحتلة عام 1948 بمثابة رسالة واضحة وجلية لحكومة نتنياهو بأن المقاومة سترد على أي تصعيد عسكري إسرائيلي وأن أية تهدئة يجب أن تكون مقرونة بمدى التزام إسرائيل بعدم التصعيد العسكري سواء في القطاع أو الضفة والالتزام بعدم التوغل في الأراضي الفلسطينية لأنها هي التي خرقت الهدنة الموقعة عام 2012 وبذلك فإنها تتحمل مسئولية تدهور الأوضاع الحالية وعليها أن توقف التصعيد وبرقابة دولية صارمة. وخلصت (الراية) إلى التأكيد على أهمية أن تدرك إسرائيل أن لفصائل المقاومة الفلسطينية الحق في الرد عليها عسكريا لأنها لم تترك للفلسطينيين أي خيار آخر سوى المقاومة المسلحة بعدما صعدت الأوضاع عسكريا بالقتل اليومي وجعلت التهدئة أمرا صعبا لارتباطها بمدى التزامها بها، محملة إسرائيل المسئولية كاملة عن التصعيد على الأرض بوضعها العراقيل أمام الفلسطينيين من حصار لقطاع غزة وتقتيل يومي بالضفة الغربية والتنصل من الالتزامات والتعهدات الخاصة بمساعي السلام وحل الدولتين. وطالبت المجتمع الدولي بإدانة التصعيد من جانب إسرائيل وإلزامها بوقفه فورا بدلا من محاولات الالتفاف لإيجاد مبرر لها لاجتياح قطاع غزة بحجة منع إطلاق صواريخ المقاومة التي تطلق ردا على ممارساتها اليومية. وتحت عنوان (العدوان الإسرائيلي وحق المقاومة المشروع)، قالت صحيفة (الشرق) - في افتتاحيتها - إن "إسرائيل تصر على تذكيرنا كل يوم بأنها دولة الاحتلال الغاشم العدوانية بلا منازع، فرغم التهدئة النسبية والالتزام الفلسطيني بوقف النار على مدى عامين في غزة وانخفاض مستوى الهجمات ضد الاسرائيليين في الضفة الغربيةالمحتلة، وذلك باعتراف أجهزة الأمن الإسرائيلية، رأينا إصرارا من حكومة الاحتلال على التصعيد في كل من الضفة وغزة". وأوضحت الصحيفة أن التصعيد الإسرائيلي تمثل في تكثيف الحملات الاستفزازية وترتيب عمليات اقتحام ممنهجة للمتطرفين للحرم القدسي وشن حملات اعتقال وتجريف وهدم غير مسبوقة في القدس ومدن الضفة إلى جانب قنص الشبان العزل مما أوقع ستة شهداء من بينهم القاضي الأردني رائد زعيتر، واستفزاز فصائل المقاومة عبر سلسلة من الهجمات برا وبحرا والتي أوقعت عددا من المدنيين قبل أن توقع أخيرا ثلاثة شهداء من سرايا القدس. واعتبرت في ضوء هذه المعطيات أنه من الطبيعي أن تلجأ فصائل المقاومة للرد على قصف مدن غزة بقصف المستوطنات والمراكز العسكرية التي تحيط بغزة وتستهدفها بالعدوان المستمر. ورأت (الشرق) أن التصعيد الإسرائيلي يقع ضمن إطار حملة موجهة للغرب والولايات المتحدة للدفاع عن صورة الاحتلال وعمليات الاستيطان والاستهتار بمفاوضات السلام وخطة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري..لافتة إلى أن دخول إسرائيل معركة مع فصائل المقاومة في غزة يوفر لنتنياهو وليبرمان حجة للتباكي أمام حلفائهما في المجتمع الدولي. ودعت إلى الوقوف باستمرار إلى جانب المقاومة، مؤكدة حقها في الدفاع عن وجود وكرامة الشعب الفلسطيني في معركته لنيل حقوقه المشروعة.