تتطور الأحداث في ليبيا بشكل سريع وسط مخاوف غربية من حرب أهلية، ما لم تنجح عملية الكرامة في تحقيق أهدافها بالقضاء على الإرهاب، لا سيما وأن القوى العسكرية للطرفين تكاد تكون متكافئة في ظل غياب الدعم اللوجستي الإقليمي والدولي للواء حفتر. وتشهد منطقة باب العزيزية بالعاصمة طرابلس ملتقى القبائل الليبية الكبرى بقيادة 2000 زعامة شعبية تبحث مسألة تأييد حفتر. وقالت مصادر مطلعة ل"البوابة نيوز": إنه من المنتظر صدور بيان عن القبائل المجتمعة تعلن فيه تأييدها ل"حفتر"، ولكن بشروط، أولها تغيير اسم عملية الكرامة إلى ثورة الكرامة، والإفراج عن الأسرى داخل سجون الميليشيات، وتسليم جثامين العقيد معمر القذافي ونجله المعتصم إلى أهلهم، كما تبحث قبائل ليبيا الكبرى "رشفانه"، "ورفلة"، "النوائل"، "القذاذفة"، "ترهونة"، "الصيعان"، "المشاشية"، وقبائل أخرى من الوسط والجنوب إنشاء مجلس يمثلها في المرحلة الراهنة له جناحان عسكري وآخر دبلوماسي. من جهة أخرى استأنفت محكمة جنوبطرابلس صباح اليوم، الأحد، محاكمة رموز النظام السابق في جلسة علنية مثل فيها أمامها جميع المتهمين بما فيهم المحبوسون في مدينتي مصراتة والزنتان، وذلك بعد ربط المحكمة عبر الدائرة المغلقة. ويواجه المتهمون عددًا من التهم من بينها جرائم الدعم اللوجستي للنظام السابق بهدف إجهاض ثورة السابع عشر من فبراير، والفساد الإداري والمالي والإبادة الجماعية، والتحريض على الاغتصاب، وإصدار الأوامر بإطلاق النار على المتظاهرين العزل، وجلب المرتزقة، وإثارة الفتن، وحشد الجحافل، وتشكيل ميليشيات مسلحة، والنهب والتخريب. كما دعا المؤتمر العام جميع أعضائه للاجتماع في جلسة وصفها بالأخيرة لمناقشة الأوضاع التي تمر بها ليبيا، والانتقال السلمي للسلطة رغم تحذيرات سابقة من اللواء حفتر للمؤتمر من أن أي انعقاد للمؤتمر الوطني العام سيكون هدفًا للمنع والاعتقال. واعتبر الجيش أن أي اجتماع للمؤتمر في أي مكان يعد عملًا غير مشروع، ويقع تحت طائلة المساءلة القانونية. من جهة أخرى رأت صحيفة الإندبندنت البريطانية، اليوم الأحد، أن ليبيا تتجه نحو التفكك، وتقترب من حرب أهلية شاملة، في حين تنتظر القوى الغربية لاقتناص الفرصة. ووصف مقال رأي للكاتب الصحفي الشهير باتريك كوكبرن نشر اليوم على الموقع الإلكتروني للصحيفة، ما سماه ب"انقلاب" الجنرال المنشق خليفة حفتر ب"البطيء"، وأن معركة حفتر قد تطول ما لم يكن هناك دعم إقليمي حقيقي تحت مظلة جامعة الدول العربية. كما أوضحت مصادر ل"البوابة نيوز"، أن معظم الإرهابيين ببنغازي لم يتم القضاء عليهم، لكنهم يختبئون بين الأهالي وفي داخل البيوت، وأن حفتر تمكن فقط من تدمير بعض مخازن السلاح التابعة لهم، مضيفة أن ليبيا لن تهدأ ما لم تقم كل الميليشيات بتسليم أسلحتها وبناء المؤسسات الأمنية.