رحبت فرنسا بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، معتبرة أنه خطوة أساسية نحو تهدئة شاملة تمهد لسلام دائم في المنطقة، وداعية إلى تنفيذ الاتفاق بشكل فوري بما يضمن الإفراج عن جميع الرهائن، ووقف العمليات العسكرية، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون عوائق. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية – في بيان رسمي صدر اليوم الخميس من باريس – إن فرنسا تشيد بالجهود الدبلوماسية المكثفة التي قادتها كل من مصر والولايات المتحدة وقطر وتركيا، والتي أفضت إلى هذا الاتفاق التاريخي، مؤكدة أن التعاون بين هذه الدول يعكس إرادة دولية حقيقية لإنهاء معاناة المدنيين في القطاع وتهيئة الظروف لاستعادة الاستقرار. وأضاف البيان أن أولوية فرنسا في المرحلة الحالية هي ضمان التنفيذ الكامل والفوري لبنود الاتفاق، بما في ذلك وقف إطلاق النار الشامل والإفراج عن الرهائن المحتجزين، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع الذين يعانون من ظروف إنسانية كارثية. وشددت الخارجية الفرنسية على أن الوضع الإنساني في غزة يتطلب تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي، داعية إلى توفير الممرات الآمنة لنقل المواد الغذائية والطبية والوقود، وإعادة تشغيل المستشفيات والبنية الأساسية المدنية. وأكدت باريس أن هذا الاتفاق يمثل فرصة نادرة لإعادة إطلاق مسار سياسي شامل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، يقوم على حل الدولتين وقرارات مجلس الأمن الدولي ومبادئ القانون الدولي، مشيرة إلى أن السلام العادل والدائم هو الضمان الوحيد لأمن واستقرار المنطقة على المدى الطويل. وفي السياق ذاته، أكدت فرنسا أن الجهود الدبلوماسية لن تتوقف عند إعلان وقف النار، بل يجب أن تتواصل بدعم من الشركاء الإقليميين والدوليين من أجل إطلاق عملية سياسية ذات مصداقية تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة، تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل. كما دعا البيان جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب أي إجراءات من شأنها تقويض الاتفاق أو إثارة جولة جديدة من العنف، مشيرًا إلى أن استدامة الهدوء تتطلب التزامًا سياسيًا طويل الأمد يعالج جذور الصراع، ويعزز الثقة المتبادلة بين الجانبين. واختتمت وزارة الخارجية الفرنسية بيانها بالتأكيد على أن فرنسا ستواصل العمل بالتنسيق مع شركائها في الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لدعم جهود إعادة الإعمار في غزة، وضمان تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، مجددة التزامها الثابت بدعم الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.