مع بزوغ شمس اليوم الموافق الثلاثين من يونيو يكون قد مر العام الأول على ثورة أذهلت العالم ...ثورة يحتفل بها الشعب المصرى وسط مناخ عام يسوده التفاؤل بتحقيق الحلم واتمام "خارطة الطريق " بأنتخاب رئيس جديد للبلاد جاء بإرادة الشعب المصرى وفوزه بأغلبية ساحقة وتحقيق الحلم الذى ظل يراود ملايين المصريين طيلة الثلاث سنوات الماضية فى أستعادة الأستقرار والأمان واعادة أنطلاق عجلة التنمية. فهذه الثورة لم يشهد العالم مثلها من قبل فى ثوراته الكبرى كالثورة الفرنسية التى نادت بالحرية والمساواه ، ثورة قامت ضد نظام أرهابى أستولى على الحكم تحت دعاوى "الاسلام هو الحل "و"إقامة الشريعة الأسلامية".. خرج الملايين فى كل ميادين مصر رافضين حكم المرشد فى أكبر ثورة عرفها التاريخ الانسانى يطالبون بعزل الرئيس الأخوانى محمد مرسى وإسقاط حكم الجماعة الأرهابية وطالب الشعب قواته المسلحة بتلبية إرادة الشعب فلبى المشير عبد الفتاح السيسى وقيادات قواتنا المسلحة النداء وأيدت الثورة المصرية و أعلنت عن خارطة الطريق التى وافق عليها الشعب المصرى وكان أول استحقاق تم تنفيذه هو إقرار الدستور الجديد ثم انتخاب رئيس جديد اجمع الشعب عليه كبطل قومى وشعبى للمصريين المشير عبد الفتاح السيسى . تعالت نداءات الاحتشاد ل(30) يونيو كفرصة أخيرة، وأوحت المقدمات أنه سوف يكون يوما فاصلا. لم تكن جماعة الإخوان على أدنى استعداد أن تقرأ المشاهد التى تتحرك أمامها أو ترى مزالقها إلى نهاياتها، وتصورت أنها فى موقع قوة يخولها الانفراد بالسلطة السياسية وتقويض مؤسسات الدولة واعتقال معارضيها بعد أن يفشلوا فى التظاهرات التى ينتوون تنظيمها. بنت حساباتها على فكرتين. الأولى أنها تحوز قوة تنظيمية ومالية لا تتوافر لأية أطراف أخرى، وتحالفاتها اتسعت إلى حد يردع بالسلاح التفكير فى إزاحتها. والثانية أن الجيش لن يتدخل تحت أى ظرف وأيا كانت أحجام التظاهرات واحتمالات الصدام فى الشوارع المضطربة استنادا إلى تعهدات أمريكية تلقتها. ماذا كان يحدث لو فشلت الثورة كان ملايين المصريين يرفعون شعاراً واحداً ومطلباً وحيداً.. يسقط حكم المرشد.. أما الإخوان وانصارهم فكانوا يرددون كلاما غريبا. صفوت حجازي -أحد قادة اعتصام رابعة- كان يقف علي منصة رابعة ويقول كلاما من نوع: «محمد مرسي خط أحمر.. واللي هيرش الرئيس مرسي بالميه هنرشه بالدم».. وقال أيضا «اللي هينزل يوم 30 يونية لا بد أن يتحمل المسئولية الكاملة عند نزوله.. واللي هينزل يوم 30 يونية ويبقي فيه دم وناس تموت محدش يلوم غير نفسه». يوم عزّ وبنفس لغة التهديد والوعيد كان الجميع يتحدث في اعتصام رابعة ووصل الأمر لدرجة أن محمد عبدالمقصود -أحد قادة اعتصام رابعة- قال: «اللهم اجعل يوم 30 يونية يوم عز للإسلام والمسلمين وكسر شوكة الكافرين والمنافقين.. اللهم رد كيدهم في نحورهم واجعل تدبيرهم في تدميرهم.. اللهم منزل الكتاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم». وهذا الكلام معناه ببساطة أن معتصمي رابعة والنهضة كانوا يعتبرون معارضيهم ليسوا معارضين سياسيين وإنما يعتبرونهم كفاراً أو علي أحسن تقدير منافقين..