ذكرت وكالة أنباء البحرين أن مجلس الوزراء أدرج ثلاث جماعات مناهضة للحكومة على قوائم الجماعات الإرهابية اليوم الثلاثاء غداة تفجير أودى بحياة اثنين من الشرطة المحلية وضابط من دولة الإمارات العربية المتحدة. وأثار الهجوم المخاوف من اندلاع المزيد من العنف في المملكة التي يحكمها "سُنّة"، حيث تنظم جماعات المعارضة بقيادة الأغلبية الشيعية احتجاجات منذ ثلاثة أعوام للمطالبة بإصلاحات سياسية وإنهاء ما تعتبره تمييزًا ضدهم. وقالت الوكالة إن مجلس الوزراء قرر في اجتماعه الاستثنائي الذي عقد في المنامة "إدراج ما يسمى بائتلاف 14 فبراير وسرايا الأشتر وسرايا المقاومة وأي جماعات أخرى مرتبطة بها ومن يتحالف معها ضمن قوائم الجماعات الإرهابية". ويحظر القرار فعليًا هذه الجماعات ويجعل أعضاءها عرضة للسجن. وكانت البحرين أدرجت العام الماضي جماعة حزب الله اللبنانية الشيعية في قائمة الجماعات الإرهابية. وقالت وكالة أنباء البحرين إن الشرطة ألقت القبض على 25 من المشتبه بهم في التفجير الذي وقع يوم الاثنين في قرية الدية غربي العاصمة المنامة، ولم تذكر ما إذا كانوا أعضاء في الجماعات التي صنفت على أنها إرهابية. وأدان وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة في كلمة وجهها عبر التليفزيون الرسمي الهجوم وحمل إيران مسئولية عدم الاستقرار في مملكة البحرين. وقال "إن ما يحدث في الداخل له ارتباطات خارجية حسب الإفادات والأدلة المادية المتوفرة لدينا وقد سبق أن أعلنا عن ذلك وأشرنا إلى أن التدريبات في الخارج حسب الاعترافات المدونة تمت في معسكرات الحرس الثوري الإيراني وما صاحب ذلك من بيانات رسمية ومساندة تحريضية". وتنفي إيران صلتها بالمعارضة البحرينية لكنها تناصر قضيتهم. وكان أفراد الشرطة الثلاثة قتلوا في تفجير عن بعد لقنبلة خلال احتجاج بينما كان يسير مئات البحرينيين في جنازة شاب شيعي (23 عامًا) توفي أثناء وجوده قيد الاعتقال الأسبوع الماضي. وأعلنت جماعة سرايا الأشتر الغامضة مسئوليتها عن الهجوم في رسالة نشرتها على مواقع للتواصل الاجتماعي على الإنترنت لم يتسن على الفور التحقق من صحتها. وسرايا المقاومة غير معروفة أيضا لكن حركة 14 فبراير تنظم احتجاجات مناهضة للحكومة منذ أن سحقت قوات الأمن بمساعدة من السعودية والإمارات مظاهرات حاشدة في فبراير ومارس 2011. وقتل شرطي بحريني الشهر الماضي جراء انفجار خلال احتجاج في الذكرى الثالثة لاحتجاجات البحرين. وقال جوستين جنجلر الباحث في شئون البحرين في جامعة قطر: "من الواضح أن الحكومة لم تنجح في الأعوام الثلاثة الماضية في إنهاء الأنشطة العنيفة التي مازال يشارك فيها على الأقل جزء من المعارضة. حاولت (الحكومة) أن تفعل كل ما في وسعها لكنها لم تنجح". ويلقي مقتل أفراد الشرطة بظلال من الشك على محاولات إحياء محادثات الوفاق الوطني بين الحكومة والمعارضة. ونددت جماعات المعارضة الرئيسية ومنها جمعية الوفاق الشيعية بالتفجير وطالبت أتباعها بضمان سلمية احتجاجاتهم. لكن منظمة "مواطنون من أجل البحرين" التي ينظر إليها على نطاق واسع على إنها موالية للحكومة قالت إن الإدانة ليست كافية. وأضافت في رسالة عبر البريد الإلكتروني يوم الثلاثاء "إنه لأمر جيد أن تخرج المعارضة البحرينية وتندد بقتل أفراد الشرطة الثلاثة ولكن عليها أن تدرك أنها هي التي وضعت بذور الإرهابيين الذين ارتكبوا هذه الاعمال." وشيعت الامارات العربية المتحدة يوم الثلاثاء جثمان ضابطها الذي كان يعمل إلى جانب قوة أمن البحرين. والإماراتوالبحرين عضوان في مجلس التعاون الخليجي وهو تحالف سياسي وعسكري يضم ايضا السعودية وقطر وعمان والكويت. واشتكت الأغلبية الشيعية في البحرين على مدى زمن طويل من التمييز ضدهم في مجالات مثل الوظائف والخدمات العامة وتنفي الحكومة التي يقودها سنة ذلك. وتقاوم أسرة ال خليفة التي تحكم البلاد منذ قرنين مطالب يقودها الشيعة بحكومة منتخبة وليس حكومة يختارها الملك. وكثيرا ما يتعرض سجل البحرين في مجال حقوق الانسان لانتقادات في الداخل والخارج. وتقول الحكومة البحرينية انها اتخذت خطوات للتصدي لانتهاكات قوات الأمن من خلال إقالة المسؤولين عن ذلك ووضع كاميرات مراقبة في مراكز الشرطة.