ما بين الإعجاب الشديد والكره الدفين لسياستها انقسم الرأى العام البريطانى بشأن وفاة المرأة الحديدية مارجريت تاتشر فى 8 ابريل 2013 عن عمر يناهز 87 عاما والتى تولت رئاسة وزراء بريطانيا ل11 عاما، والتى ينظر اليها كإحدى أهم الظواهر فى عالم السياسة خلال النصف الأخير من القرن العشرين .وهى أول سيدة تتولى منصب رئيس وزراء بريطانيا وأول رئيس للوزراء يتم انتخابه ثلاث مرات متتالية. وقد خاضت تاتشر دهاليز الحياة السياسية وعمرها 44 عاما كوزيرة للتعليم حيث التحقت بمجلس العموم عام 1959 وكانت أول امراة تترأس حزب المحافظين منذ تأسيسه حين انتخبت رئيسة للحزب عام 1975. وإضافة إلى الأرقام القياسية التى حققتها تاتشر فى السياسة فهى صاحبة الكثير من الألقاب التى أطلقت عليها طوال مسيرتها السياسية الحافلة بداية من لقب ابنة البقال الذى أطلقته عليها الصحافة البريطانية حيث إنها الابنة الثالثة لوالدها صاحب دكان بقالة إلى لقب المرأة الحديدية وصاحبة المعجزات السياسية، وقد اشتهرت أول حكومة لتاتشر والتى استمرت أربع سنوات بسياستها النقدية اللاذعة. كما اشتهرت تاتشر بكونها صاحبة أول انتصار عسكرى بريطانى بعد الحرب العالمية الثانية حيث تمكنت القوات البريطانية من هزيمة القوات الأرجنتينية فى حرب الفوكلاند عام 1982 والتى انتهت باستعادة تلك الجزر ومعها عادت الهيبة والتقدير للعسكرية البريطانية وهو ما جعل تاتشر تدخل قائمة العظماء فى التاريخ البريطانى الحديث لذلك صنعوا لها تمثالا فى ميدان البرلمان فى عمل غير مسبوق على مستوى العمل السياسى البريطانى. كما ساهمت فى سقوط الاتحاد السوفيتى وأعادت إطلاق الاقتصاد البريطانى وأحيت موقع لندن على الساحة الدولية. كما تميزت مارجريت تاتشر بالعناد والصلابة والتمسك برأيها حتى النهاية مما أدى إلى استقالة عدد كبير من وزرائها ومعاونيها فانقلب عليها الحزب متهما إياها بالديكتاتورية، وخوفا من حدوث انقسامات خطيرة تهدد كيان الحزب آثرت تاتشر الانسحاب ، ففى 22 نوفمبر 1990 أعلنت تاتشر استقالتها من منصب رئيسة الوزراء إلا أنها ظلت بمجلس العموم البريطانى حتى 1992 عندما منحت لقب البارونة.