تتجه الأنظار مجددًا نحو شرم الشيخ حيث تُعقد المفاوضات بين الأطراف المعنية بالحرب الدائرة في غزة، مع إعلان مصادر دبلوماسية أن جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، اللذين صاغا خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لإنهاء الحرب، سينضمان خلال الساعات المقبلة إلى محادثات الوساطة. تأتي هذه الخطوة في وقت عبّر فيه البيت الأبيض عن تفاؤله بإمكانية تحقيق تقدم ملموس في المفاوضات، حيث قال ترامب: "أعتقد أننا نسير على نحو جيد للغاية، وحماس توافق على أمور مهمة للغاية." القاهرة محطة حاسمة أكد بدر عبد العاطى وزير الخارجية أن ويتكوف سيتوجه إلى القاهرة قريبًا للانضمام إلى المباحثات الجارية، مشيرًا إلى أن وجوده إلى جانب كوشنر يحمل دلالة سياسية على دعم الخطة الأمريكية. ويُنظر إلى القاهرة كوسيط أساسي في إدارة الملف، إذ تستضيف على أراضيها وفودًا متعددة من حماس وإسرائيل ودول إقليمية ودولية. ملامح خطة ترامب الخطة التي طرحها ترامب أواخر سبتمبر تضمنت 20 بندًا، أبرزها: إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين. التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل. ترتيبات أمنية في غزة تشمل نزع سلاح الفصائل. لكن بينما أبدت حماس استعدادها للتعاون في ملف تبادل الأسرى، رفضت بنودًا أخرى خاصة بنزع السلاح، مؤكدة أن تنفيذ الاتفاق مرتبط ب "ظروف ميدانية" لم تحددها بعد. المواقف الإسرائيلية والفلسطينية رحّب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالخطة، واعتبر أنها "تحقق أهداف الحرب"، مشددًا على أنه لن يقبل بإنهاء العمليات العسكرية دون نزع سلاح حماس. من جانبها، أعلنت حماس عبر بيان رسمي استعدادها للدخول في ترتيبات التبادل، لكنها شددت على ضرورة وجود ضمانات تحول دون عودة إسرائيل إلى العمليات العسكرية بعد أي اتفاق. ذكرى حرب 7 أكتوبر تزامنت هذه التحركات مع إحياء الفلسطينيين والإسرائيليين الذكرى الثانية لهجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023، والذي أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص داخل إسرائيل وخطف أكثر من 250 آخرين، وفق السلطات الإسرائيلية. وعلى الجانب الآخر، أفادت وزارة الصحة في غزة بمقتل أكثر من 65 ألف فلسطيني منذ بدء الحرب، في حصيلة لا تميّز بين المقاتلين والمدنيين. إلى أين تتجه المفاوضات؟ يُنظر إلى مشاركة كوشنر وويتكوف باعتبارها إشارة أمريكية قوية إلى أن إدارة ترامب تسعى لتحريك الجمود الذي واجه خطة السلام منذ الإعلان عنها. لكن عقبات جوهرية ما تزال قائمة، أبرزها ملف السلاح في غزة وضمانات وقف إطلاق النار.