اليوم، قطع الكهرباء عن عدة مناطق في 3 محافظات لمدة 5 ساعات    توقيع مذكرة تفاهم بين "الاتصالات" و"الاعتماد والرقابة "بشأن التعاون فى تنفيذ التطوير المؤسسي الرقمى    حسن الخطيب يترأس اجتماعات الدورة الرابعة لمجلس وزراء التجارة بمجموعة الدول الثماني النامية D-8    حماة الأرض واليونيسف تبحثان سبل تمكين الشباب والعمل المناخي    روبيو: فنزويلا توفر موطئ قدم للحرس الثوري الإيراني وحزب الله    قوات الاحتلال تعزز انتشارها وسط مدينة طولكرم    مطروح للنقاش.. نجاح خطة ترامب لحصار الإخوان وتأثير طموحات ماسك على منصة إكس    اختفى فجأة، اللحظات الأخيرة ل يوسف محمد لاعب نادي الزهور داخل حمام السباحة (فيديو)    بالأسماء: مصرع 5 وإصابة 13 في حريق مول ومخزن بسوق الخواجات بالمنصورة    موعد صلاة الفجر..... مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 3ديسمبر2025 فى المنيا    ترامب: سوريا قطعت شوطًا طويلًا إلى الأمام.. ومهمة «الشرع» ليست سهلة    إصابة 9 أشخاص بينهم أطفال وسيدات في حادث تصادم بالفيوم    فيدرا تعيش وسط 40 قطة و6 كلاب.. ما القصة ؟    «أحكام الإدارية» تُغير خريطة البرلمان    5 محاذير يجب اتباعها عند تناول الكركم حفاظا على الصحة    عاجل الأمم المتحدة تعتمد قرارًا يطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي المفروض على الأراضي الفلسطينية منذ عام 1967    ناهد السباعي: "فيلم بنات الباشا كان تحديًا.. والغناء أصعب جزء في الشخصية"    اجتماعات سرّية في باكستان وتركيا بعد تحركات ترامب لتصنيف الإخوان إرهابيين    دعاء صلاة الفجر اليوم.. فضائل عظيمة ونفحات ربانية تفتح أبواب الرزق والطمأنينة    5 وفيات و13 مصابًا.. ننشر أسماء المتوفين في حريق سوق الخواجات بالمنصورة    متحدث الصحة: قوائم بالأدوية المحظورة للمسافرين وتحذيرات من مستحضرات خاضعة للرقابة الدولية    «الصحة» تعلن انطلاق استراتيجية توطين صناعة اللقاحات وتحقيق الاكتفاء الذاتي قبل 2030    إعلان طاقم حكام مباراة الجونة وبترول أسيوط في كأس مصر    زينة عن شخصيتها في "ورد وشوكولاتة": حبيتها لأنها غلبانة وهشة    نصر الله يحرز تقدما على عصفورة المدعوم من ترامب في انتخابات هندوراس الرئاسية    سوريا تعلن إحباط محاولة تهريب ألغام إلى حزب الله في لبنان    بيترو: أي هجمات أمريكية على أراضي كولومبيا ستكون إعلان حرب    مدير نجدة الطفل: حوادث المدارس تكشف خللاً تربوياً وضرورة تشديد العقوبات لحماية الأطفال    مصر توسّع حضورها في الأسواق الأفريقية عبر الطاقة الشمسية والتوطين الصناعي    «بإيدينا ننقذ حياة» مبادرة شبابية رياضية لحماية الرياضيين طبيًا    إحالة أوراق المتهم بقتل زميله داخل ورشة لتصنيع الأثاث بأشمون للمفتى    هل سرعة 40 كم/ساعة مميتة؟ تحليل علمى فى ضوء حادثة الطفلة جنى    مقتل شخص أثناء محاولته فض مشاجرة بالعجمي في الإسكندرية    والد جنى ضحية مدرسة الشروق: ابنتي كانت من المتفوقين ونثق في القضاء    «السيدة العجوز» تبلغ دور ال8 في كأس إيطاليا    مانشستر سيتي يهزم فولهام في مباراة مثيرة بتسعة أهداف بالدوري الإنجليزي    تقرير مبدئي: إهمال جسيم وغياب جهاز إنعاش القلب وراء وفاة السباح يوسف محمد    في ملتقى الاقصر الدولي للتصوير بدورته ال18.. الفن جسر للتقارب بين مصر وسنغافورة    تحت شعار "متر × متر"، مكتبة الإسكندرية تفتح باب التقديم لمعرض أجندة 2026    مراوغات بصرية لمروان حامد.. حيلة ذكية أم مغامرة محفوفة بالمخاطر (الست)؟    الخميس.. قرعة بطولة إفريقيا لسيدات السلة في مقر الأهلي    وزير الرياضة يستقبل رئيس الاتحاد الدولي للسلاح    «الوطنية للانتخابات»: إعادة 19 دائرة كانت قرارًا مسبقًا.. وتزايد وعي المواطن عزز مصداقية العملية الانتخابية    النيابة العامة تُنظم برنامجًا تدريبيًا حول الاستخدام الآمن للذكاء الاصطناعي    التنمية المحلية ل ستوديو إكسترا: توجيهات رئاسية بتحقيق العدالة التنموية في الصعيد    بروتوكول تعاون بين نادي قضاه جنوب سيناء وجامعة القاهرة    أخبار مصر اليوم: إعلان مواعيد جولة الإعادة بالمرحلة الثانية بانتخابات النواب.. تفعيل خدمة الدفع الإلكتروني بالفيزا في المترو.. ورئيس الوزراء: لا تهاون مع البناء العشوائي في جزيرة الوراق    استمرار تعثر خطة الصين لبناء سفارة عملاقة في لندن    نقيب الإعلاميين يستعرض رؤية تحليلية ونقدية لرواية "السرشجي" بنقابة الصحفيين    تراث وسط البلد رؤية جديدة.. ندوة في صالون برسباي الثقافي 7 ديسمبر الجاري    رئيس شئون البيئة ل الشروق: نسعى لاستقطاب أكبر حجم من التمويلات التنموية لدعم حماية السواحل وتحويل الموانئ إلى خضراء    1247 مستفيدًا من قوافل صحة دمياط بكفر المرابعين رغم سوء الطقس    وكيل الأوقاف: المسابقة العالمية للقرآن الكريم حدث فريد يجمع الروحانية والتميز العلمي    ما حكم المراهنات الإلكترونية؟.. أمين الفتوى يجيب    جامعة أسيوط تختتم ورشة العمل التدريبية "مكافحة العنف ضد المرأة" وتعلن توصياتها    نتائج المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب 2025 في كفر الشيخ    يلا شوووت.. هنا القنوات الناقلة المفتوحة تشكيل المغرب المتوقع أمام جزر القمر في كأس العرب 2025.. هجوم ناري يقوده حمد الله    أدعية الفجر.. اللهم اكتب لنا رزقًا يغنينا عن سؤال غيرك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحركات المتمردة في أفريقيا بين المطالب العرقية وأهداف السلطة
نشر في البوابة يوم 22 - 10 - 2024

تعد الصراعات المسلحة مع الحركات المتمردة أحد أبرز التحديات التي تواجه الدول الأفريقية في تحقيق الاستقرار والتنمية. ففي إثيوبيا، يشهد الصراع بين القوات الحكومية وميليشيات فانو تصعيدًا مُستمرًا في منطقة أمهرة، بينما تتفاقم الأزمة في الكونغو الديمقراطية بفعل الحركات المسلحة مثل حركة 23 مارس «M23»، التي تسعى إلى تحقيق أهداف عرقية وسياسية عبر استخدام العنف.
