شهدت أكاديمية الشرطة صباح اليوم احتفالية مهيبة بتخريج دفعة جديدة من طلبة كلية الشرطة، بحضور فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير الداخلية اللواء محمود توفيق، وعدد من كبار قادة الدولة وقيادات الأجهزة الأمنية والعسكرية، إلى جانب ممثلي الهيئات الدبلوماسية وضيوف مصر من الدول الشقيقة والصديقة. وخلال فعاليات الحفل، فاجأت وزارة الداخلية المصرية الجميع بكشفها عن جيل جديد من المعدات الميدانية الذكية التي تمثل نقلة نوعية في منظومة القوة والسيطرة الميدانية، مؤكدة من خلال هذا العرض أن مصر تسير بخطى واثقة نحو عصر الأمن الذكي والمواجهة التكنولوجية المتقدمة. لم يكن العرض مجرد استعراض عسكري أو عرض تقني... بل كان «رسالة أمنية وسياسية واضحة» للعالم مفادها أن مصر تحمي أمنها بأحدث تكنولوجيا القرن الحادي والعشرين، وأن الداخلية المصرية باتت تمتلك أدوات ردع حديثة تواكب التطورات المتسارعة في ميدان الأمن العالمي.
"كوبرا" المجنزرة.. وحش مصري يعلن ميلاد عصر جديد في الردع الميداني من أبرز ما خطف الأنظار في العرض الميداني، المركبة المدرعة المجنزرة "كوبرا"، والتي تعد أحد أكثر النماذج تطورًا في فئتها، من حيث التسليح والتدريع والقدرة على المناورة في التضاريس الصعبة. المركبة، التي تم تطويرها بأيادٍ مصرية، مزودة بمدفع رشاش عيار 12.7 ملم يتم التحكم فيه عن بُعد عبر منظومة رؤية رقمية متكاملة، ما يمنحها تفوقًا في الدقة والتعامل مع الأهداف في مختلف الظروف. وتتميز "كوبرا" بقدرتها على تنفيذ المهام القتالية المعقدة، ونقل العناصر الميدانية بأمان في بيئات الاشتباك، مما يجعلها خط الدفاع المتحرك الأقوى في منظومة وزارة الداخلية، خصوصًا في مهام مكافحة الإرهاب وحماية المنشآت الحيوية.
"باجي".. سرعة × قوة في ميدان العمليات السريعة أما المركبة القتالية الخفيفة "باجي" فقد مثّلت نموذجًا عمليًا لمفهوم القوة المرنة التي تجمع بين السرعة العالية والدقة في التحرك، والقدرة على المناورة في المساحات الضيقة والمناطق الوعرة. تأتي "باجي" بتصميم هجومي انسيابي خفيف التدريع، ومزوّدة بمدفع رشاش متوسط وقاذف لقنابل الدخان لتأمين التحركات الميدانية أثناء المطاردات أو العمليات الخاصة. هذا النموذج يُجسد تطورًا واضحًا في التكتيك الشرطي الهجومي الذي يعتمد على عنصر السرعة والمباغتة، خصوصًا في ملاحقة العناصر الإجرامية أو الإرهابية داخل المناطق المفتوحة أو الحدودية. "الردع".. أول مركبة قتالية غير مأهولة صناعة مصرية 100% في سابقة تُحسب لوزارة الداخلية المصرية، شهد الحفل الكشف عن المركبة القتالية غير المأهولة "الردع" — وهي ابتكار مصري خالص يجسد قدرة الدولة على إنتاج منظومات قتالية ذكية بإمكانيات محلية. المركبة مزودة بمنظومة تحكم عن بُعد وكاميرات مراقبة عالية الدقة، إضافة إلى مدفع رشاش آلي قادر على التعامل مع الأهداف في نطاقات متعددة دون أي تدخل بشري مباشر. ويمثل هذا الطراز نقلة نوعية في مفهوم إدارة المعارك الأمنية، حيث يتيح للقوات تنفيذ المهام شديدة الخطورة دون تعريض الأرواح للخطر، وهو ما يعكس التحول الكبير في فلسفة المواجهة داخل أجهزة الأمن المصرية من الاعتماد على القوة البشرية فقط إلى الدمج الذكي بين الإنسان والآلة. الكلب الآلي المسلح (Unitree B2).. التكنولوجيا في خدمة الجرأة الميدانية