وهو ما عبر عنه صراحة صفوت حجازي بقوله: «اللي هيفكر ينقلب علي الشرعية والتجربة الإسلامية أقول له أنت واهم وستدفعنا لإعلان ثورة إسلامية تطهر البلاد منكم».. تخيلوا ثورة إسلامية تطهر البلاد من معارضي مرسي.. هكذا كان اعتقادهم ورؤيتهم واستعدادهم. وبالفعل استعدوا لما اعتبروه حرباً إسلامية مقدسة وأعلنوا من فوق منصة اعتصام رابعة أن خيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان «جهّز آلاف الشباب المرابطين في أماكن محددة بالقاهرة وكل المحافظات وينتظرون ساعة الصفر.. وعندما تحين تلك الساعة سيدخل الفئران في جحورهم وسينتصر الأطهار». وتولي «صفوت حجازي» دور المحرض الأكبر علي الحرب فكان يتولي التطاول علي كل المعارضين ووصل به الحال لدرجة أنه قال عن وزير الداخلية محمد إبراهيم «محمد ابراهيم بيتكلم عن اعتصام رابعة وفض اعتصام رابعة.. دا باين علية شرب «بيريل» واسترجل! وقال عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، والهارب حاليا إلي قطر، أحد جنرالات الاعتصام.. وقال عشية 30 يونية: «يوم 30 يونية مرَّ وانتهى بفشلٍ للمعارضة التي تريد الانقلاب على إرادة الشعب ورئيسه.. اعتبروا أن 30 يونية انتهى، هذه الليلة نعيش مبكرًا أوائل شهر يوليو وأوائل شهر رمضان.. و30 يونية يوم مضى، وبدأت حملة الفرار لرموز المعارضة إلى خارج مصر». ولم يترك صفوت حجازي اليوم يمر دون أن يطلق صرخاته الحربية.. وقال «إحنا مستعدين لكل شيء والراجل ييجي لنا هنا». أما القيادي الإخواني محمد البلتاجي فقال: ساعة الصفر اقتربت وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. هكذا كان يفكر أنصار مرسي.. وهكذا كانت نواياهم ومعتقداتهم.. معارضيهم كفاراً أو منافقين وسيتم تطهير الإخوان منهم. قتل الخوارج وما دام هذا هو معتقدهم فمعني ذلك أن فشل ثورة 30 يونية كان يعني أول ما يعني أن أنصار مرسي سيبدأون فوراً في تأديب المعارضين الذين يرونهم «خوارج».. وعقوبة «الخوارج» في الثقافة والتاريخ الإسلامي.. باختصار كانت ستقع مقصلة كبيرة لمعارضي مرسي هي القتل تقرباً إلى الله وفق معتقداتهم. وبالتزامن مع عمليات القتل تلك كان سيتم الانتقام من كل مؤيدي ثورة 30 يونية..أي سيتم إغلاق كل الفضائيات وكل الصحف المعارضة.. والتهمة طبعا خوارج..وأيضا كان سيتم اعتقال آلاف السياسيين والإعلاميين والمفكرين.. والتهمة..الخروج عن الشرعية والشرع. والأكثر من ذلك كما يقول خبير علم الاجتماع د. عبدالله فؤاد كان «محمد مرسي» سيبدأ عهدا من التنكيل والاستبداد والديكتاتورية بدعوي تطهير البلاد من الخوارج المعارضين للشرعية.. وأضاف «فؤاد»: المتوقع فيما لو فشلت ثورة 30 يونية أن يسارع مرسي بتمكين الإخوان من كل مفاصل الدولة ومن الوزارات والمحافظات والمحليات لكي يمهد لحكم جماعة الإخوان بالحديد والنار لعقود طويلة. ويضيف: «بخلاف اغتيال بعض