جماعات العنف فى إثيوبيا والكونغو ورواندا تهدد الاستقرار الإقليمى
وعلى غرار تلك الأوضاع، ما زالت رواندا تحمل آثار الحرب الأهلية، التي مزقت البلاد في التسعينيات، حيث تلعب التنظيمات المتمردة دورًا رئيسيًا في زعزعة الاستقرار في منطقة البحيرات العظمى، فوجود الحركات المتمردة في هذه الدول يُمثل تهديدًا حقيقيًا لوحدة الدولة واستقرارها السياسي والاقتصادي. فالتشابه بين هذه الحالات يكمن في استغلال النزاعات العرقية والسياسية كوقود لتأجيج الصراعات، ما يؤدي إلى تداعيات خطيرة على النسيج الاجتماعي وقدرة الدول على بسط سيادتها. بينما تسعى الحكومات إلى قمع تلك الحركات وإضعافها، يظل الحل السياسي بعيد المنال في ظل استمرار النزاعات الداخلية والخارجية.
التحالفات العسكرية والميليشيات المحلية في شرق الكونغو
تشهد جمهورية الكونغو الديمقراطية واحدة من أشد الأزمات العسكرية والإنسانية في تاريخها المعاصر، حيث اشتبكت القوات المسلحة الكونغولية مع جماعات متمردة مختلفة تسيطر على أجزاء واسعة من شرق البلاد. آخر هذه الصراعات كان في 26 سبتمبر، حين شنت القوات المسلحة الكونغولية عملية عسكرية ضد جماعة القوات الديمقراطية لتحرير رواندا «FDLR» التي يهيمن عليها الهوتو الروانديون، في محاولة لإنهاء وجودها وتأمين المناطق المضطربة في شرق الكونغو. تأتي هذه العملية في إطار الجهود المشتركة مع رواندا، والتي يعتقد أن جماعة «FDLR» تهدف إلى زعزعة استقرار حكومتها عبر استخدام تكتيكات حرب العصابات، ومع تفاقم الأزمة، يصبح الصراع ليس فقط بين الأطراف المحلية، بل يشمل تداعيات إقليمية ودولية تزيد من تعقيد الوضع وتطيل أمد الصراع.
الهجوم على القوات الديمقراطية لتحرير رواندا «FDLR»
شنت القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية والميليشيات المتحالفة معها عملية هجومية في 26 سبتمبر ضد جماعة متمردة غالبيتها من الهوتو الروانديين في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وأفادت وكالة التحقيقات الفرنسية «Africa Intelligence»، بأن هجوم الجيش الكونغولي يهدف إلى القبض على قائد القوات الديمقراطية لتحرير رواندا «FDLR» باسيفيك نتاوونغوكا وسيستمر ستة أشهر، وتركز القتال منذ بداية الهجوم على مخيم لوشاجالا للاجئين بالقرب من العاصمة الإقليمية غوما، وذكرت وسائل الإعلام الفرنسية أن 85٪ من حوالي 80 ألف لاجئ في المخيم فروا إلى بر الأمان.
القوات الديمقراطية لتحرير رواندا هي جماعة مسلحة يهيمن عليها الهوتو العرقيون، ومقرها في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، ولها علاقات بالضباط والجنود السابقين في القوات المسلحة الرواندية، الذين أدينوا على نطاق واسع لدورهم في الإبادة الجماعية للتوتسي عام 1994.
الجماعة المتمردة هي حركة وحدوية تزعم أن نشاطها العسكري يهدف إلى دفع الحوار بين الروانديين، لكن معظم المراقبين الدوليين يعتقدون أنها تهدف إلى الإطاحة بالحكومة الرواندية. تستخدم القوات الديمقراطية لتحرير رواندا تكتيكات حرب العصابات لمهاجمة القوات الحكومية، ومعظمها رواندية، والقرى الضعيفة في المناطق النائية بدلًا من القتال المباشر مع قوات أكبر، وتتركز الجماعة في الأراضي المنخفضة في شمال كيفو بالقرب من الحدود الرواندية المعروفة باسم «بيتيت نورد»، وتقدر الأمم المتحدة أن لديها ما بين 1000 و1500 مقاتل.
التوترات بين الكونغو الديمقراطية ورواندا
ربما شنت جمهورية الكونغو الديمقراطية الهجوم على القوات الديمقراطية لتحرير رواندا لدفع محادثات السلام الجارية بهدف وقف الصراع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا ووكلائهما.
