على مقربة من ميدان التحرير في عاصمة المحروسة، يقف تمثال مجسم للثوري اللاتيني سيمون بوليفار شامخا، بضاحية جاردن سيتي في وسط القاهرة، التي كانت قبلة حركات التحرر منتصف القرن العشرين، وكان لبوليفار نفس النهج ضد الاستعمار والاحتلال، حيث حمل شعلة النور التي أضاءت ظلام دول أمريكا اللاتينية، ليحررها من نير الاستعمار. واعترافًا وتكريمًا لإنجازات بوليفار الثورية، وضع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، تمثال سيمون بوليفار في أحد أهم ميادين مصر، بضاحية جاردن سيتي المتاخمة لميدان التحرير، وحرص الرئيس الفنزويلي الراحل هوجو شافيز على ترميم تمثال سيمون بوليفار، الموجود بوسط القاهرة، وإعادة افتتاحه في عام 2010. وصنع ذلك التمثال في عقد الستينيات من القرن الماضي، إبان حكم الزعيم عبدالناصر، الذي تتشابه أفكاره الثورية إلى حد كبير مع بوليفار، ويزن التمثال 500 كيلوجرام من البرونز، ويبلغ طوله 2.3 متر، وقد صنع هذا التمثال في فنزويلا، قبل النحات الفنزويلي كارملو تباكو، وقاعدة التمثال قام بصنعها مانويل بلانكو. ويتم الاحتفال سنويًا في النصف الثاني من يوليو بذكري مولد «بوليفار» حيث ولد في الرابع والعشرين من يوليو من عام 1783 في العاصمة الفنزويلية كاراكاس، وتمكن من قيادة ثورة كبرى ضد الاستعمار الإسباني، وكان لها دور بارز في طرده من كولومبياوفنزويلا والإكوادور وبيرو وبوليفيا وبنما، لينال لقب جورج واشنطنأمريكا اللاتينية، وسميت دولة بوليفيا على اسمه. جاءت تلك المواقف الثورية، لسيمون بوليفار مدفوعة برغبة للوصول إلى مكانة نابليون بونابرت، وحينما عاد لفنزويلا في 1807 اشترك في جمعيات تناهض الاحتلال الإسبانى، وهو الطريق الذي بدأه في أبريل من عام 1810 بعد الإطاحة بالحاكم الإسباني فنسينت دى إمبران. وفي عام 1811 دخل كاركاس منتصرا، بعدما انخرط في الجيش وواجه الاحتلال الإسباني، واستولى على الحكم لكنه كان حكمًا ديكتاتوريًا، فاندلعت حرب أهلية وأعادت إسبانيا احتلال كاراكاس وغادر بوليفار فنزويلا إلى كارتاجينا وواصل ثورته واستسلمت القوات الملكية وتم إعلان جمهورية كولومبيا الكبرى وانتخابه رئيسًا لدولة فيدرالية ضمت فنزويلاوغرناطة الجديدة. وفي عشرينيات القرن التاسع عشر، تمكن بوليفار من تحرير كاركاس والإكوادر، وفي عام 1827 دب خلاف بين غرناطة الجديدة وفنزويلا التي انفصلت عن كولومبيا في 1829 فأصيب بوليفار باليأس ليرحل إلى إسبانيا وتوفى في السابع عشر من ديسمبر من عام 1830.