المعارضين واعتقال بعضهم ومطاردة البعض الآخر , كانت مصر في زمن الإخوان ستتحول إلي ولاية أمريكية وسيلتزم الإخوان بالسمع والطاعة لكل أوامر البيت الأبيض وبالتبعية كان الإخوان سينفذون المخطط الأمريكي المعروف بالشرق الأوسط الكبير وكانت مصر ستتنازل عن سيناء لفلسطين ومنطقة حلايب وشلاتين للسودان وكان الإخوان سيظلون قابضين علي رقبة «مصر» حتي تتقسم أو تشهد حرباً أهلية تهلك الحرث والنسل.. ولكن الله سلم من هذا الكابوس وأنقذ مصر من هذا المصير الكارثي بنجاح ثورة 30 يونية. شهداء الثورة في البداية.. يجب أن نشير إلى أنه منذ الإطاحة بمرسى من حكم مصر، بدأت جماعة الإخوان في تشكيل ميليشيات الموت والذبح لكي تنتقم من جيشنا ونفذت الجماعة عمليات قتل جنودنا في سيناء ثم توالت العمليات القذرة ضد الجيش والشعب والشرطة واستخدام الإخوان ميليشيات «خيرت الشاطر» التي عرفت باسم «انصار بيت المقدس» في تنفيذ كل العمليات الارهابية وكان من بينها قتل 6 من جنودنا أثناء تأديتهم صلاة الفجر في منطقة مسطرد. ومع سقوط الشهداء على يد الإخوان زادت كراهية الشعب لهذه الجماعة التي فقدت أي تعاطف معها، ونحن نعرض هنا بعض النماذج المشرفة التي يجب أن نتذكرها في هذا اليوم حيث وصل عدد شهداء الشرطة منذ 30 يونية إلى 270 شهيداً بخلاف شهداء الجيش. الرائد محمد أبو شقرة، ضابط الأمن الوطني الذي استشهد في 9 يوليو من العام الماضي وهو في الثلاثين من عمره، وكان زفافه بعدها بشهر، لقد قتلته رصاصات الغدر والخسة أثناء أدائه الواجب في العريش، فقد كان يعمل بقسم الارهاب الدولي وانتقل ومجموعته الى العريش عندما تم خطف ال 7 جنود المصريين، حيث كان مسئولاً عن عملية انقاذ الرهائن، وقد انتهزت الجماعات الارهابية فرصة وجود «أبو شقرة» بمفرده في سيارته لاصطياده وعندما فشلوا في أسره بسبب مقاومته لهم، قاموا باغتياله. وتقول «نهي» أخته: ربما كان ما يشفي صدورنا قليلاً هو أن معظم أفراد الجماعة الارهابية داخل السجون، فهذا انتقام الله، ولكننا مازلنا نتألم لفراق «محمد» خاصة وأن مرتكبي عملية اغتياله لم يتم تقديمهم للمحاكمة حتي الآن! لقد كان «محمد» من أكفأ عشرة ضباط في الأمن الوطني على مستوى الجمهورية وكان محبوباً من كل زملائه، فكيف يمكن أن يهدأ لنا بال قبل أن نأتي بحقه وتتم محاسبة الجناة؟! النقيب أحد سمير الكبير، شهيد العمليات الخاصة بقطاع الأمن المركزي، استشهد يوم 21 نوفمبر 2013 أثناء مداهمته بؤرة اجرامية بالقليوبية، اغتالته رصاصات الارهاب حيث لقى مصرعه أثناء ملاحقة عناصر ارهابية متورطة في اغتيال الشهيد المقدم محمد مبروك. وقالت شيرين رأفت، أرملة الشهيد: إن زوجها كان يتمنى الشهادة وكان دائما يقول: عايز الساعة اللي ربنا كتبهالي وأنا في بطن أمي تجيلي وأنا في مأمورية مش وأنا في السرير. جدير بالذكر أن الشهيد النقيب أحمد الكبير والد الطفل «محمد» البالغ من العمر 3 سنوات و6 أشهر، و«عمر» البالغ من العمر سنتان وقد أنجبت زوجته الشهر الماضي مولودها الثالث