جهاز المناعة هو الدرع الحيوي الذي يحمي الجسم من الهجمات اليومية للفيروسات والبكتيريا ومسببات الأمراض الأخرى، والحفاظ عليه لا يتحقق بالأدوية فقط، بل بنمط حياة صحي يشمل الغذاء والنوم والحركة والتوازن النفسي، ووفقا لتقرير نشره موقع "إنسايدر" الأميركي، للكاتبة راشيل ماكفيرسون، مجموعة من العادات اليومية التي تساهم بفعالية في دعم الجهاز المناعي وتعزيز قدرته على التصدي للأمراض. الغذاء الملون مفتاح المناعة وتوصي الدكتورة ليزا بالير، المتخصصة في الطب الوظيفي، بجعل الفواكه والخضراوات جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي، كونها غنية بمضادات الأكسدة والمعادن والفيتامينات الأساسية للمناعة، ومن أبرز الأصناف المفيدة: التفاح (الأحمر والأصفر)، البطاطا، الكرز، العنب، البطاطا الحلوة، المانجو، الكيوي، البروكلي، الزيتون، الكمثرى، الليمون، التمر، الأناناس، الموز، الزبيب، الملفوف، الكرنب، القرنبيط، جوز الهند، إلى جانب المكسرات ومخلل الملفوف. كلما تنوعت الألوان في طبقك، زادت فرصة حصولك على عناصر غذائية متنوعة تدعم الجهاز المناعي. النوم.. دواء مجاني لا غنى عنه الحرمان من النوم لا يقتصر ضرره على الشعور بالتعب، بل يؤثر مباشرة في قدرة الجسم على مقاومة العدوى. النوم هو الفترة التي يعيد فيها الجسم بناء خلاياه، ويتخلص من السموم، ويصلح ما تلف بفعل الضغوط اليومية. وتحذر الدكتورة بالير من أن النوم غير المنتظم قد يفتح الباب أمام التهابات مزمنة تضعف الاستجابة المناعية. وبوجه عام، يحتاج أغلب البالغين إلى ما بين 7 إلى 8 ساعات نوم كل ليلة لتحقيق التعافي المطلوب. البروتين.. حجر الأساس للمناعة توصي مجلة "هارفارد الصحية" بأن يحصل كل شخص على ما لا يقل عن 0.8 غرام من البروتين لكل كيلوغرام من وزنه يومياً. نقص البروتينات يضعف عمل الخلايا التائية، وهي من الجنود الرئيسيين في جهاز المناعة، كونها تفرز أجسامًا مضادة تحارب العدوى. البروتينات الغنية بالزنك، مثل المحار وسرطان البحر والدجاج والحمص والفاصوليا، تلعب دورًا مضاعفًا في دعم مناعة الجسم. أغذية البريبايوتك.. تغذية للبكتيريا النافعة تلعب الألياف غير القابلة للهضم، المعروفة بالبريبايوتك، دورًا هامًا في تقوية المناعة عبر تغذية البكتيريا المفيدة في الأمعاء. يمكن العثور عليها في البصل، الثوم، الموز، والهليون. هذه البكتيريا بدورها تحفّز إنتاج "السيتوكينات"، وهي بروتينات صغيرة لها دور مضاد للالتهابات، مما يعزز مناعة الجسم. إدارة التوتر... لتفادي خلل المناعة الإجهاد النفسي المزمن ليس شعورًا عابرًا، بل يؤثر بعمق على الجهاز المناعي. التوتر يحفّز إفراز هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول، والتي تُضعف إنتاج الخلايا اللمفاوية المسؤولة عن محاربة العدوى. لذلك، فإن تقنيات الاسترخاء، كالتمارين التنفسية أو اليوغا أو حتى المشي في الطبيعة، ضرورية لمناعة متوازنة. فيتامينات ومعادن لا غنى عنها لابد لأي نظام غذائي متوازن من أن يتضمن فيتامينات A وC وD وB6، بالإضافة إلى معادن مثل الزنك والحديد والسيلينيوم، كونها عناصر أساسية في دعم الجهاز المناعي. تتوافر هذه العناصر في أطعمة مثل الجزر، البطاطا الحلوة، الفلفل، الفراولة، الأفوكادو، السلمون، المحار، التونة، اللوز، صدور الدجاج، واللحم البقري. الحركة اليومية... مناعة في كل خطوة النشاط البدني المعتدل، كالمشي المنتظم أو ركوب الدراجة، له دور مثبت علميًا في تقوية المناعة والحد من الالتهابات المزمنة. كما أنه يبطئ من آثار الشيخوخة ويعزز الصحة النفسية، ما ينعكس إيجابًا على مقاومة الجسم للأمراض. التدخين... عدو المناعة الأول التدخين لا يدمر فقط الرئتين، بل يعطل الجهاز المناعي عبر تدمير الأجسام المضادة في الدم وتقليل كفاءة أنسجة الرئة في مقاومة الأمراض. وترى د. بالير أن المدخنين أكثر عرضة للإصابة بعدوى الجهاز التنفسي، بما في ذلك الإنفلونزا وكورونا. النظافة الشخصية.. خط دفاع أول وأخيرًا، من الضروري الالتزام بغسل اليدين جيدًا ولمدة لا تقل عن 20 ثانية، خصوصًا بعد ملامسة أسطح عامة، أو تحضير الطعام، أو رعاية شخص مريض. فهذه العادة البسيطة يمكن أن تقي من انتقال الفيروسات وتقوي مناعة الجسم عبر تقليل فرص التعرض للمسببات المرضية.