وزير الاتصالات: رواتب العمل الحر في التكنولوجيا قد تصل ل100 ألف دولار.. والمستقبل لمن يطوّر مهاراته    أسعار الذهب اليوم الأحد 7-12-2025 في بني سويف    بيلباو يتجاوز عقبة أتلتيكو مدريد في الدوري الإسباني    محسن صالح: توقيت فرح أحمد حمدى غلط.. والزواج يحتاج ابتعاد 6 أشهر عن الملاعب    محمد صلاح يفتح النار على الجميع: أشعر بخيبة أمل وقدمت الكثير لليفربول.. أمى لم تكن تعلم أننى لن ألعب.. يريدون إلقائي تحت الحافلة ولا علاقة لي بالمدرب.. ويبدو أن النادي تخلى عنى.. ويعلق على انتقادات كاراجر    هشام نصر: هذا موقفنا بشأن الأرض البديلة.. وأوشكنا على تأسيس شركة الكرة    مصدر أمني ينفي إضراب نزلاء مركز إصلاح وتأهيل عن الطعام لتعرضهم للانتهاكاتً    المشدد 3 سنوات لشاب لإتجاره في الحشيش وحيازة سلاح أبيض بالخصوص    برودة الفجر ودفء الظهيرة..حالة الطقس اليوم الأحد 7-12-2025 في بني سويف    بدون أي دلائل أو براهين واستندت لتحريات "الأمن" ..حكم بإعدام معتقل والمؤبد لاثنين آخرين بقضية جبهة النصرة    جورج كلونى يكشف علاقة زوجته أمل علم الدين بالإخوان المسلمين ودورها في صياغة دستور 2012    الإمام الأكبر يوجِّه بترميم 100 أسطوانة نادرة «لم تُذع من قبل»للشيخ محمد رفعت    أصل الحكاية| ملامح من زمنٍ بعيد.. رأس فتاة تكشف جمال النحت الخشبي بالدولة الوسطى    أصل الحكاية| «أمنحتب الثالث» ووالدته يعودان إلى الحياة عبر سحر التكنولوجيا    منى زكي تكشف مفاجأة عن تصوير فيلم الست    أسوان والبنية التحتية والدولار    وزير الاتصالات: تجديد رخص المركبات أصبح إلكترونيًا بالكامل دون أي مستند ورقي    اللمسات الأخيرة.. تفاصيل التجهيزات النهائية لافتتاح مركز الإسماعيلية التجاري    عمرو أديب بعد تعادل المنتخب مع الإمارات: "هنفضل عايشين في حسبة برمة"    شيكابالا: لم أر الزمالك في فترة أسوأ من الآن.. وعلى المجلس الرحيل    نشرة الرياضة ½ الليل| رد صلاح.. رسالة شيكابالا.. مصير مصر.. مستحقات بنتايج.. وتعطل بيراميدز    آخر مباراة ل ألبا وبوسكيتس أمام مولر.. إنتر ميامي بطل الدوري الأمريكي لأول مرة في تاريخه    استشهاد فلسطينيين برصاص الاحتلال وسط مدينة الخليل    هيجسيث: الولايات المتحدة لن تسمح لحلفائها بعد الآن بالتدخل في شؤونها    جيش الاحتلال يتراجع عن روايته حول عملية الدهس في الخليل (فيديو)    9 قتلى و10 جرحى فى حادث انقلاب حافلة بولاية بنى عباس جنوب غرب الجزائر    تموين الغربية يضبط 28 كيلو دواجن غير صالحة للاستهلاك    أخبار × 24 ساعة.. متى يعمل المونوريل فى مصر؟    أول صورة لضحية زوجها بعد 4 أشهر من الزفاف في المنوفية    أخبار مصر اليوم، نتائج ال19 دائرة الملغاة وجولة الإعادة في إطسا الخميس المقبل، موعد امتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول بالجامعات، الأرصاد تعلن درجات الحرارة غدا    الاتحاد الأوروبى: سنركز على الوحدة فى مواجهة النزاعات العالمية    أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. الحكومة البريطانية تبدأ مراجعة دقيقة لأنشطة جماعة الإخوان.. ماسك يدعو إلى إلغاء الاتحاد الأوروبى.. تقارير تكشف علاقة سارة نتنياهو باختيار رئيس الموساد الجديد    جيش الاحتلال يطلق قنابل ضوئية في محيط مخيم البريج وسط غزة    الرئيس السوري: إسرائيل نفذت أكثر من ألف غارة جوية و400 توغل بري على سوريا منذ ديسمبر الماضي    اللجنة القضائية المشرفة على الجمعية العمومية لنقابة المحامين تعلن الموافقة على زيادة المعاشات