تدرس الولاياتالمتحدة وإسرائيل مقترحًا مثيرًا للجدل يقوم على تقسيم قطاع غزة إلى منطقتين؛ الأولى تكون تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي وتخضع لإعادة إعمار فورية، بينما تبقى الثانية تحت سيطرة حركة حماس دون أي تمويل أو دعم دولي إلى حين نزع سلاح الحركة وإخراجها من المشهد السياسي والأمني. جاء هذا الطرح خلال مؤتمر صحفي في إسرائيل شارك فيه جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ونائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، حيث أكدا أن الخطة تمثل "حلًا مؤقتًا" يهدف إلى معالجة الوضع الأمني في غزة وتهيئة الظروف لإعادة الإعمار. تفاصيل الخطة قال فانس إن غزة ستُقسم فعليًا إلى منطقتين: منطقة آمنة نسبيًا وتخضع للسيطرة الإسرائيلية، يتم البدء فيها بإعادة الإعمار. منطقة عالية الخطورة تحت سيطرة حماس، ولن تحصل على تمويل دولي. وأكد كوشنر أن إعادة الإعمار ستبدأ فقط في المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل، موضحًا: "الهدف بناء نموذج لغزة جديدة، يتمكن فيها الفلسطينيون من العمل والعيش بأمان، بعيدًا عن سيطرة حماس." وبحسب ما تم الإعلان عنه، فإن الجيش الإسرائيلي يسيطر حاليًا على 53% من مساحة القطاع ضمن نطاق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة أمريكية ودخل حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي. اعتراضات عربية وتحفظات دولية الخطة أثارت قلقًا عربيًا واسعًا، إذ حذر مسؤولون عرب مشاركون في محادثات التهدئة من أن تقسيم غزة قد يقود إلى تكريس وجود إسرائيلي طويل الأمد داخل القطاع. وأكدوا أن أي طرح تقسيمي مرفوض بالكامل، كما أن الدول العربية لن تشارك بقوات لحراسة هذا التقسيم أو تأمينه. الأسئلة العالقة لا تزال الخطة تواجه تحديات معقدة قبل أن تكون قابلة للتنفيذ، أبرزها: كيفية تقديم الخدمات للفلسطينيين الذين سيتواجدون بالمنطقة الخاضعة لسيطرة إسرائيل. ضمان عدم تسلل عناصر حماس إلى تلك المنطقة، حيث طُرحت فكرة إجراءات أمنية إسرائيلية صارمة تشمل فحصًا أمنيًا للأفراد. مستقبل الحكم في غزة بعد الحرب، خاصة في ظل رفض إسرائيل عودة السلطة الفلسطينية لإدارة القطاع. موقف الإدارة الأمريكية أكد مسؤول في الإدارة الأمريكية أن الفكرة ما تزال "قيد الدراسة" وليست خطة نهائية، مشيرًا إلى أن تحديثات سيتم الإعلان عنها خلال الأيام المقبلة. كما وصل كل من كوشنر وفانس إلى إسرائيل برفقة المبعوث الخاص ستيف ويتكوف لتعزيز جهود واشنطن لضمان استمرار وقف إطلاق النار. ومن المنتظر أن يصل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى المنطقة خلال الأيام المقبلة لبحث تطبيق الخطة سياسيًا وأمنيًا. رفضت حركة حماس أي خطة تتضمن نزع سلاحها، فيما أفاد الجيش الإسرائيلي أن الحركة واصلت إطلاق النار واستهداف قواته رغم وقف إطلاق النار. واتهمت إسرائيل حماس بمحاولة إعادة السيطرة على غزة بالقوة. رؤية إسرائيلية داعمة داخل إسرائيل، حظي المقترح بدعم بعض المحللين الأمنيين. وقال عوفر جوترمان الباحث في معهد دراسات الأمن القومي بتل أبيب:"الخطة قابلة للتنفيذ، وستُضعف حماس سياسيًا وعسكريًا تدريجيًا." وقال مسؤول الأمن الإسرائيلي السابق أمير أفيفي إن الخطة تشبه خططًا إسرائيلية قديمة لإنشاء "جزر آمنة" داخل غزة خالية من حماس، لكنها لم تُنفذ سابقًا. المخاوف الفلسطينية حذرت الباحثة تهاني مصطفى من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، من أن الخطة قد تكرّس عزل الفلسطينيين داخل مناطق محاصرة، مشيرة إلى أن: "غزة هي آخر رقعة فلسطينية مترابطة جغرافيًا. تقسيمها قد يبدد أي أمل في دولة فلسطينية مستقبلية." وأضافت أن الخطة تتجاهل أساس الأزمة، وهو غياب أي ضمانات لعملية سلام حقيقية.