من أكثر المفاجآت التي أثارت إعجاب الحضور، الروبوت التكتيكي Unitree B2، المعروف إعلاميًا ب"الكلب الآلي المسلح". هذا الابتكار التكنولوجي يُعد أحد أبرز مؤشرات دخول الداخلية المصرية عصر الروبوتات الميدانية، حيث تم تزويده بكاميرات تصوير حرارية وبندقية هجومية تُتحكم فيها عن بُعد، مما يتيح له تنفيذ مهام خطرة في بيئات يصعب دخول البشر إليها. ويُستخدم الكلب الآلي في الاستطلاع الميداني، اقتحام الأماكن المغلقة، اكتشاف المتفجرات أو مواجهة العناصر المسلحة داخل المناطق المعقدة، في خطوة تمثل قفزة حقيقية في التكتيك الأمني وامتلاك القدرة على التعامل مع التهديدات بأقل خسائر ممكنة. الطائرات المسيرة لإطفاء الحرائق.. تكنولوجيا مدنية بتطبيقات أمنية ولم يقتصر الابتكار على المجال القتالي، بل امتد ليشمل الجانب المدني والإنساني، حيث عرضت وزارة الداخلية نموذجًا متطورًا من الطائرات المسيّرة لإطفاء الحرائق، المجهزة بخزانات دقيقة لأنظمة الرش والتحكم الحراري. تلك الطائرات قادرة على الوصول إلى المناطق الوعرة والارتفاعات الشاهقة لإخماد النيران قبل تفاقمها، وهي بذلك تُعد جزءًا من منظومة الاستجابة السريعة التي تعتمد عليها أجهزة الحماية المدنية في مواجهة الكوارث الطبيعية والحرائق الضخمة. ويؤكد هذا التطوير أن مفهوم "الأمن الوطني" لدى الدولة المصرية لم يعد محصورًا في المواجهة المسلحة فقط، بل أصبح شاملًا لحماية الأرواح والممتلكات عبر أدوات تكنولوجية متقدمة .
من الاستعراض إلى الرسالة.. الأمن المصري يكتب فصلاً جديدًا في تاريخه ما عُرض اليوم في أكاديمية الشرطة لم يكن مجرد عرضٍ احتفالي أو مشهد رمزي ضمن حفل تخريج دفعة جديدة، بل كان إعلانًا رسميًا عن دخول مصر مرحلة جديدة من التطوير الأمني الشامل. هذه المنظومة الحديثة من المعدات والتقنيات تؤكد أن وزارة الداخلية تسابق الزمن لبناء منظومة أمن ذكية ومتكاملة قادرة على رصد التهديدات مبكرًا، والتحرك السريع بدقة عالية، بما يضمن تحقيق السيطرة الكاملة على الميدان في زمن قياسي. ويأتي ذلك في إطار رؤية شاملة يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحديث وتطوير بنية العمل الأمني في مصر، عبر دعم التصنيع المحلي، وتعزيز قدرات التدريب والتأهيل في مؤسسات الشرطة، ومواكبة الثورة الصناعية الرابعة في مجال الأمن. مصر تحمي أمنها.. وتبني المستقبل بثقة واقتدار العرض الميداني الذي شهدته أكاديمية الشرطة اليوم بعث بعدة رسائل واضحة: 1. أن الأمن المصري متطور تقنيًا وميدانيًا بما يوازي كبرى المؤسسات الأمنية العالمية. 2. أن التصنيع المحلي بات ركيزة أساسية في بناء القدرات الأمنية والعسكرية المصرية. 3. أن مفهوم الأمن القومي المصري بات متكاملًا يجمع بين الردع الذكي، الحماية المدنية، والتكنولوجيا المتقدمة في خدمة المواطن. وبينما صفّق الحضور طويلاً لأبطال الشرطة خلال العرض، كانت الرسالة الأوضح تتردد في أذهان الجميع: مصر لا تستعرض قوتها... بل تبني مستقبل أمنها بثقة واقتدار. 1000163750 1000163749 1000163748 1000163747 1000163734