أثار فوز الشاعرة الأمريكية لويز جليك بجائزة نوبل لعام 2020 الجدل مرة أخرى حول حركة الترجمة في العالم العربي، ولاسيما ترجمة الشعر، إذ بحث قراء العربية عن الشاعرة وما ترجم إليها، فلم يجدوا سوى ديوان وحيد بعنوان "عجلة مشتعلة تمر فوقنا" صدر عن منشورات المتوسط، ونقله للعربية الكاتب والمترجم الفلسطيني سامر أبو هواش.. ومع سيطرة الكتاب المترجم على المعارض العربية خلال السنوات الماضية، كانت الرواية هي النوع الأدبي هي الأكثر انتشارا على حساب الألوان الأدبية الأخرى، فلماذا يخشى الناشرون والمترجمون ترجمة الشعر؟ الشاعر إسلام نوار يقول في تصريحات للبوابة نيوز اليوم الاثنين:" لا تبدو الأمر كما يشاع عن أزمة خاصة للشعر وحده، إنما هي أزمة ثقافة عامة وأزمة مجتمع وتعليم. ويشير "نوار" إلى تأخر الذائقة العربية عن حركة الأدب العالمي،فلا توجد حركة ترجمة نشطة رغم انفتاح وسائل الاتصالات العالمية بالإضافة إلى غياب مساهمات نقدية أو فلسفية البارزة. ويضيف نوار:" في العشر سنوات الأخيرة فاز ثلاثة شعراء بجائزة نوبل الآداب، وهم توماس ترانسترمور الذي يمكن أن تجمع أعماله الشعرية فيما يوازي حجم رواية كبيرة الحجم، وبوب ديلان الذي هو شاعر غنائي وليس شاعرا بالطريقة المعتادة، ولويز جليك الشاعرة الأمريكية، وقد فازا الاثنان بنوبل في فترة يوجد بأمريكا شعراء تاريخيون كتشارلز سيميك وروبرت بلاي وجون أشبري على سبيل المثال وليس الحصر، بالإضافة أيضا إلى فوز هاندكه العام الماضي الذي هو روائي وشاعر، ما يعني أن الشعر لايبدو بعيدا عن الجوائز عالميا، ولا تبدو جوائزه شحيحة العدد والقيمة كما هو الحال في مصر، التي يستبعد الشعر كفرع من فروع كثير من الجوائز فيها. وعن قوائم النشر والأكثر مبيعًا يقول "نوار:"لا تخلو قوائم الأفضل مبيعا من الشعر أيضا، فمثلا روبرت بلاي سابق الذكر هنا ظل على رأس قائمة النيويورك تايمز للأكثر مبيعا لمدة 62 أسبوعا، والأمثلة لا تنتهى في أوروبا أيضا حتى أن بعض الترجمات للشعراء العرب وصلت لقوائم الأكثر مبيعا هناك، في الوقت الذي يخجل الناشرون العرب من مجرد وضع كتب الشعر على أرفف المكتبات وأجنحة معارض الكتب".