ورفض الميزانية    نقيب المسعفين: السيارة وصلت السباح يوسف خلال 4 دقائق للمستشفى    محمد متولي: موقف الزمالك سليم في أزمة بنتايج وليس من حقه فسخ العقد    ارتفاع سعر "هوهوز فاميلي" من 35 إلى 40 جنيهًا    الوطنية للانتخابات: نتائج ال19 دائرة الملغاة وجولة الإعادة في إطسا الخميس المقبل    خالد الجندي: الفتوحات الإسلامية كانت دفاعا عن الحرية الإنسانية    الحق قدم| مرتبات تبدأ من 13 ألف جنيه.. التخصصات المطلوبة ل 1000 وظيفة بالضبعة النووية    وكيل وزارة الصحة بكفر الشيخ يتفقد مستشفى دسوق العام    الجامعة اليابانية تبرز زيارة "أخبار اليوم".. شراكة لنموذج تعليمي فريد    محمد كريم على السجادة الحمراء لفيلم جوليت بينوش In-I in Motion بمهرجان البحر الأحمر    أول ظهور فني لزوجة مصطفى قمر في كليب "مش هاشوفك"    الأزهري يتفقد فعاليات اللجنة الثانية في اليوم الأول من المسابقة العالمية للقرآن الكريم    تعليق مفاجئ من حمزة العيلي على الانتقادات الموجهة للنجوم    جامعة كفر الشيخ تنظم مسابقتي «المراسل التلفزيوني» و«الأفلام القصيرة» لنشر ثقافة الكلمة المسؤولة    أسلوب حياة    تقرير عن ندوة اللجنة الأسقفية للعدالة والسلام حول وثيقة نوسترا إيتاتي    الاتصالات: 22 وحدة تقدم خدمات التشخيص عن بُعد بمستشفى الصدر في المنصورة    لماذا يزداد جفاف العين في الشتاء؟ ونصائح للتعامل معه    مفتي الجمهورية: التفاف الأُسر حول «دولة التلاوة» يؤكد عدم انعزال القرآن عن حياة المصريين    وزير الصحة يشهد انطلاق المسابقة العالمية للقرآن الكريم في نسختها ال32    مواقيت الصلاه اليوم السبت 6ديسمبر 2025 فى المنيا..... اعرف صلاتك بدقه    السيسي يوجه بمحاسبة عاجلة تجاه أي انفلات أخلاقي بالمدارس    اسعار المكرونه اليوم السبت 6ديسمبر 2025 فى أسواق ومحال المنيا    الصحة: توقعات بوصول نسبة كبار السن من السكان ل 10.6% بحلول 2050    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إطلاق النسخة العربية من القاهرة.. مناقشة "التحديث الصيني للنمط" للرئيس شي جين بينج
نشر في البوابة يوم 23 - 10 - 2024

نظّمت كل من دار النشر المركزية للتأليف والترجمة بجمهورية الصين الشعبية، ومؤسسة بيت الحكمة للثقافة بالقاهرة، مؤتمرًا لمناقشة كتاب الرئيس الصيني "مقتطفات من خطابات شي جين بينج حول التحديث الصيني للنمط"، الذي تصدر نسخته العربية قريبًا، والذي ناقش المشاركون فيه تطور خطوات التحديثات التي قامت بها الصين خلال المئة عام الماضية، والتي أدت إلى بروزها كقوة عملاقة في عالم اليوم.
شارك في المؤتمر كلا من مو تشاو يونج، نائب السكرتير التنفيذي للجنة الحزبية في معهد تاريخ ووثائق الحزب، التابع للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، شي وي دونج، رئيس دار النشر المركزية للتأليف والترجمة، سون دونج شنج نائب رئيس معهد تاريخ ووثائق الحزب التابع للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني السفير الصيني بالقاهرة لياو ليتشيانج السفير عزت سعد، مدير المجلس المصري للشئون الخارجية، عماد الأزرق رئيس مركز التحرير للبحوث والدراسات، محمد بن صديق مدير إدارة آسيا وأستراليا والتعاون الدولي بجامعة الدول العربية، الدكتورة نشوى عبد الحميد رئيس الإدارة المركزية لشؤون أوروبا والأمريكتين وآسيا وأستراليا بالهيئة العامة للاستعلامات، أحمد بهاء الدين شعبان، الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري؛ وأدار الجلسات المترجم الدكتور أحمد السعيد.
