على بعد أمتار قليلة من شارع مصطفى باشا بمدينة الفيوم، لا بد يلفت نظرك محله الصغير المزين بالفوانيس الملونة المصنوعة من الصفيح، والخيمية أيضا والتى تثير البهجة في كل مكان، "البوابة" تلتقي عم مصطفى، الذى توارث صناعة الفوانيس عن والده وجده محمود حنفي منذ عام 1952 للتعرف عن صناعة الفوانيس اليدوية بالتزامن مع حلول شهر رمضان الكريم. "شغال في الفانوس الصفيح والخيمية من زمن الزمان بكل تفاصيلها ومفيش حاجة تعبر عن أجواء رمضان إلا الفانوس القديم.. المستورد إللي بيغني ما الا شكل على الفاضى ومفهوش روح رمضان"، بهذه الكلمات يمكن أن تختصر رؤية عم مصطفى حنفي أقدم صانع للفوانيس اليدوية بالفيوم. ويروى "حنفي" قصته مع صناعة الفوانيس، ويقول:توارثتها عن والدي وجدي منذ أكتر من 70 سنة وعمرى ما هبطلها لأنها هواية عندى مش مجرد أكل عيش"، مؤكدا: الفوانيس الصفيح والخيامية ليها زبونها حتى يومنا هذا لانها بتعبر بشكل حقيقى عن روح شهر رمضان الكريم بعكس الفوانيس المستوردة المصنوعة من البلاستيك التى تعتبر شكل بلا روح وبنلهي فيها اطفالنا. وأوضح أقدم صناع الفوانيس اليدوية، "مش أي حد يقدر يصنع الفوانيس الصفيح لأنها بتحتاج إلى مهارة، مهما حدث تطورات في صناعة الفوانيس الصفيح، مضيفا: بصنع بنفسي "شاسيهات" صفيح جاهزة وأقوم بلحامها بمادة القصدير وتركيب الزجاج الملون بداخلها، لافتا "كان زمان مافيش غير الفانوس الشمع بأشكاله المربعة بجميع الأحجام كان عليه الطلب أكثر من الآن لانتشار الفانوس البلاستيك الا أنه عليه الطلب فهو الأساس لأن الفيومية تربوا عليه ومتعارفين عليه"، كذالك صناعة الخيامية المنزلي يدويا واعرض 10 متر خيامية يدوي 17 جنيها. ولفت "صانع الفوانيس" الآن الفانوس الخيامية اليدوي المنافس الوحيد للفانوس الصفيح وهو " عبارة عن هيكل خشبي وسلك أيضا وأقوم بصناعته وطيه وتشكيله بالالات خاصة لدي بكل اشكاله وتزيينة بقماش الخيامية المعروف منذ عشرات السنين بكل منزل مصري بجميع أحجامه وأقوم بصناعته منذ 10 سنوات وأسعاره كانت اغلي من دلوقتي وحاليا انخفض سعرها ويبدأ من 30 جنيها حتى 120 جنيها، وهذا العام لا يوجد إقبال على جميع انواع الفوانيس، ولكن لا زال الفانوس الصفيح يطلب كتحفه من الطراز الفاطمي القديم. وقال حفيد محمود حنفي، أقدم صانع فوانيس بنهاية شارع مصطفى كامل وبداية شارع دحدورة هدى، إن من مميزات الفوانيس اليدوية إعادة تدويرها وصيانتها مرة أخري وعرضها فيما بعد بالأعوام المقبلة، مهما كان قدمها بعكس الفوانيس البلاستيك التى يتم التخلص منها عقب إستهلاكها للبطارية وخروج منتج حديث عليها يغطي على القديم، مضيفا أن الفوانيس الصفيح تجد رواجا كبيرا، وأصبحت تباع في الأسواق كتحف فنية وقطع ديكور وذلك لانها تعبر عن الهوية المصرية الأصيلة وطابع البساطه والريف الفيومي خاصة.