تتوسط أنجولا في محادثات السلام المعروفة باسم عملية لواندا بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا منذ يوليو 2022، وأسفرت المحادثات عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا دخل حيز التنفيذ في 4 أغسطس الماضي، ومع ذلك، استؤنف القتال بين القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية ومتمردي حركة 23 مارس المدعومين من رواندا في 25 أغسطس حيث ألقى كل جانب باللوم على الآخر لفشله في الالتزام بالاتفاق.
محادثات السلام.. عملية لواندا
كان عمل القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية ضد القوات الديمقراطية لتحرير رواندا عنصرًا رئيسيًا في محادثات السلام، ومنذ ذلك الحين، التقى مسؤولون سياسيون واستخباراتيون من جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا سرًا، وفي إطار عملية لواندا عدة مرات لتثبيت اتفاق يقضي باستهداف القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية للقوات الديمقراطية لتحرير رواندا وانسحاب القوات الرواندية من شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
واستكمل المسؤولون الأنجوليون والكونغوليون والروانديون الخطة في 14 سبتمبر الماضي ونصوا على أن القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية ستهاجم القوات الديمقراطية لتحرير رواندا وأن قوات الدفاع الرواندية ستنسحب من جمهورية الكونغو الديمقراطية بعد خمسة أيام، ومع ذلك، رفض وزير الخارجية الكونغولي التوقيع على الاتفاق النهائي، بحجة أنه ينبغي تنفيذ كلا الجانبين من الاتفاق في وقت واحد.
كما اتهم وزير الخارجية رواندا بعرقلة عملية السلام من خلال عدم تقديم أي ضمانات أو تفاصيل ملموسة حول انسحاب قوات الدفاع الرواندية، وزعم أن كيغالي اشترطت انسحاب قوات الدفاع الرواندية بهجوم القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية ضد القوات الديمقراطية لتحرير رواندا، واتفق الجانبان على حضور الجولة التالية من الاجتماعات الوزارية في لواندا في 12 أكتوبر.
وكان الهجوم على القوات الديمقراطية لتحرير رواندا مطلبًا روانديًا رئيسيًا في محادثات السلام لأن حكومة رواندا التي يهيمن عليها التوتسي تنظر إلى القوات الديمقراطية لتحرير رواندا باعتبارها تهديدًا بسبب استخدام جمهورية الكونغو الديمقراطية للقوات الديمقراطية لتحرير رواندا كوكيل مناهض لرواندا، وارتباطات القوات الديمقراطية لتحرير رواندا بالإبادة الجماعية في رواندا، وأيديولوجية المجموعة المعادية للتوتسي.
مولت جمهورية الكونغو الديمقراطية وزودت القوات الديمقراطية لتحرير رواندا منذ عام 2006 كوكيل لمواجهة رواندا والمتمردين المدعومين من رواندا الذين يعملون في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. فرضت الأمم المتحدة والولايات المتحدة عقوبات على القوات الديمقراطية لتحرير رواندا منذ عامي 2003 و2006 على التوالي، ودعت جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ فترة طويلة إلى وقف التعاون مع المجموعة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان وشبكات الضرائب غير القانونية. اتهمت كيجالي الحكومة الكونغولية باستخدام القوات الديمقراطية لتحرير رواندا كوكيل لزعزعة استقرار الحكومة الرواندية أو حتى الإطاحة بها.
كما زعمت رواندا أن قوة التدخل التابعة للأمم المتحدة وقوات مجموعة تنمية جنوب أفريقيا «SADC» تعاونت مع القوات الديمقراطية لتحرير رواندا، وهو ما يمثل تهديدًا مباشرًا لرواندا وعائقًا أمام السلام في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
حركة 23 مارس
حققت حركة التمرد «M23» المدعومة من رواندا والتي يهيمن عليها الناطقون برواندا مكاسب كبيرة ضد القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ بدأت رواندا في دعم المجموعة لمواجهة القوات الديمقراطية لتحرير رواندا في عام 2021، وهو حافز لكينشاسا للمضي قدمًا في محادثات السلام.
