ولد “,”مارك تاتشر“,” عام 1953 في لندن لأسرة أرستقراطية اشتهرت بممارستها السياسة في المملكة المتحدة لسنوات طويلة، فوالده السير “,”دينس تاتشر“,”، ووالدته رئيسة الوزراء البريطانية السابقة “,”مارجريت تاتشر“,”، الملقبة بالمرأة الحديدية، التي استطاعت أن تقود بريطانيا بكل حزم وثقة من خلال تزعمها لحزب المحافظين، وبفضل نجاح خططها وإنجازاتها الرائعة التي تحققت في عهدها ظلت محتفظة بكرسي رئاسة الوزراء في بريطانيا لأكثر من عشر سنوات . ولطالما كان مارك هو الشوكة التي تزعج والدته.. فلقد كان مولعًا بحياة اللهو والمرح؛ ما أثر على تحصيله العلمي حتى إنه لم ينجح حتى في الالتحاق بأي جامعة، وبينما كانت والدته مشغولة بإدارة أمور البلاد في حربها مع الأرجنتين حول جزر الفوكلاند عام 1982، كان هو مفقودًا في صحراء داكار، حيث دارت منافسات سباق رالي باريس– داكار الدولي، مما أثر على صورة مارجريت تاتشر أمام الرأي العام البريطاني . ولقد أضيرت سمعة مارجريت تاتشر أثناء اعتلائها كرسي رئاسة الوزراء بشدة بعد تعدد الاستجوابات البرلمانية لها حول مساعدتها لابنها مارك في تلقي عمولات ورشاوى لإتمام بعض صفقات السلاح، بالإضافة إلى مشروعات إنشائية في بعض الدول العربية . سئم مارك العيش في لندن، فقرر الانتقال إلى العيش في كيب تاون بجنوب إفريقيا، حيث قرر أن يستضيف والدته، ودعاها من خلال صفحات الجرائد أن تنتقل لتعيش معه في وطنه الثاني، لكنها رفضت أن تترك إنجلترا وتعيش معه، وكأن السيدة العجوز كانت تعلم أن مارك لا يمكن أن يظل بعيدًا عن الفضائح كثيرًا، فما لبث أن اتُهم بتدبير انقلاب عسكري في دولة غينيا، وحكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات قضاها في سجون جنوب إفريقيا، بينما ظلت مارجريت تاتشر مع ابتنها الوحيدة “,”كارول“,” في الديار بعيدًا عن مشاكل ابنها الوحيد وفضائحه ومشكلاته . يتبع