وأطلقت عليه اسم «أحمد» تخليداً لذكرى والده الشهيد. ومازلنا نتذكر المشهد المأساوي لاغتيال اللواء نبيل فراج في كرداسة، حيث تربص به بعض افراد الجماعة الارهابية هو والقوات المصاحبة له أثناء محاولة الأمن فرض السيطرة الأمنية على مدينة كرداسة، وتمت ادانة 23 اخوانياً من الجماعة الارهابية منهم 11 محبوسين و12 هاربين وأحيلت أوراقهم إلى المفتي وربما جاء هذا الحكم ليثلج صدر عائلته ولكنه لم يعوضهم قط عن فقدانه. تقول نضال عفت «زوجته»: كان حاجة كبيرة راحت مننا وعمرها ما هتتعوض وربما كنت سعيدة أن دمه مارحش هدر والقضاء جابله حقه، لكن هؤلاء القتلة دمروا أسرتنا ولن نسامحهم أبداً.. وتساءلت وهى تختم حديثها قائلة لهؤلاء الجناة: ليه عملتوا كده مع الشرطة اللي بتحمي البلد وبتحمي ولادها.. حسبي الله ونعم الوكيل في اللي يحرم أولاد من أبوهم! يقول اللواء عادل العبودي، وزير الداخلية السابق، إن الاخوان ومن يناصرهما من الجماعات الارهابية فقدوا شرفهم عندما استهدفوا جيشنا العظيم، فقد أصبح هناك ثأر مع قياداته منذ نجاح المشير السيسي في الاطاحة بحكم مرسي استجابة لمظاهرات الشعب المصري في 30 يونية 2013، وتعكس كل العمليات الارهابية حجم الغل والحقد الذي يدور في نفوس كل أعضاء وقيادات جماعة الاخوان حيث ثبت تورط الكثيرين منهم بهدف الإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي من خلال تكفير الحاكم والعاملين بمؤسسات الدولة «الجيش والشرطة». ثأر كبير يقول اللواء د. أحمد عبد الحليم، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن ثورة الشعب المصري على جماعة الإخوان يوم 30 يونية كان بمثابة تأكيد على أن جماعة الإخوان ومن يناصرها فقدت كل مقومات وجودها كتنظيم أو حزب أو حتى كأفراد في المجتمع المصري بعد أن استباحت دم جنودنا من أبناء القوات المسلحة فأصبح هناك «تار بايت» بين شعب مصر وجماعة الاخوان ولكن دماء أبناء مصر لن تضيع أبداً ما دامت الأجهزة الأمنية مستمرة في تكثيف جهودها لملاحقة تلك الجماعات الارهابية. وحتى صباح يوم 30 يونيو بدأ يتدفق الدم وفي بداية الشهر الكريم الذي يحرم سفك الدماء، أدى الانفجار الذى وقع بمحيط قصر الاتحادية بمنطقة مصر الجديدة إلى استشهاد العقيد أحمد العشماوى، الضابط فى إدارة مفرقعات القاهرة، وذلك أثناء إبطاله مفعول العبوة الناسفة. وانتقل اللواء على الدمرداش، مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة، إلى منطقة الانفجار الذى وقع فى محيط قصر الاتحادية صباح اليوم، الاثنين، حيث تابع بنفسه قيام خبراء المفرقعات بإبطال عبوة ناسفة أخرى عثر عليها بمحيط القصر، وتم إبطال مفعولها قبل انفجارها. يأتي ذلك فى الوقت الذى تم فيه إغلاق محيط القصر والشوارع المؤدية إليه حفاظا على أرواح المواطنين ولحين الانتهاء من التأكد من وجود تفجيرات أخرى. وأمر اللواء على الدمرداش بتشكيل فريق بحث على أعلى مستوى بقيادة اللواء محمد قاسم، مدير مباحث العاصمة، لسرعة تحديد الجناة وضبطهم.