قال مدحت قلادة، رئيس اتحاد المنظمات القبطية الأوروبية: إن تقرير الخارجية الأمريكية للحريات الدينية لم يأت بجديد، ولكنه كان مقصرًا في رصده لانتهاكات حقوق المسيحيين بشكل خاص، والأقليات الدينية في مصر بشكل عام. وأضاف أن التقرير أهمل إدانة جماعة الإخوان المسلمين وسياسات الدكتور محمد مرسي؛ باعتباره يمنح الضوء الأخضر للجماعة والتيارات السلفية لاضطهاد الأقباط، ومنع عقاب الجناة في جرائم العنف الطائفي. وأوضح قلادة ل“,”البوابة نيوز“,” أن التقرير تجاهل اتهام جماعة الإخوان بالتفرقة بين فئات المجتمع، ولم يُدن التحريض الذي قام به كل من خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان، وكذلك محمد البلتاجي، القيادى بالجماعة، اللذين اتهما الأقباط بأنهم وراء المظاهرات ضد مرسي في نوفمبر الماضي، وتجاهل السبب الرئيسي في هذه المظاهرات، التي خرجت من كل فئات المجتمع اعتراضًا على الإعلان الدستوري الاستبدادي الذي أصدره مرسي. وشدد قلادة على أن اتهام التقرير لقيادات إخوانية ب“,”الحض على العنف“,” ضد المسيحيين؛ محاولة ضغط من الإدارة الأمريكية على نظام مرسي؛ من أجل مزيد من التنازلات لتحقيق مصالح الولاياتالمتحدة وإسرائيل، أكثر من أنها محاولة لتصحيح وضع الأقليات الدينية في مصر. وأوضح أن التقرير تجاهل تحويل سيناء لدولة صومالية بها عناصر جهادية تهدد أمن المجتمع، كما أنه استخدم كلمات رقيقة للتعبير عن الانتهاكات، ولم يضع الكلمات الحقوقية الواضحة التي تعبر بحق عن هذه الانتهاكات، واستخدم كلمات ناعمة في وصف الواقع السيء، كما أغفل التقرير انفراد مجلس الشورى الإخوانى بإصدار العديد من القوانين المقيدة للحريات، ولم يعبر التقرير بحق عن حجم الانتهاكات التي تعرضت لها الأقليات الدينية في مصر، وخاصة المسيحيين والبهائيين والشيعة. وانتقد قلادة رصد التقرير لزيارة الدكتور مرسي إلى رفح، على خلفية اقتحام كنيسة رفح وتهجير أسر قبطية، مؤكدًا بقوله: “,”ماذا أفادت زيارة مرسي لرفح؟“,”. ونوه إلى أن مرسي، منذ توليه الحكم، لم يقم بدور إيجابي لدعم الحريات في المجتمع، والأمر لا يتعلق بالحريات الدينية فحسب، بل إنه فرض مزيدًا من القيود على الصحافة والقضاء والمجتمع المدني ككل.