يفترشون الأرض والسلالم الضيقة, يصارعون المرض ويبتلعون آهات الألم والحسرة في صمت, انتظارا لدورهم في تلقي العلاج داخل العيادة التخصصية بدمنهور, التابعة للتأمين الصحي, والتي لا تستحق أن توصف إلا بعيادة البدروم الصحي فالزحام شديد والخدمة متردية. لا يوجد احترام لآدمية المرضي, ولا معاملة طيبة ولكنها بهدلة سنوات آخر العمر.. ورتين عقيم لا يرحم ضعف المرضي بهذه الكلمات بدأ حصافي الإمبامي, المهندس بالإدارة الزراعية بالدلنجات, حديثه إلينا عن معاناة مرضي التأمين الصحي بالبحيرة وأوضح أنه يعاني مرضا بالقلب, وقد ذهب إلي أخصائي القلب بإدارة التأمين الصحي بالدلنجات, والذي حوله إلي الطبيب الاستشاري في إدارة تأمين بإيتاي البارود, حيث لا يوجد استشاري يتبع الدلنجات, وعلي المرضي ان يقطعوا عشرات الكيلومترات في رحلة كعب داير حتي يحصلوا علي حقهم في العلاج. ويتابع حديثه قائلا: فوجئت بالاستشاري يطلب عمل أشعة إيكو بالعيادة التخصصية بدمنهور, وتم تحديد موعد إجراء الأشعة بعد شهر من توقيع الكشف الطبي. أما مسعود حسين عثمان65 سنة عامل بغزل كفر الدوار علي المعاش فقد افترش الأرض وبدا عليه الإجهاد والتعب الشديد, وأوضح أنه قدم هو الآخر من كفر الدوار, لإجراء الأشعة, مطالبا بتحسين خدمات علاج الفقراء في التأمين الصحي, وجعل عيادة القلب في الطابق الأول حيث يضطر المرضي خاصة من كبار السن من الصعود علي درج السلم الضيق إلي الطابقين الثاني والثالث, وذلك بسبب الزحام الشديد علي المصعد, وكثيرا ما يسقط المرضي أثناء الصعود. ويؤكد كامل الشريف مدير عام بمديرية التموين, أن مرضي التأمين الصحي يعانون أشد المعاناة من عدم توحيد جهات صرف العلاج, أو مستشفي متكامل للتأمين الصحي في البحيرة كما في بقية المحافظات, وأوضح أنه يعاني من الفشل الكلوي, ويقوم بالغسيل3 مرات في الأسبوع, وذلك بعد فشل أحد أطباء القاهرة في إجراء عملية زرع كلي له, وأنه يحصل علي دواء من التأمين الصحي يجب تعاطيه مع الغسيل الكلوي, ويكشف أنه يتوجب علي المريض الانتقال من العيادة التخصصية بجوار الكوبري العلوي حتي يحصل علي خطاب تحويل إلي الاستشاري بتأمين حي أبوالريش ثم يذهب مرة أخري إلي منطقة الإدارة بشبرا ليقوم بختم خطاب الاستشاري, ويتساءل والحسرة تملأ عينيه ألا يستحق المرضي الرحمة من مسئولي التأمين الصحي؟ أما محمد عبدالقادر محمد الموظف بالتربية والتعليم, فيشير إلي صعوبة الانتقال بين إدارة التأمين الصحي في شبرا وأبوالريش, وأسفل الكوبري العلوي, حيث يرفض سائقو التاكسي الذهاب إلي عيادات التأمين لبعدها ويشترطون الحصول علي3 جنيهات, بمعني أن المريض يضطر إلي دفع12 جنيها علي الأقل حتي يحصل علي دوائه, ناهيك عن مشقة الانتقال والزحام الشديد, بعيادات التأمين. من جانبه كشف تقرير هندسي عن حاجة عقار مجلس مدينة دمنهور والذي يشغل التأمين الصحي3 طوابق منه, إلي ترميم الهيكل الخرساني, وأعمال صيانة شاملة لنظام الصرف الصحي, والتغذية بالمياه وهو ما يعني الحاجة إلي توفير مكان بديل للعيادات المتخصصة, لحين إتمام أعمال الترميم, خاصة في ظل استحالة نقلها إلي العيادات الشاملة بأبوالريش, والتي تعاني زحاما هي الأخري. وإزاء المشكلة طالب الدكتور محمد عبدالمحسن مدير التأمين الصحي في البحيرة, بتسلم مبني الهلال الأحمر لاستغلاله كمقر لإدارة فرع التأمين وهو ما رفضه الدكتور محمد نعمة الله وكيل وزارة الصحة في خطاب رسمي, أكد فيه أن المبني به مركز رعاية للطفل ويقوم بتقديم الخدمات الخاصة برعاية الأمومة والطفولة لسكان حي سكنيدة والذي يمثل20% من مساحة دمنهور. من جانبه يطالب السيد مصطفي( بالمعاش) بضرورة توحيد أماكن الحصول علي موافقات صرف الأدوية لأصحاب الأمراض المزمنة, والعمل بنظام الشباك الواحد, والبدء في إنشاء مستشفي كبير للتأمين الصحي, خاصة في ظل الزيادة السكانية في محافظة البحيرة, وعدم إنشاء أية مستشفيات جديدة, مؤكدا أن الأموال التي تمنحها هيئة التأمين الصحي للمستشفيات خاصة مقابل التأمين بها تبلغ أرقاما خيالية.