حركة «M23» هي حركة تمرد مسلحة تأسست في عام 2012 بعد فشل دمج مقاتلي التوتسي في الغالب في القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية. إن جهود التكامل الفاشلة هي واحدة من العديد من المظالم بين التوتسي وغيرهم من الأقليات الناطقة برواندا التي تشعر بالتهميش والتمييز العنيف ضدها في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
عاود متمردو حركة«M23» الظهور في نوفمبر 2021، بعد عدة سنوات من الخمول، عندما انهارت المفاوضات بين حركة إم23 وحكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية، وزعم المتمردون أن الهجوم المفاجئ الذي شنته القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية وتفاقم انعدام الأمن في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية استلزم استخدام القوة المسلحة للدفاع عن أنفسهم ومجتمعاتهم.
كما زعمت حركة «M23» أن كينشاسا فشلت في تلبية المطالب السياسية القديمة للمجموعة، بما في ذلك إعادة أعضائها المنفيين في الخارج والعودة الآمنة للاجئين التوتسي الكونغوليين من البلدان المجاورة. كما طالب زعماء حركة «M23» الحكومة الكونغولية بقمع مسلحي القوات الديمقراطية لتحرير رواندا الذين يهددون السكان التوتسي في الشرق.
وبدأت كيجالي في دعم تمرد حركة 23 مارس في عام 2021 بعد انتهاء فترة شهر عسل قصيرة مع الرئيس الكونغولي المنتخب حديثًا فيليكس تشيسكيدي، وأجرت القوات الكونغولية والرواندية عمليات مشتركة ضد القوات الديمقراطية لتحرير رواندا بعد أن أصبح تشيسكيدي رئيسًا في عام 2019، ومع ذلك، انتهى هذا التعاون في منتصف عام 2021 عندما نظرت رواندا إلى الشراكة الاقتصادية والأمنية المتزايدة بين جمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا على أنها تهديد لمصالحها الاقتصادية والأمنية.
ونشرت أوغندا قوات في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية في عام 2022 لمحاربة ولاية وسط إفريقيا التابعة لتنظيم داعش، والمعروفة محليًا باسم القوات الديمقراطية المتحالفة، والتي لها جذور تاريخية في أوغندا ونفذت تفجيرات انتحارية في كمبالا في عام 2021.
اعتبرت رواندا أن نشر القوات وتنامي العلاقات يعد انتهاكًا لمجال نفوذهما. واتهمت جمهورية الكونغو الديمقراطية والشركاء الدوليون بما في ذلك الأمم المتحدة والولايات المتحدة كيغالي بانتهاك سلامة أراضي جمهورية الكونغو الديمقراطية من خلال دعمها لحركة «M23» والنشر السري لقوات الدفاع الرواندية على الأراضي الكونغولية لدعم حركة «M23».
اتهمت الأمم المتحدة والولايات المتحدة كيجالي مرارًا وتكرارًا بنشر ما يقدر بنحو 3000 إلى 4000 جندي من قوات الدفاع الرواندية لدعم حركة «M23» وتزويد المجموعة بالتدريب والمعدات العسكرية بناءً على لقطات جوية واستخدام حركة «M23» للتكنولوجيا العسكرية المتقدمة، وتشير بيانات مشروع بيانات موقع وأحداث الصراع المسلح إلى أن قوات الدفاع الرواندية أجرت ما لا يقل عن اثنتي عشرة عملية مشتركة مع حركة «M23» من نوفمبر 2021 إلى مارس 2023.
وتنكر كيجالي أنها تقدم مساعدة لوجستية أو عسكرية للجماعة ولكنها أعربت عن دعمها لمطالب حركة سياسية متحالفة مع حركة «M23» تُعرف باسم تحالف نهر الكونغو، وفشلت كينشاسا في تقليص تمرد حركة «M23» بشكل كبير، فقد عزز متمردو حركة «M23» الذين يقدر عددهم بنحو 3000 مقاتل سيطرتهم بسرعة على مساحات كبيرة من الأراضي في شمال كيفو منذ عام 2021، ودفعوا تدريجيًا جنوبًا نحو العاصمة الإقليمية غوما.