النمط الصيني
لا تشتمل نظرية "التحديث الصيني النمط" على العناصر المشتركة لعملية التحديث التي تتبعها جميع دول العالم فحسب، وإنما أيضًا تشتمل على الخصائص الذاتية للصين.
وتعود جذور النظرية إلى فكرة "اتخاذ الشعب أساسًا" المستوحاة من الثقافة الكونفوشية، إلى "خدمة الشعب بكل أمانة وإخلاص" في فترة ماو تسي تونج -الزعيم التاريخي للبلاد- إلى "الجماهير منبع قوتنا" في فترة دنج شياو بينج، إلى "ترسيخ فكرة التنمية المتمحورة حول الشعب"، ثم إلى اقتراح "التحديث الصيني النمط هو تحديث مع عدد ضخم من السكان"، التي يدعمها الرئيس الحالي شي جين بينج.
في حديثه عن الكتاب، لفت شي وي دونج، رئيس دار النشر المركزية للتأليف والترجمة، إلى أن الكتاب حُرر بمعهد تاريخ ووثائق الحزب التابع للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ويضم بين دفتيه سلسلة من الخطابات المهمة التي ألقاها شي جين بينج في الفترة ما بين نوفمبر 2012 وأكتوبر 2023 حول التحديث الصيني النمط.
وقال: "يعكس هذا الكتاب بصورة منهجية تحليلات شي جين بينج المعمقة للمضامين الغنية التي يحتوي عليها التحديث الصيني النمط بما فيها خصائصه الصينية ومتطلباته الجوهرية ومبادئه المهمة، ويجسد بشكل شامل الإنجازت الابتكارية نظريا وتطبيقيا التي تحققت في التحديث الصيني النمط منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب. ويكشف عن الحكمة والحلول الصينية التي أسهم بها التحديث الصيني النمط في حل المشكلات العالمية، ويوفر منظورا نظريا جديدا ومرجعا هاما للدول الأخرى لاستكشاف مسارات التحديث الخاصة بها.
وأضاف: حتى الآن، فقد نُشِر هذا الكتاب باللغات الإنجليزية والفرنسية والروسية، كما يجري إعداد إصدارات نسخ بلغات أخرى، بما في ذلك النسخة العربية التي ستصدر قريبا. ويساعد نشر هذه الإصدارات باللغات الأجنبية المجتمع الدولي على فهم النموذج النظري والوضع العملي للتحديث الصيني النمط، والتعرف على مسار الصين الفريد وتجربتها في عملية تحقيق التحديث، وهو يتحلى بأهمية كبيرة لدفع المجتمع الدولي للسير جنبا إلى جنب على طريق التحديث وتحقيق صورة تحديث عالمي للتنمية السلمية والتعاون المتبادل المنفعة والرخاء المشترك.
وأكد: باعتبارنا دار النشر التابعة لمعهد تاريخ ووثائق الحزب التابع للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، تلتزم دار النشر المركزية للتأليف والترجمة بمهمتها المتمثلة في "دعوا الصين تفهم العالم، ودعوا العالم يفهم الصين". وبالاعتماد على مزايا معهد تاريخ ووثائق الحزب التابع للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في تحرير ودراسة وثائق تاريخ الحزب وترجمة الوثائق المركزية بلغات متعددة، نعمل على دفع "توجه النظريات الصينية إلى الخارج". وقد نشرنا عدد كبيرا من الكتب المؤثرة والرفيعة المستوى حول النظريات الصينية باللغات الأجنبية.
وفي كلمته، قال مو تشاو يونج، نائب السكرتير التنفيذي للجنة الحزبية في معهد تاريخ ووثائق الحزب، التابع للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، إن بلاده قدمت إسهامات لا تُمحى في تقدم الحضارة الإنسانية "ومع ذلك، في سياق التصنيع العالمي مع قدوم العصر الحديث، بدأت الصين تتراجع تدريجيًا، خاصة بعد حرب الأفيون عام 1840، حيث أدى الغزو الغربي والحكم الإقطاعي إلى أزمة عميقة في استدامة الحضارة الصينية، وعانت الأمة الصينية من التدهور والانهيار، كما تعرضت لكوارث غير مسبوقة".
