توفى صباح اليوم الإثنين، المستشار محمد قشطة، النائب الأول لرئيس مجلس الدولة ورئيس الجمعية العمومية لقسمي الفتوى والتشريع الأسبق، بعد مسيرة مهنية مشرفة وعطاء قضائي حافل امتد لعقود. من هو المستشار محمد قشطة ؟ بدأ المستشار محمد قشطة رحلته في سلك القضاء منذ سنوات طويلة، وتميز خلالها بالجدية والانضباط والإخلاص في أداء رسالته، حتى ارتقى إلى أعلى المناصب القضائية، متقلدًا منصب النائب الأول لرئيس مجلس الدولة، ثم رئيسًا للجمعية العمومية لقسمي الفتوى والتشريع، وهي من أرفع الهيئات القانونية والتشريعية في الدولة. وخلال مسيرته، أسهم المستشار الراحل في صياغة العديد من الفتاوى القانونية المؤثرة، وكان له دور محوري في ترسيخ مبادئ العدالة وسيادة القانون، ليُصبح علامة بارزة في تاريخ القضاء الإداري المصري. امتازت آراء المستشار محمد قشطة القانونية بالدقة والموضوعية، فقد كان مرجعًا قانونيًا مهمًا لدى كبار القضاة وأساتذة القانون. وتميّز بفكره المتزن، وحكمته المعهودة، وقدرته الفائقة على تحليل النصوص القانونية والتشريعية بشكل عميق، ما ساهم في تطوير أداء الأجهزة القضائية التي تولّى مسؤوليتها. كما ساعدت جهوده في رفع كفاءة عمل قسمي الفتوى والتشريع بمجلس الدولة، وهي الجهة المنوط بها إبداء الرأي القانوني في العقود التي تبرمها الوزارات والهيئات العامة، ومراجعة التشريعات واللوائح قبل إصدارها، مما جعله واحدًا من أعمدة هذا المجال الحيوي. المستشار محمد قشطة صوت الضمير القانوني يُعد المستشار محمد قشطة أحد أعلام القضاء المصري البارزين، وركنًا راسخًا من أركان العدالة، وقد ترك بصمات واضحة في مجالات الفتوى والتشريع، وساهم بفكره المستنير ومكانته الرفيعة في تطوير منظومة العمل القانوني في مصر، عرف عنه الدقة في الحُكم، والحكمة في الرأي، والعدل في المواقف، فكان مرجعًا لكثير من القضاة ورجال القانون. لم يكن المستشار محمد قشطة مجرد قاضٍ يؤدي مهامه، بل كان نموذجًا في النزاهة والخلق الرفيع والعدالة المتجردة. عرفه زملاؤه وتلاميذه كقيمة قضائية كبيرة، يجمع بين الحسم والرقي، وبين الانضباط والإنسانية. وقد حظي بتقدير واحترام واسع في الأوساط القضائية والأكاديمية. وقد وصفه كثيرون بأنه كان "صوت الضمير القانوني" و"الميزان المتزن" الذي يرجع إليه الجميع عند اشتداد الرأي واختلاف التفسير. ونعت أسرة مجلس الدولة، بخالص التعازي والمواساة إلى أسرة الفقيد، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يُلهم أهله ومحبيه وزملاءه الصبر والسلوان.