كانت منطقة بيتي نورد هي المنطقة الأكثر تضررًا من العنف، حيث يشتبك متمردو حركة «M23» بشكل روتيني مع القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية والجماعات المسلحة المتحالفة معها للسيطرة على المواقع العسكرية الاستراتيجية ومناطق التعدين المربحة وطرق الإمداد والتجارة الرئيسية بالقرب من غوما، وضاعفت الأمم المتحدة وخبراء دوليون آخرون مساحة الأراضي الخاضعة لسيطرتها ثلاث مرات في عام 2022، ثم وسعوا العمليات بشكل أكبر ومنذ ذلك الحين زادت سيطرتها الإقليمية بنسبة 70٪ أخرى على الأقل منذ انهيار وقف إطلاق النار لمدة ستة أشهر في أكتوبر 2023، ويشمل هذا النمو مكاسب كبيرة حول غوما في عام 2024 والتي شملت قتالًا عنيفًا حول مخيمات اللاجئين التي تستخدمها القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية والجماعات المسلحة المتحالفة معها كقواعد عسكرية بحكم الأمر الواقع.
حلفاء
سعت الحكومة الكونغولية إلى كسب حلفاء محليين ودوليين لتعزيز قدرتها العسكرية وزيادة الضغط الدبلوماسي على رواندا لوقف تقدم حركة «M23»، وقد استقطبت كينشاسا مسلحي القوات الديمقراطية لتحرير رواندا ودخلت في شراكة مع عشرات من مجموعات الميليشيات المنظمة بشكل فضفاض والتي تزعم أن إجمالي عدد مقاتليها يبلغ 40 ألف مقاتل والمعروفين باسم «وازاليندو»، والذين شنوا هجمات ضد حركة «M23».
كما دعت كينشاسا قوات أجنبية لصد حركة «M23»، بما في ذلك قوة شرق إفريقيا الإقليمية وقوات مجموعة تنمية جنوب إفريقيا، ومع ذلك، انسحبت قوة شرق إفريقيا الإقليمية في ديسمبر 2023 بعد أن انتقد «تشيسكيدي» قوة شرق إفريقيا الإقليمية لعدم مواجهتها لحركة 23 مارس في اشتباكات حركية كافية على الرغم من نجاحاتها في استعادة الأراضي التي تسيطر عليها حركة «M23»، كما دعا «تشيسكيدي» صناع السياسات الدوليين إلى فرض "عقوبات مستهدفة" على رواندا لدعم حركة 23 مارس. كما سعى إلى تشويه سمعة حركة «M23» من خلال الزعم بأن الحكومة الكونغولية قادرة على حماية مصالح التوتسي الكونغوليين واتهام حركة «M23» باللعب دائمًا بدور الضحية لتحقيق مكاسب تجارية منها.
الوضع في إثيوبيا
يتشابه الوضع في إثيوبيا مع الوضع في الكونغو وروندا ومالي، فقد شهدت منطقة أمهرة في شمال غرب إثيوبيا تصاعدًا كبيرًا في النزاع بين قوات الدفاع الوطني الإثيوبية وميليشيات فانو القومية، حيث شنت القوات الإثيوبية هجومًا مضادًا واسع النطاق ضد المتمردين في محاولة لاحتواء التمرد وإضعاف قدراتهم العسكرية، وتأتي هذه العمليات بعد سلسلة من الهجمات التي شنتها فانو منذ عام 2023، والتي أسفرت عن سيطرة مؤقتة على مناطق استراتيجية واستمرار النزاع في تعقيد المشهد السياسي والعسكري في البلاد.