وأضاف: "منذ ذلك الوقت، شرع الشعب الصيني في البحث عن طريق تحديث الصين، وقاموا بالعديد من المحاولات لكنها باءت بالفشل. وفي هذا السياق، وقعت مهمة استكشاف طريق التحديث الصيني تاريخيًا على عاتق الحزب الشيوعي الصيني. وعلى مدار أكثر من 100 عام اُبتكر التحديث الصيني النمط بنجاح وعُزز ووُسع باستمرار، بعد اجتياز متاعب شتى ودفع أثمان باهظة".
وأشار يونج إلى أن "النمط الصيني" لهذا التحديث على أساس الاشتراكية ذات الخصائص الصينية القائمة على ظروف الصين الواقعية، ومع هذا، يتسم بالصفات المشتركة للتحديث في مختلف البلدان "وكما أشار الرئيس شي جين بينج، لا يمكن للتحديث الصيني النمط أن يكون مزدهرًا ومشرقًا، إلا من خلال الالتزام الثابت بالقيادة؛ وبدون هذه القيادة، سيفقد التحديث الصيني النمط مساره وجوهره، وقد يرتكب أخطاء كارثية".
أهداف مشتركة
قال السفير الصيني بالقاهرة لياو ليتشيانج، إن تحقيق التحديث يمثل هدفًا مشتركًا تسعى إليه كافة دول العالم، وأن كيفية تحقيق التحديث في الدول النامية -التي تأخرت في عملية التحديث- تعدّ معضلة عالمية.
وأضاف: إن الصين، كأكبر دولة نامية في العالم، أكملت خلال عقود فقط عملية التصنيع التي استغرقت مئات السنين في الدول الغربية المتقدمة، مما خلقت معجزة في التاريخ العالمي للتحديث، وذلك من خلال السير على الطريق التنموي المتناسب مع الظروف الوطنية الصينية".
وأكد سفير الصين بالقاهرة أنه في ظل التغيرات الهائلة منذ قرن، أصبح السعي إلى التنمية والنهضة تطلعًا مشتركًا للصين ومصر وغيرهما من الدول النامية. وتتخطى دول الجنوب العالمي خطوات ثابتة في استكشاف طريق تنموي يناسب الظروف الوطنية بالإرادة المستقلة".
وأشار ليتشيانج إلى أن الطابع الأساسي للتحديث الصيني النمط، والأهداف والتخطيطات والاستراتيجيات لهذا التحديث وتأثيره العالمي مذكورة في الكتاب "الذي يضم التفسيرات المعمقة لمحتويات التحديث الصيني النمط، بما فيه خصائصه ومتطلباته الجوهرية ومبادئه الأساسية"، حسب قوله.
نظريات التنمية الكبرى
أشار السفير عزت سعد، مدير المجلس المصري للشئون الخارجية، إلى أن نظرية "التحديث الصيني النمط" بعد طرحها في المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني في أكتوبر 2022 "أصبحت إحدى أهم نظريات التنمية الكبرى التي يمكن لمختلف البلدان النامية الاعتماد عليها ومراعاتها لتحقيق التحديث والتقدم والازدهار، في وقت يشهد فيه المجتمع البشري تغيرات وتحديات غير مسبوقة، وتزداد فيه الحاجة للسلام، والتنمية، والأمن، والحوكمة".
ولفت سعد إلى أن نظرية التحديث الصيني النمط "كسرت أسطورة التحديث هو التغريب"، مقدمة صورة مختلفة عن نموذج التحديث الغربي الذي لا يراعى الظروف المتنوعة والمتباينة لبلدان العالم "كما عالجت النظرية الصينية شواغل البلدان النامية وعبَّرت عن تطلعاتها بصدق، في هذه المرحلة الحرجة التي يعيشها العالم. وهكذا، كان من شأن النظرية أن تقدم خيارات جديدة ومساهمات مهمة للتحديث البشري".
