أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الأربعاء، أن تصرفات الغرب خلقت الأسباب لاستخدام أوكرانيا كأداة لحرب هجينة ضد موسكو واستخدموها أيضا لإجراء السياسة الاستعمارية الجديدة ضد روسياوأوكرانيا، وقال: "لمنع هذا التوجه المعادي وعدم السماح بوجود أية تهديدات لأمن روسيا قمنا بالعملية العسكرية الخاصة والتي نقوم بإطلاع الجهات الأخرى عن تطورها". وأضاف لافروف - في مؤتمر صحفي مع نظيره الأنجولي تيتي انطونيو - أن المباحثات الثنائية بين الوزيرين تناولت الموقف تجاه تطور الأوضاع في الساحة الدولية، مؤكدا التزام روسيا بمبدأ تطبيق ميثاق الأممالمتحدة وخاصة احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها الداخلية.
وأضاف أن روسيا تتخذ موقفا نحو الإصلاحات في مجلس الأمن بشكل يسمح بزيادة تمثيل الدول الأفريقية وأمريكا اللاتينية، كما تدعم عمل الاتحاد الأفريقي والمساعدة لتسوية الأزمات في هذه المنطقة، لافتا إلى أن روسيا مستمرة في هذا النهج الذي يساعد في تسوية الأزمات في أفريقيا. وأوضح أن اللقاء تناول أيضا إنجاز الاتفاقات التي تم التوصل إليها في قمة (روسيا/أفريقيا) في عام 2019، إلى جانب التحضير للقاء القمة القادم في سان بطرسبرج العام الجاري، وبشكل عام أكدت المحادثات على ضرورة الحوار الصريح بين البلدين، داعيا نظيره الأنجولي لزيارة روسيا. من جانبه، أكد وزير الخارجية الأنجولي تيتي انطونيو، أن المحادثات تناولت حوارا صريحا العلاقات الثنائية والدولية والأجندة الإقليمية إضافة إلى المسائل الدولية والتعديلات والإصلاحات والأزمة الأوكرانية، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على ديناميكية جيدة بين الدولتين والاستمرار في تنسيق المواقف والأعمال الخاصة باللجنة الحكومية الثنائية المشتركة وإجراء حوار على مختلف المستويات. ولفت إلى أنه "سيتم التركيز على تعاملنا وتعاوننا بشأن مختلف الاتجاهات والقطاعات خاصة الإنتاج والصناعة والتجارة وغيرها، إضافة إلى رؤية أنجولا الخاصة بتنمية الدولة وتطويرها ودورها في المنطقة وفي الاتحاد الإفريقي والمنظمات الأخرى والعلاقات الدولية". وقال وزير خارجية أنجولا: "إنه بالنظر إلى العلاقات الثنائية مع روسيا وعلاقاتنا مع أوكرانيا أيضا، يمكننا أن نقول بصراحة إننا نقف مع فكرة إجراء الحوار بين الدولتين ووقف إطلاق النار والمعارك هناك". وتأتي زيارة وزير الخارجية الروسي إلى أنجولا ضمن جولة أفريقية بدأت الاثنين الماضي وكانت أول محطة بها جنوب أفريقيا ثم مملكة إسواتيني. من ناحية أخرى، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف اليوم الأربعاء، إن موسكو لا تجري مناقشات مع برلين بشأن تقارير تفيد بأن عددا من الدول الأوروبية، بما في ذلك ألمانيا نفسها، تعتزم تزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد ألمانية الصنع. ونقلت وكالة أنباء تاس الروسية عن بيسكوف قوله ردا على سؤال عما إذا كانت روسيا تجري محادثات مع ألمانيا بشأن هذه القضية، "لا ليس كذلك". كان عدد من وسائل الإعلام الغربية قد نقلت أمس الثلاثاء عن مصادر قولها إن ألمانياوالولاياتالمتحدة قررتا تزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد 2 ألمانية الصنع ودبابات أبرامز أمريكية الصنع. كما تخطط برلين للسماح لدول أخرى بإرسال دبابات ألمانية الصنع إلى كييف. وفي السياق ذاته، أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية "الكرملين" دميتري بيسكوف أنه فيما يتعلق باعتزام الولاياتالمتحدةالأمريكية تزويد أوكرانيا بدبابات "أبرامز"، فهناك بالفعل عدد من الخلافات بين ألمانيا وأمريكا إضافة إلى العديد من التصريحات المتناقضة في هذا الشأن. وقال بيسكوف في مؤتمر صحفي إنه من الواضح أن كل شيء لا يسير بسلاسة داخل التحالف، كما أنه من الواضح أن الخطة فشلت من حيث الجوانب التكنولوجية وإعادة التقييم الواضحة للإمكانيات التي يمكن أن ترفع من قدرات أوكرانيا. وأضاف أن الدبابات الأمريكية والألمانية تحترق مثل غيرها بالرغم من كونها باهظة الثمن، وهو ما سيقع في نهاية المطاف على عاتق دافعي الضرائب الأوروبيين، لافتا إلى اعتقاده بأن هذا الاتفاق قد لا يتم قبل عام.