ميليشيات فانو في منطقة أمهرة
شنت قوات الدفاع الوطني الإثيوبية هجومًا مُضادًا ضد المتمردين القوميين الإثنيين المعروفين باسم فانو في منطقة أمهرة بشمال غرب إثيوبيا، وقالت قوات الدفاع الوطني الإثيوبية وحكومة أمهرة الإقليمية في الأول من أكتوبر إنها ستكثف العمليات ضد قادة ميليشيات فانو، والأفراد الذين يدعمون الميليشيات، والأفراد الذين يزودون فانو بالدعم اللوجستي والمعلومات.
وشنت قوات الدفاع الوطني الإثيوبية الهجوم المضاد لإضعاف فانو عسكريًا، واستعادة الأراضي من فانو، واستهداف شبكات الدعم التي يمكن أن تساعد فانو في إعادة بناء نفسها في المستقبل. تستخدم قوات الدفاع الوطني الإثيوبية الهجوم المضاد لدفع فانو إلى محادثات السلام.
وقال المتحدث باسم قوات الدفاع الوطني الإثيوبية، إن استقرار السلام يتطلب مواجهتهم بالقوة، وشنت فانو تمردًا منخفض المستوى في الغالب في منطقة أمهرة بشمال إثيوبيا منذ أغسطس 2023، كما شنت فانو هجومًا في يوليو 2024 شمل توسيع السيطرة على العديد من الطرق الرئيسية ومهاجمة ثاني أكبر مدينة في إثيوبيا في سبتمبر، وضاعفت قوات الدفاع الوطني الإثيوبية عملياتها ضد فانو في المنطقة بين منتصف سبتمبر وأوائل أكتوبر، بعد وقت قصير من هجوم فانو على ثاني أكبر مدينة في إثيوبيا، جوندار، في 16 سبتمبر. نفذت قوات الدفاع الوطني الإثيوبية خمس عمليات ضد فانو بين 20 سبتمبر و26 سبتمبر، مقارنة ب 13 عملية بين 27 سبتمبر و3 أكتوبر.
قطع الدعم اللوجستي عن فانو
استخدمت قوات الدفاع الوطني الإثيوبية وسائل غير عسكرية لقطع الدعم المحتمل عن فانو وتعطيل اتصالاتها، وبدأت قوات الدفاع الوطني الإثيوبية حملة اعتقالات كبرى استهدفت مقاتلي فانو المشتبه بهم، فضلًا عن المدنيين والمسؤولين الحكوميين المشتبه في دعمهم أو تعاونهم مع فانو.
وأفادت منظمة العفو الدولية، بأن القوات العسكرية والشرطية الإثيوبية اعتقلت بشكل تعسفي مئات الأشخاص في مختلف أنحاء منطقة أمهرة منذ 28 سبتمبر الماضي، كما أفاد صحفي إثيوبي بانقطاع الإنترنت في بعض أجزاء منطقة أمهرة، وواصلت فانو شن الهجمات ضد الجيش الإثيوبي في المنطقة، ومن المرجح أنها تسعى إلى فرض سيطرتها على خطوط الاتصال الرئيسية لتقليص قدرة الحكومة الفيدرالية على الوصول إلى منطقة أمهرة.
وظلت هجمات فانو عند مستويات ثابتة منذ أن أطلقت قوات الدفاع الوطني الإثيوبية حملتها في الأول من أكتوبرالجاري، ونفذت فانو 16 هجومًا استهدفت قوات الدفاع الوطني الإثيوبية في الفترة من 20 إلى 26 سبتمبر، مقارنة ب 21 هجومًا في الفترة من 27 سبتمبر إلى 3 أكتوبر.
كما أفادت وسائل الإعلام المؤيدة لفانو، بأن فانو استمرت في الاستيلاء مؤقتًا على السيطرة على بلدات في منطقة أمهرة، كما نهبت فانو الأسلحة والذخيرة من قواعد قوات الدفاع الوطني الإثيوبية والبلدات التي تسيطر عليها قوات الدفاع الوطني الإثيوبية لإعادة إمداد نفسها لمزيد من الهجمات، وتواصل استهداف قوات الدفاع الوطني الإثيوبية على الطرق السريعة الرئيسية بين الشرق والغرب في أمهرة والطرق السريعة «A3 وB31»، وهما الطريقان السريعان الرئيسيان بين الشمال والجنوب بين منطقة أمهرة وأديس أبابا، أعلنت فانو في 3 أكتوبر إغلاق جميع الطرق السريعة الرئيسية في أمهرة لأغراض غير طارئة في أعقاب حملة قوات الدفاع الوطني الإثيوبية.
