قالت صحيفة "الوطن" الإماراتية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينتهج سياسة موروثة منذ اغتصاب فلسطين عام 1948 وهي العمل الاستباقي بكل الوسائل الإعلامية والعسكرية والتجسسية والاقتصادية بدعوى حماية إسرائيل. وتحت عنوان "المقاطعة تهز إسرائيل" أشارت إلى أن الهجرات اليهودية إلى فلسطين كانت واحدة من الخطط التي تسبق الاغتصاب وتبعتها سياسة العدوان وشن حروب استباقية تجد ذرائع تقنع بها الغرب في أن اليهود "شعب مهدد بالفناء" على يد الدول والأنظمة المختلفة فلابد من مثل هذه العمليات التي تسجل تحت عنوان الأمن الإسرائيلي. أضافت أنه مع مرور السنين طورت الأجهزة الإسرائيلية تلك السياسات لتعم كل النشاطات والخطط والتدابير والإجراءات حتى بلغت اغتيال الشباب وطرد الفلسطينيين من أرضهم واعتقال النشطاء وتدمير الدول المجاورة وشن عمليات عسكرية على مشروعات نووية أو السعي لتدمير مفاعلات نووية لدى دول في المنطقة ثم الضغط على الأممالمتحدة والولايات المتحدة لتفكيك الأسلحة الكيميائية لدى سوريا وقبلها ليبيا والعراق في حين تملك إسرائيل نحو 200 رأس نووية. وقالت إن الحكومة الإسرائيلية تسعى الآن لامتلاك تكنولوجيا متطورة تمكنها من التغلب على المقاطعة التجارية والاقتصادية التي فرضتها بعض الدول الغربية على الشركات التي تعمل في المستوطنات الإسرائيلية القائمة في الضفة الغربية حيث اتهم نتنياهو الدول والشركات المقاطعة بأنهم معادون تقليديون للسامية في شكل جديد. وأوضحت أن هذه حرب استباقية لوقف أي تطور للمقاطعة التي بدأت كلما اكتشف العالم "الوجه الفاشي" للكيان الصهيوني الذي يغتصب كل الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية تحت مشروعات الاستيطان وإغراق الضفة بالمهاجرين اليهود من كل دول العالم وسياسيات التهجير للفلسطينيين ورفض مبدأ عودة اللاجئين والدعوة إلى الاعتراف ب"الدولة اليهودية" . وأكدت "الوطن" في ختام افتتاحيتها أن العالم اكتشف مؤخرا الوجه الحقيقي للصهيونية التي تتجسد في المشروعات الاستيطانية وكيف يوازن بين المبادئ والعلاقات التجارية وكيف يستخدم هذه العلاقات في الضغط على إسرائيل للتوقف عن مزيد من المستوطنات ومزيد من إهراق الفرص وتضييعها إلى ما لا نهاية.