توشك عدد من المهن على الانقراض، خاصة مع تطور العصر واقتحام التكنولوجيا لجميع مجالات الحياة، ومن هذه المهن مهنة "مكوجى الرجل"، والتى لا يستطيع ممارستها إلا أصحاب الجسم والبنية القوية. ويعتمد مكوجى الرجل على تسخين المكواة، وتمريرها على الملابس مع الإمساك بذراعها الطويلة التى تأخذ شكل منحنى، والتحكم بقدمه في الآلة الثقيلة، وكان يستعين بقوة الدفع من رجله مع ذراعه. في محل صغير متهالك بمنطقة كفر النجار بحى الأربعين في السويس، يتمسك منير عزمى، والشهير ب"الأسطى ميمي"، والذى يبلغ من العمر 63 عاما، بحرفته القديمة التى نشأ وتربى عليها ومازال يعمل بها حتى الآن بالرغم من قلة الزبائن. "شافنى بتفرج عليه هو بيكوي وقالي عايز تبقى أسطى"، بهذه الجملة بدأ "الأسطى ميمى" تعلم مهنة مكوجى الرجل، ويقول وقت الهجرة مع أهلي إلى محافظة الشرقية كانت أتابع أحد المكوجية فلاحظ ذلك وسألنى هل لديه رغبة في تعليم المهنة، وكان الجواب: " ياريت طبعا".. ويتابع: "مكوجى الشرقية شافنى بتعلم الشغل بسرعة وقالي انت هتبقى صناعي كويس" ويكمل "الأسطى ميمي": "بعد ما رجعت مع أهلي من محافظة الشرقية، أول حاجة قررت أعملها هى أنى أفتح محل لوحدى في منطقة كفر النجار وكان عمري وقتها 25 عاما". ويشير إلى أن المواطنين من 20 عاما كان يفضلون المكواة الرجل وكان يعانى من ضغط الشغل وخاصة في الاعياد والمناسبات، ولكن الامر اختلف تماما في الوقت الحالى. ويضيف: "اتزوجت وخلفت عيالى الأربعة وأنا شغال في المهنة دي، وهى اللي كانت سبب في فتح بيتى وتربية أبنائى الأربعة حتى أصبح لديهم أولاد". وعن سبب اختفاء المكوة الرجل، قال: "أكيد بسب ظهور المكواة البخار التى يستطيع أى شخص العمل بها، عكس مكواة الرجل التى يصل وزنها إلى 30 كيلوجراما وتحتاج لصنايعى قوي، فقليل من يستطيع العمل بها، عكس البخار التي يمتهنها الكثير من الشباب لأنها لا تحتاج لخبرة". وأوضح أنه يعلم أن المهنة بدأت تتراجع وتندثر هذه الأيام في مصر وخصوصا في السويس، ويكمل: "كنت بكوى الحتة ب 7 قروش، ودلوقتى مش بدقق مع الزبائن، وفي الوقت الحالى أراعي الحالة المعيشية للناس وبعامل كل مواطن حسب ظروفه المادية ".