قتل عشرات العراقيين ومن بينهم مدنيون أمس الجمعة في اشتباكات وقعت بين متشددين إسلاميين من السنة والقوات العراقية في مدينة الموصل بشمال العراق، وذلك بعد يوم من فرض حظر التجول هناك. واندلع القتال في الموصل بعد يوم من استخدام القوات الحكومية طائرات هليكوبتر لقصف متشددين، واستعادة السيطرة على مدينة سامراء الواقعة إلى الشمال من الموصل. وجمع المتشددون شتاتهم خلال العام المنصرم في صراعهم مع الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة، ولاسيما في المحافظاتالغربية المجاورة لسوريا مثل نينوي التي عاصمتها الموصل. وقالت مصادر أمنية، إن المتشددين تقدموا في الموصل من الشمال الغربي ونشروا أعدادا ضخمة في غرب المدينة وقتلوا ما لايقل عن أربعة من رجال شرطة مكافحة الشغب وثلاثة من جنود الجيش في اشتباكات منفصلة. وقالت مصادر أمنية، إن خمسة مفجرين انتحاريين هاجموا مخزن أسلحة في جنوب الموصل وإن بعضهم نجح في تفجير ستراتهم الناسفة ليقتلوا 11 جنديا قبل إطلاق النار عليهم. وفي قرية الموفقية القريبة من الموصل فجر انتحاريان سيارتين ملغومتين أمس الجمعة، مما أدى الى مقتل ستة من أقلية الشبك التي تعيش هناك وغالبا ما يستهدفها المتشددون السنة. وقال محمد إبراهيم عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة نينوى إن الجيش قتل 105 من المسلحين ودمر 20 من سياراتهم المزودة بأسلحة آلية ما منعهم من السيطرة على الأرض. ومن غير الممكن تأكيد تقديرات القتلى. وقالت مصادر أمنية، إنه بحلول مساء الجمعة استعاد الحكومة السيطرة على 90 في المئة من الموصل وأضافت إن الجيش مازال يطلق المورتر على فلول المقاومة. وانسحب معظم المتشددين إلى الصحراء متجهين نحو محافظات مجاورة أو ببساطة الاحتماء بين السكان المحليين. والموصل معقل منذ فترة طويلة للمسلحين الذين استعادوا نشاطهم بعد الحرب في سوريا التي تتشارك في الحدود مع محافظة نينوى. وإلى الجنوب تقع محافظة الأنبار التي يشكل السنة غالبية سكانها وحيث يحارب الجيش المسلحين الذين اجتاحوا مدينتين أوائل العام. ويوم الجمعة أيضا أحبطت قوات الأمن محاولة من المتشددين للاستيلاء على مقار شرطة مكافحة الإرهاب في قلب بعقوبة في محافظة ديالى، وقال قائد الشرطة ومسعفون إن شخصين قتلا في الاشتباكات. ولا تزال أعمال العنف أقل من مستوياتها بين عامي 2006 و2007 عندما بلغت عمليات القتل الطائفية ذروتها لكن العام الماضي شهد سقوط اكبر عدد من القتلى منذ أن بدأ العنف يتراجع في عام 2008 . وقتل ما يقرب من 800 شخص في أنحاء العراق في مايو وحده مما يجعله الشهر الاكثر دموية إلى الآن هذا العام.