سادت حالة من الجدل حول مبادرة الشيخ صُباح الأحمد، أمير الكويت، الساعية لحل الأزمة بين مصر وقطر، بعد أن تفاقمت وزادت حدتُها في الفترة الأخيرة. توقع عدد من المختصين بالشأن العربي، أن مبادرة أمير الكويت ستبوء بالفشل، نظرا لأن قطر ليس لديها النية الحقيقية للمصالحة مع مصر، ذلك في إشارة إلى الضغوط الأمريكية التي تُمارس على قطر والتي من شانها عرقلة إي مساعي للصلح بين البلدين. فيما اعتبر عدد آخر من المهتمين بالعلاقات العربية، مجرد وساطة الكويت للصلح بين مصر وقطر، دعوة للتفائل باحتمالية نجاح المبادرة، حيث أثبت التاريخ أن أي وساطة عربية بين دول عربية أخرى متنازعة دائما ما تحقق الآمال وتقضي على الخلافات. جاء ذلك وسط مناشدات من المختصين، للسلطات المصرية المسئولة بالاهتمام بتلك المبادرة العربية الخالصة، دعما للاستقرار في مصر، من منطلق أنها ستؤدي إلى انهيار الحصن الأخير والداعم للجماعة الإرهابية بكل السُبل، سواء كانت دولية أو إعلامية أو تمويلية. ترحيب مصري زعم الدكتور أيمن سلامة، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن هذه مبادرة أمير الكويت صُباح الأحمد، ستلقى ترحيبا من قبل الجانب المصري، مؤكدا أن مصر ترحب بأي وساطة عربية من شأنها حل الأزمة، خصوصا في مثل تلك الأوقات العصيبة. وقال سلامة "سبق في منتصف التسعينات، أن قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بنزع فتيل الأزمة الكبيرة بين مصر وقطر، حين وصل حد الاحتقان السياسي بين الدولتين إلى درجة التلاسن بين عمرو موسى، وزير الخارجية المصري وقتها ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، ونجحت فعلا هذه الوساطة بعد أن كانت قطر قد قامت بإجلاء العديد من الرعايا المصريين، ومن ثم ازهم نجاح مباردة الكويت". وأضاف عضو المجلس المصري للشئون الخارجية: "مصر ترحب بأي مبادرة سواء كانت عربية أو غير عربية، لكن الأفضل في مثل هذه الظروف أن تأتي الوساطة عربية، سواء من أي دولة عربية أو من جامعة الدول العربية متمثلة في أمينها العام"، لافتا إلى أنه من المؤكد أن تطلب مصر عبر الوسيط الكويتي بأن تلتزم قطر بالامتناع عن أي أعمال أو تصريحات من شأنها أن تهدد الأمن القومي المصري والمصالح المصرية". تهدئة الأوضاع وطالب الدكتور محمد السعيد إدريس، المفكر السياسي، ورئيس لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب سابقا، السلطات المصرية، بأخد مبادرة امير الكويت بمأخذ الجد، حيث أن تلك المبادرة ونجاحها سيؤثر بشكل كبير على تهدئة الوضع الأمني المصري. قال إدريس في تصريح خاص ل "البوابة": "يجب ألا نغلق الأبواب امام تلك المبادرة الكويتية، والتي من شأنها أن التأثير على قطر لحل الأزمة، وبهذا تكون مصر قد قامت بتفكيك جبهة التحالف الإخواني، بنزع الدعم والحماية القطرية الكبيرين للإخوان". وأضاف المتخصص بالشأن العربي: "قطر توفر حماية لأكبر قادة التنظيم الإخواني على رأسهم يوسف القرضاوي، ومرشد الجماعة المصري الجديد، كما توفر مصدر إعلامي هائل باللغتين العربية والأجنبية وهو مجموعة قنوات الجزيرة، وإذا استطاعت مصر حجب كل تلك الدعم عن الجماعة المحظورة سيزبُل أداؤها، وسيخف الضغط على مصر"، مشيرا إلى أن هناك أشقاء قطرين يريدون تغيير سمعة بلدهم بعدما تعرضت له من اهانات نتيجة مواقفهم تجاه مصر. واختتم مقدما الشكر إلى الأمير القطري بقوله: "نحترم هذا الجهد الأخوي المشكور ونتمنى له التوفيق، لكن مطالب مصر ستكون واحدة ومحددة وهى أن لا تكن قطر - سيفً - على مصر". فشل متوقع فيما أكد الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية، أن أي مبادرة للصلح بين دولتي مصر وقطر، ستبوء بالفشل مهما كان الطرف المتبني لتلك المبادرة. وعلل زهران تأكيداته بأن مبادرة الصلح التي اطلقها صُباح الأحمد، أمير قطر، لحل الأزمة المصرية القطرية ستفشل، بأن العلاقات القطريةالأمريكية وما تواجهه قطر من ضغط أمريكي كبير جدا، من شأنه عرقلة أي مساع للصلح بين البلدين. وقال استاذ العلوم السياسية: "قطر دويلة أمريكية، الضغط الأمريكي عالي عليها، لذا سترفض أي مبادرة للصلح مع مصر حتى لو كانت مساعي الصلح كويتية". وأعلن زهران عن رفضه للصلح مع قطر، قائلا: "قطر محمية أمريكية، نرفض المصالحة معها، أنا ومن أمثلهم من قطاعات سياسية وشعبية، غير موافقين على المصالحة، لأن قطر أعلنت عن نيتها العدائية تجاه مصر، ورفضت تسليم القيادات الإخوانية الإرهابية الموجودة بها للسلطات المصرية".واختتم بعبارة: "قطر دويلة ليس لها أي فائدة". فرصة ضغيفة ومن جانبه، قال السفير سعيد كمال، الأمين العام المساعد بجامعة الدول العربية سابقا، والمتخصص بشئون العلاقات العربية، أن نسب نجاح المبادرة ستكون ضئيلة. وأكد أنه إذا كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية لديها النية لعقد مصالحة بين مصر وقطر، لنجحت تلك المبادرة، لكن ومن النظر إلى الساحة السياسية والعلاقات المصرية القطريةالأمريكية، نجد أن الوضع غير مستقر وقطر لم ولن تنوي فعليا المصالحة مع مصر. ورجح المتخصص في الشئون العربية، عدم امتلاك قطر نية حقيقة للتصالح مع مصر، وأن تُقابل تلك المبادرة الكويتية بالرفض من قبل الجانب القطري. وتابع الأمين العام المساعد بالجامعة العربية سابقا: "أمريكا لها التأثير الأكبر على قطر، لذا أنا لا اعتقد أن هناك نية حقيقية من قبل قطر تجاه تلك المبادرة".