وأضاف: "الحقيقة أن نظرية التحديث الصيني النمط، أو نموذج التحديث الصيني، هي تطور للفكر السياسي الصيني في التعامل مع الشركاء، حيث نجد صدى لهذه النظرية في "وثيقة سياسة الصين تجاه الدول العربية، التي طرحت من قبل الرئيس شي جين بينج على جامعة الدول العربية خلال زيارته للقاهرة في يناير 2016".
علاقات وثيقة
خلال حديثها، أكدت الدكتورة نشوى عبد الحميد، رئيس الإدارة المركزية لشؤون أوروبا والأمريكتين وآسيا وأستراليا بالهيئة العامة للاستعلامات، أنه في السنوات الأخيرة، وتحت القيادة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي، عملت مصر بنشاط على استكشاف كيفية اتباع مسار التنمية الذي يتناسب وظروفها الوطنية، وحققت إنجازات تنموية بارزة، ودخلت مرحلة بناء الجمهورية الجديدة "وهنا تجدر الإشارة إلي أهمية الاستفادة من تجربة الصين الرائدة في الحد من الفقر حيث حققت الصين هدف الحد من الفقر في خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 قبل الموعد المحدد بعشر سنوات.
وقالت: "أكد الرئيس السيسي في الحوار رفيع المستوى حول التنمية العالمية إن مصر تقدر تقديرًا عاليًا "مبادرة التنمية العالمية" التي اقترحتها الصين، والتي تهدف إلى تعزيز "إعادة التركيز" على قضايا التنمية من خلال تعزيز التعاون الإنمائي الدولي.
وأضافت عبد الحميد أن مصر تعمل بجد الآن لكي ترسم طريق التنمية الملائم لخصائصها الوطنية وتقوم بكل ما في وسعها لجذب الاستثمارات وإصلاح الاقتصاد، وتنتهج سياسة تجارية تعتمد على التوجه للخارج نظرًا لكون التعاون الخارجي أفضل السبل للحصول على خبرات وافكار جديدة ومتطورة وتكنولوجيات فائقة لبلوغ أعلى مستويات النهضة والتنمية.
وتابعت: "في هذا الصدد، يمكن أن تتقاسم مصر مع الجانب الصيني الخبرات والتجارب التي استخلصتها الصين على مدار الثلاثين عامًا الماضية من تنميتها. فنظرًا لأوجه التشابه الكبيرة بين البلدين في التاريخ والحضارة والظروف الداخلية والتحديات الخارجية، فإن تجارب الصين تساعد مصر على إيجاد طريق مناسب لنموها إضافًة إلى ما يمكن أن تقدمه الصين من استثمارات في قطاعات الصناعة والزراعة الحديثة والتكنولوجيا المتقدمة والطاقة المتجددة والأقمار الصناعية، وكذلك ما يمكن أن تقدمه من خبرات لتجديد وتشييد شبكات كهرباء وسكك حديدية ذات تكنولوجيات متقدمة، فضلاً عن مشاركتها في مشروع المنطقة الاقتصادية بشمال السويس في إطار تطبيق مبادرة "الحزام والطريق"، التي تعد نقطة التقاء للحلمين الصيني والمصري، فبفضل ثقلها السياسي وموقعها الجغرافي ومميزاتها الاقتصادية ، تُعتبر مصر نقطة ارتكاز حقيقية ومحطة ذات أهمية كبيرة لتطبيق هذه المبادرة".
وأكدت عبد الحميد أن الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر، التي دخلت الآن عامها العاشر، تُعد نموذجًا ناجحًا للتضامن والتعاون والمنفعة المتبادلة بين الصين والدول العربية والأفريقية والنامية؛ ان الصين ومصر مشتركتين في الأفكار فيما بتعلق بقضايا الدفاع عن مصالحهما، والسعي لتحقيق التنمية المشتركة، وتعزيز رفاهية الشعبين، وتعزيز الإنصاف والعدالة في العالم.
القدرة على التأثير
قال أحمد بهاء الدين شعبان، الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري، إن شي جين بينج انتُخب في المؤتمر الثامن عشر للحزب، الذي عُقد في نوفمبر عام 2012، أميناً عاماً للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وفي مارس 2013 جرى انتخابه، وبأغلبيةٍ ساحقةٍ، رئيساً لجمهورية الصين الشعبية "وفي هذه المدة القصيرة، والتي لم تتعد ال 12 عاماً، "أنجز حرٌ ما وعد"، كما يقول المثل العربي".
