عزيزي يا من يصفونك بأنك “,”خروف“,” رجاء قبل أن تقرأ هذا المقال، عليك أن تتخلى عن “,”قرونك“,” لبضعة دقائق وتحاول إن تقنع نفسك إنك من بنى البشر ومن ذوي العقول، لأن بوجود أمثالكم في الحياة اكتشفت أن هناك بشرا بلا عقول. لو حد بيقولك يا خروف وأنت زعلان لأنك فاهم أن الخروف ده حيوان بينقاد بكل سهولة وليس أكثر من أنه مجرد تابع ينفذ الأوامر دون أي اعتراض أو حتى مناقشة، المفروض أنك تفرح لأن كل هذه المواصفات، ليست مواصفات الخروف، بل هي مواصفات الحمار، فاحمد ربك أنك طلعت خروف وليس حمارا. ولو شايف إن خروف أرقى من حمار أحب أقولك “,”لا“,”، ليس صحيحًا، لأنهما حيوانان وإن اختلفت الأشكال ولأن الله ميزنا عنهم بالعقل.. أيوه بالعقل ولا تستعجب. عزيزي الخروف أنت عارف يعني إيه خروف؟ الخروف من أنبل المخلوقات، فأنزله الله من السماء لإنقاذ سيدنا إسماعيل من الذبح عندما رأى سيدنا إبراهيم رؤيته الشهيرة بأنه يذبح ولده إسماعيل، أي أنه كبش فداء لإنقاذ شخص، فالخروف في الزمن الحالي يختلف كثيرًا عن الخروف سابقًا. فالخروف الآن ليس سوى كبش فداء يضحي به علية القوم من أجل الحفاظ على منصب أو وضع اجتماعي أو سلطة أو نفوذ، فهناك من يضحك على الخروف بدعوى مسميات كثيرة، هناك من يضحي باسم الشريعة، وباسم الاشتراكية والعلمانية، وأيضا هناك منهم من يستغل فقره وحاجته ويتاجر بآلامه، وفي الآخر يقع تحت بند الجهاد أيا كان هذا الجهاد في سبيل من، فيصبح الخروف في مواجهة أعداء عشيرته، وقد يلقى حتفه أو يصاب بعاهة مستديمة، في حين أن قادته جالسون في منازلهم مترفين وفي أحضانهم أبناؤهم، يتابعون ما يحدث لخرفانهم عبر التليفزيون، وعندما تصاب أيها الخروف بأي أذى كل ما يفعلونه أنهم يشوفوا أهلك بقرشين ويحضروا العزاء.. أي أنك يا عزيزي الخروف لست سوى حائط سد، وكبش فداء لحماية من تتبعهم وحماية ذويهم. حاول- عزيزي الخروف- أن تقوم بإعادة تشغيل عقلك مجددا، واستمع إلى صوته، وفكر فيما قلته لك، وافعل ما يمليه عليك ضميرك دون أوامر من أحد، وإذا بالفعل استمعت إلى صوت عقلك الذي منحك الله إياه لتفكر به، فستكتشف أنك كنت لست خروفا فقط بل حمارا أيضاً. فأنا لا أرتضي لبني وطني أن يكون بيننا أناس يعطلون أعظم نعمة منحنا الله إياها وهي العقل، وأود أن أقول لك: إن من لا عقل له، لا ضمير له، وعيب خطير في حقك أن تكون عبارة عن أداة تستخدم لأغراض دنيئة، لأنك لاحقا ستصبح منبوذا يا ولدي، وستندم في يوم لا ينفع فيه الندم، ستصاب بالحسرة وسيكون لسان حالك أين عقلي؟! وإذا كانت الطاعة واجبة والسمع فرض، فيجب أن تكون فقط لله عز وجل، فأنت سوف تحاسب على أفعالك، وستحاسب على عدم تشغيل عقلك ولا أحد غيرك، وفي النهاية إذا لم يقنعك كلامي يمكنك استعادة قرونك التي تخليت عنها وابقى خليها تنفعك.