قال البابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أن زيارته إلى الفاتيكان كانت ترتيب من الله، حيث كانت النية أن تكون الزيارة الأولى خارج مصر إلى النمسا، وتم تحديد هذا الأمر في شهر ديسمبر الماضي، وبعد اختيار بابا روما الجديد كانت هناك نية لحضور حفل التنصيب، ولكن الوقت كان ضيقا جدا والظروف بالنسبة لي لم تكن مواتية، فتم تأجيل الزيارة. وأوضح البابا بقوله“,”وفي بداية شهر أبريل الماضي جاءت في ذهني فكرت أن تكون الزيارة يوم 10 مايو (احتفالا بزيارة قداسة البابا شنودة الثالث الأولى لروما في 10 مايو 1973)، ولكني اكتشفت أن الوقت المتبقي هو قليل جدا، لا يتخطى الخمس أسابيع، فانتهزت فرصة زيارة سفير الفاتيكان لي بالقاهرة وطرحت عليه الفكرة، وقلت له أن يحاول، فرتب الرب أن يوافق الفاتيكان وأن يرحب البابا فرنسيس بالزيارة بمحبة كبيرة. وهنا أريد أن الآن أقول بالتعبير المصري أني لا اصدق نفسي “,”أن الزيارة قد تمت بهذه الطريقة الرائعة برغم ضيق وقت تحضيرها“,”. وقال قداسته في تصريحات صحفية بروما قبل عودته للقاهرة: بابا روما هو من الأشخاص القلائل في العالم الذين عندما تقابله تشعر بأنك تنال منه بركة، و فرحة، و قوة. فكل حديثه هو حديث روحي، فحتى الأطفال ينجذبون لمثل هؤلاء الأشخاص ، وقد قال قداسته عندما تكلمنا عن أثناء الغداء الذي جمعنا عن قداسة البابا كيرلس وانجذاب الجميع لشخصه، إن الروح القدوس هو الذي يحرك القلوب الطاهرة، كقلوب الأطفال، نحو هؤلاء الأشخاص الفردين . وأشار قداسته بقوله: الزيارة لها عدد من الأهداف منها تهنئة البابا على تجليسه على كرسي القديس بطرس، وكذلك الرد على التهنئة التي أرسلها لي بابا روما السابق بمناسبة تجليسي على كرسي القديس مرقس الإنجيلي والذي كان قد أرسل وفدا رفيع المستوى لحضور حفل التجليس بقيادة الكاردينال كورت كوخ رئيس المجلس الحبري لوحدة المسيحيين، ثم بعد أيام قليلة زيارة الكاردينال ساندري عميد مجمع الكنائس الشرقية، أي أن الهدف الأول كان تأكيد المحبة المتبادلة . والهدف الثاني هو مزيد من الانفتاح بين الكنيستين، فأنا أقول دائما أن الوحدة المسيحية هي كعلامة الصليب : تبدأ بالمحبة في الأساس، ثم تستمر بالحوار والدراسة، وتكتمل بالصلاة. إن هذا هو الصليب الذي يجمعنا: محبة، حوار ودراسة، وصلاة . ونوه قداسته بقوله“,” أحمل لهم من هذه الزيارة المحبة الكبيرة الموجودة هنا في روما تجاه كنيستنا القبطية الأرثوذكسية، فكنيستنا محبوبة من الجميع، وهذا أمر يدعونا للفرح، فكم يُنظر إليها نظرة اعتبار وتقدير من أجل تاريخها وقيمتها وجذورها العريقة جدا وأصالتها. ففي الحقيقة قد شعرت بكثير من الفرح وأنا أرى الكرادلة والأساقفة والكهنة والرهبان وهم يحضرون معنا الليتورجيا القبطية مظهرين تقديرا وتبجيلا. أن أعرف أن نقاط الاتفاق كثيرة جدا جدا وأنا شخصيا سأميل في الفترة القادمة إلى توسيع معرفتنا المتبادلة بعضنا لبعض أكثر وأكثر. وليعطنا الروح القدس “اتساع القلب واتساع الفكر” لأن العقول الضيقة والقلوب الضيقة توقف المراكب السائرة، كما نقول في مصر . وعن السعى للاحتفال كل عام في 10 مايو بعيد المحبة قال قداسته“,” بين الزيارة الأولى للبابا شنودة والزيارة الثانية للبابا يوحنا بولس الثاني 27 سنة، وبين الزيارة الثانية للبابا يوحنا بولس الثاني وزيارتي 13 سنة وهذا يؤكد أن المسافات تقترب دائما. ومن ناحية أخرى، طول الفترة يجعلنا ننسى ولهذا اقترحت أن نسمى يوم 10 مايو يوما للمحبة الأخوية ونحاول أن نمارسه في كنائسنا وأن نتبادل فيه الرسائل بين بابا روما وبابا الإسكندرية تأكيدا على هذه المحبة وهذا التواصل وهذا التقارب والإنفتاح على الآخر، لنتبادل فيه محبتنا ومشاركتنا في كل شيء .