الخلافات الداخلية
لا تتقدم المفاوضات بين فانو والحكومة الإثيوبية ومن غير المرجح أن يتوصل الجانبان إلى اتفاق في الأشهر المقبلة، فالهدف الأساسي لفانو - تعزيز المصالح القومية العرقية الأمهرية من خلال المقاومة المسلحة - يتعارض مع قوات الدفاع الوطني الإثيوبية، التي تسعى إلى نزع سلاح فانو وتفكيكها. هناك العديد من العقبات التي تحول دون إنهاء القتال، وأنشأت الحكومة الفيدرالية مجلس سلام مكون من 15 عضوًا في يونيو 2024 لتسهيل المفاوضات التي لم تحرز تقدمًا كبيرًا.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، إن المحادثات كانت تجري في أغسطس 2024، لكن المتحدث باسم فانو نفى المشاركة في مثل هذه المحادثات. تفتقر فانو إلى هيكل قيادة مركزي وليس لديها قيادة رسمية للتفاوض مع الحكومة الفيدرالية. كما أعاقت النزاعات الداخلية داخل فانو محاولات التفاوض مع الحكومة.
استراتيجيات الهروب والتكيف
أطلقت قوات الدفاع الوطني الإثيوبية حملة مماثلة في عام 2023، والتي أدت إلى إضعاف فانو مؤقتًا. اعتقلت القوات الإثيوبية مقاتلين وأنصار فانو المشتبه بهم في عام 2023 قبل أن تعيد المجموعة تشكيل نفسها وتبدأ مستويات عالية من الهجمات على قوات الدفاع الوطني الإثيوبية.
وقالت قوات الدفاع الوطني الإثيوبية في الأول من أكتوبر، أن الخلايا الحضرية في فانو تنتقل إلى المناطق الريفية، مما سيساعد المجموعة على إنشاء طرق هروب، في إشارة على الأرجح إلى المناطق التي يمكن لفانو الانسحاب إليها. كما قالت قوات الدفاع الوطني الإثيوبية أن فانو كثفت الدعاية.
تداخل المصالح
في ضوء التطورات الحالية، يبدو أن الصراع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية لن يهدأ بسهولة، خاصةً مع تداخل المصالح الإقليمية والدولية، واستمرار دعم بعض الفصائل المتمردة من دول الجوار. بينما تسعى كينشاسا إلى إحكام قبضتها على المناطق الشرقية، تعتمد على دعم التحالفات العسكرية الداخلية والخارجية لمواجهة تحديات كبرى من متمردي حركة «M23» والقوات الديمقراطية لتحرير رواندا، ومع استمرار العمليات العسكرية وتزايد الاحتقان السياسي بين جمهورية الكونغو ورواندا، يبقى مستقبل الاستقرار في المنطقة مرهونًا بمدى نجاح محادثات السلام الجارية تحت رعاية أنغولا والتزام الأطراف بالاتفاقات المبرمة.
وتواجه إثيوبيا تحديات خطيرة فيما يتعلق باستقرارها الداخلي بسبب الصراع المستمر بين القوات الحكومية وميليشيات فانو. فبينما تسعى الحكومة الفيدرالية لإضعاف فانو عسكريًا ولوجستيًا، يظل التمرد قائمًا والمفاوضات في حالة تعثر مستمر، وتتفاقم خطورة الوضع مع استمرار العنف في منطقة أمهرة وتأثيره المحتمل على استقرار الدولة ككل. إذا لم تتمكن الحكومة من إيجاد حلول فعالة للتعامل مع هذا التمرد المعقد والمتعدد الأبعاد، فإن احتمالات تصاعد الصراع قد تؤثر بشكل مباشر على وحدة البلاد واستقرارها السياسي والاجتماعي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.