طرابلس في عهدة الجيش الليبي.. ومحاولات إرهابية لاستردادها

استقرت طرابلس بقبضة قوات الجيش الليبي الموالية لحفتر، فعنصر المفاجأة والهجوم المباغت لقوات الصواعق والقعقاع افقدت العدو الإرهابي توازنة ولم يجد امامه من سبيل سوى الانسحاب إلى خارج العاصمة ليعسكر بصبراته، وينضم لمعسكر 27 وتتوجه مجموعات أخرى باتجاه مصراته، طلبا لدعم من قوات الدروع بالمنطقة الوسطى.
وحتى الآن لاتزال قوات حفتر بموقع المسيطر وعليه أن يحمي مداخل المدينة بشكل جيد بعد نجاحه في احتلال مطار امعيتيقة الدولي ويحكم سيطرته على الموانئ البحرية والطريق الساحلي الرابط بين طرابلس ومصراته فالمحافظة على النجاح الذي حققه اليوم يبدو صعبا مالم يستثمر الأهمية الإستراتيجية للمكان بشكل جيد.
بلغت حصيلة الاشتباكات حتى الآن ثلاثة قتلى و7 جرحى ولا تزال المعارك مستمرة بطرابلس وبنغازي على السواء وهناك اشتباكات بين معسكر 27 الموالي لأنصار الشريعة وقوات من الزنتان وورشفانه كما أن المليشيات الإرهابية بقيادة صلاح البريكي والمرغني تجمع صفوفها بمعسكر سوق الأحد بترهونة لدخول طرابلس، كما أن قوات كما أن ارتال مثل النواصي والبوني والوسطى وغريان تجمع نفسها على اطراف العاصمة وأن طائرات حربية تستعد للاقلاع من مصراته لضرب طرابلس ويبقى السؤال إلى أي مدى يمكن أن يصمد حفتر بطرابلس وإلى اين سينتهي؟
مرحلة اللاعودة
وقال الدكتور عبد العزيز اغنية السياسي الليبي والباحث بمركز بلقيس للدراسات الإستراتيجية بلندن أن حفتر والقوات الموالية له دخلوا مرحلة الاعودة، ولا يمكن أن يتراجعوا للخلف وقد نجحوا بالفعل في تحقيق نصر غير متوقع لكنه محفوف بالمخاطر، لا سيما وأن الغرب لايريد لجماعة الإخوان الإرهابية الخروج من المشهد السياسي الليبي.
وأوضح اغنية:" نجد أن الإعلام الغربي يصف عملية الكرامة بالانقلاب العسكري ضد الشرعية والخوف من مفاجات في ظل إعادة الجماعات الإرهابية في اعادة ترتيب صفوفها بعد أن نجح حفتر في تقطيع اواصلها فمثلا قوات الدروع، وهي كبيرة وموالية للقاعدة والإخوان وتعسكر في مصراته والزاوية وغريان ولديهم مريدهم قد يفاجئونا بعمل ما خاصة وانهم متغيبون تماما عن المشهد منذ بداية الأحداث، ولم يتحركوا حتى اللحظة وأتصور أن المعركة ستحسم لصالح الشعب الليبي في حال تحرك القبائل الليبية الفاعلة كورفلة والصيعان والنوائل وترهونة والمشاشية والقذاذفة وهو أمر متوقع لأن كل هذه القبائل فاعلة في المشهد السياسي الليبي.
حرب شوارع
ويرى هشام الطيب إستراتيجي ليبي أن ما يجري في ليبيا الآن لن يتوقف الا بتحقيق ارادة الشعب الليبي الطامحة إلى تطهير ليبيا من الإرهاب الأسود المتسلطة على الشعب الليبي ومقدراته الاقتصادية وساهمت في غياب المؤسسات الأمنية من جيش وشرطة فالعملية العسكرية حتما ستحسم لصالح ارادة الشعب الليبي خاصة بعد قيام بعض الطائرات بدون طيار بقصف بعض مواقع تنظيم القاعدة في شرق ليبيا منذ ساعات قليلة اتوقع في الغد خروج كبير للشعب الليبي في كل المدن الليبية خاصة بعد البيان الأول للشرطة العسكرية بتجميد أعمال المؤتمر الوطني العام ( البرلمان الليبي ).
ويقول الطيب أن الجماعات الإرهابية ستفتح جبهات عديدة للقتال في الجنوب والوسط والغرب والشرق ودروع مصراته من المستبعد أن تقوم بهجوم على طرابلس لأنها تخشى من هجوم مفاجئ على المدينة من قبائل تناصبها العداء في الوسط القذاذفة بسرت والورفلة ببني وليد، ولكي نحافظ قوات الجيش على النصر الذي حققته أن تحكم سيطرتها على المطار والاذاعات ومخازن السلاح بالدرجة الأولى، وأن يكون هناك انتشار منظم لتغطية كل مداخل طرابلس والانتشار داخل الشوارع والاستعداد لحرب شوارع محتملة قد تشنها جماعات القاعدة