مرضى يتألمون ويصرخون من أوجاعهم، وفقرهم يأخذهم إلى المستشفيات الحكومية ليجدوا العلاج ومن ينجدهم، ولكنهم لا يجدون غير شيء واحد فقط وهو الإهمال لأنه السمة الأساسية التي نجدها دائما بداخل المستشفيات الحكومية فى محافظة البحيرة، لأن الأطباء لا يعرفون معنى كلمة الرحمة لتعاملهم مع المرضي كأنهم خدام يعملون لديهم ونسوا أن واجبهم هو الحفاظ علي أرواحهم ومساعدتهم وليس التعالي عليهم. رصدت عدسة "البوابة نيوز" معاناة المرضي بداخل التأمين الصحي بمنطقة أبو الريش بمدينة دمنهور فالمرضي يفترشون الأرض والكثير من الصراخ من شدة الألم الذي يعانون منه وذلك لعدم التزام الأطباء بالحضور بمواعيدهم وعدم توافر الخدمات الطبية الجيدة، إضافة إلى المعاملة غير الإنسانية التي يعاملهم بها الأطباء والممرضون فلا يوجد احترام لآدمية المرضي. قالت سهير موصلي المرسى أحد المواطنين مقيمة بأبو الريش بمدينة دمنهور 55 سنة: إن التأمين الصحي بدمنهور أسوأ مما يتصوره بشر "فأنا مريضة سكر وضغط والتهاب المفاصل وكل ما أجده بداخل العيادات التخصصية الخاصة بالتأمين هو الإهمال وعدم الاهتمام، لأنهم يتركونا في انتظار الأطباء بالساعات ولا نجد متابعة من أي أحد، نفترش الأرض ونصرخ من شدة الوجع ولكن لا حياة لمن تنادي". وأشارت آمال محمد محمد مقيمة بدمنهور إلى أنها مريضة بالقلب ولم يصرف لها أي أدوية من التأمين لعلاجها إضافة إلى المعاملة غير الآدمية من الأطباء والممرضين، فهم يعاملونهم بتعال كأنهم خدام لديهم. وأوضحت أن الوضع بداخل التأمين مخزي جدا لكثرة أعداد المرضى والازدحام بالداخل بشكل مكثف، فالمرضي يفترشون الأرض لعدم تواجد استراحات بالمبنى مع عدم السماح لكبار السن باستخدام المصعد للتنقل للأدوار العلوية، مضيفة "يطالبوننا بالصعود على السلالم لأن المصعد مخصص للأطباء فقط". وطالبت بتحسين خدمات علاج الفقراء في التأمين الصحي، وجعل عيادة القلب في الطابق الأول حيث يضطر المرضي خاصة كبار السن إلى الصعود علي درج السلم الضيق بسبب الزحام وكثيرا ما يسقطون أثناء الصعود. وذكرت وفاء محمد حامد أحد المرضى إن إهمال الأطباء الصفة الأساسية في هذا المكان، فالأطباء دائما لا يأتون في ميعادهم المخصص لأنهم يذهبون لعياداتهم الخارجية قبل أن يأتوا إلى التأمين ويتركوا المرضى في انتظارهم بحالة من الصراخ والآهات والمعاناة من شدة الألم. وتابعت: "قمنا بالشكوى للأطباء على سوء التعامل بالتأمين، فصرخوا في وجوهنا قائلين "اللي مش عاجبه يجيلي العيادة الخاصة بتاعتى". وتساءلت : "هل يعقل أننا نقوم بالذهاب لعياداتهم الخاصة ودفع مبالغ مالية طائلة حتى نجد الاهتمام والخدمة الطبية السليمة والمفروض أنهم أقسموا أن يقدموها للمرضي بأي مكان، فأين الرحمة يا ملائكة الرحمة؟" وأضاف عبد الفتاح بسيونى أحد المرضى:" أقيم بقرية خارج دمنهور في غرفة بالإيجار، ولا امتلك المال لكي أعالج نفسي بعيادات خاصة، ولذلك قمت بالمتابعة مع التأمين الصحي بدمنهور، ولكن للأسف لم أجد أي متابعة، فأنا لم أجد غير التقصير من الأطباء والإهمال الشديد حتى العلاج المصرح لنا بتناوله لا نأخذه منهم إلا بالعذاب. وأشار بسيونى إلى أن مرضى التأمين الصحي يعانون أشد المعاناة من عدم توحيد جهات صرف العلاج، وطالب بوجود مستشفي متكامل للتأمين الصحي في محافظة البحيرة. وناشد بسيونى المسئولين بداية من اللواء مصطفي هدهود محافظ البحيرة ووكيل وزارة الصحة بالبحيرة الدكتور محمد نعمة الله ووزير الصحة بالنظر بعين الرأفة والرحمة للمرضى داخل التأمين الصحي للمعاناة والمأساة التي يعيشونها بداخل هذا المكان.