وأضاف: نجحت الصين بقيادة حزبها الشيوعي، وفي مركزه الرئيس شي جين بينج، في أن تقطع مراحل حضارية هائلة، في ظل تحديات كونية وبيئية عاتية، منها التحرُّشات الإمبريالية المُستمرة، وأزمة "تايوان"، وجائحة "كوفيد 19" وغيرها من المصاعب، تجاوزتها الصين بكفاءة واقتدار، فما هي العناصر الحاكمة التي أدت إلى نجاح الصين وحزبها ورئيسها في إنجاز هذه المُهمة المُعجزة، وكيف تسنى لهذه القيادة المُجرِّبة أن تتواصل وتؤثر وتقود شعباَ تعداده 1.4 مليار مواطن، يتوزعون على 54 قومية!؟ وماهي مقومات "الخطاب السياسي" الخاص ب "التحديث الصيني النمط"، الموجّه إلى الشعب الصيني، الذي وفَّر للقيادة الصينية بزعامة الرئيس "شي جين بينج" القدرة على أن تُقنع، وتؤثر، وتُوَجِّهُ هذا العدد الهائل من المواطنين، لكي يحققوا الأهداف المتوخاة، عن قبول ورضا واقتناع، وبما منح للصين القدرة على عبور مواقع الفقر والعوز بنجاح مشهود، والتقدُّم بثبات إلى مصاف الدول الرائدة التي تنافس على صدارة العالم".
وأكد شعبان أن كتاب "مقتطفات من خطابات شي جين بينج حول التحديث الصيني النمط" أبرز موقف الرئيس الصيني بشأنها. وأنه يُمكن تحديد بعض السمات والقضايا المُمَيِّزة لخطابات وأحاديث الرئيس الموجهة إلى جماهير الشعب الصيني؛ والتي تتصف بالحميمية والروح الإنسانية الغامرة "وهي تتميز بوضوحٍ قاطع، بلا التباس أو عبارات غامضة، أو تهويمات إنشائية حماسية تخطب ود الجماهير، وتنثر الوعود والأماني الزائفة التي تستعصي على التحقُّق، وعلى العكس، فهي دائماً ماتحمل مضموناً يرسم خطة عمل محددة المعالم، واضحة الأهداف، تتسم بالاتساق الفكري، والقدرة على التبسيط والعمق في ذات اللحظة، وهو ما يُساعد على خلق مناخ من الفهم والقبول المُشترك".
ولفت إلى أن كتابات ورسائل الرئيس شي جين بينج تحوي تحديداً واضحاً للأهداف المُتوخاة في كل مرحلة زمنية، مُفصَّلة ومُرتّبة، ومُبيناً فيها الأدوار والالتزامات، بما يُيَسِّرُ عمليات الفهم والاقتناع، والتخطيط الناجح والتنفيذ الدقيق، ويتصدر هذه الأهداف، ويتم الإلحاح المٌستمر إلى أهميته، هدف "إسعاد الشعب"، وتلبية حاجاته، وبناء الجسور بين الحزب وبينه، والعمل الواعي على اكتساب ثقته، ونيل احترامه.
وتابع: يستند الخطاب الموجّه من الرئيس شي جين بينج إلى الشعب الحزب وقيادات الدولة، على مخزون لا ينفذ من الاستشهاد بإنجازات حضارة عظيمة يرجع تاريخها إلى ما يزيد عن خمسة آلاف عام، واستدعاء تاريخها المجيد بهدف استعادة قوة دفعها الحضاري، كمُحَفِّزٍ إيجابيٍ لشحذ الهمة من أجل العمل على استرجاع التقدم الصيني التاريخي في صورة متطورة راهنة، ومن هنا التأكيد المُستمر على حافز "تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية"، ويلجأ، بهدف تحقيق هذا الربط الموضوعي بين الماضي والمستقبل وبينهما الحاضر، إلى استخدام موروث الأمة الثقافي، عن طريق إيراد المُناسب من الأمثال والحِكم الشعبية، والقصص التراثية، والمرويات التاريخية، .. إلخ، وهو ما يُقيم جسوراً من الفهم والاستيعاب والحماسة بين القائد وبين الجماهير، التي تٌدركها الحماسة للمُشاركة في استعادة انتصارات الماضي المجيد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.