رئيس جامعة المنصورة يهنئ الأقباط بعيد القيامة (صور)    بين القبيلة والدولة الوطنية    بالصور.. صقر والدح يقدمان التهنئة لأقباط السويس    كنائس الإسكندرية تستقبل المهنئين بعيد القيامة المجيد    حزب المؤتمر يهنئ البابا تواضروس بعيد القيامة: نقدر جهودكم في ترسيخ قيم التسامح    محافظ بني سويف لراعي كنيسة الفشن الإنجيلية: مصر ملاذ آمن لجيرانها    برلماني: تقرير فيتش شهادة نجاح للمسار الاقتصادي وطمأنة لأصحاب الأعمال    القاهرة: 37 مركزا تكنولوجيا مجهزا لاستقبال طلبات التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    1.5 تريليون جنيه لدعم التعليم والصحة في الموازنة المالية للعام المقبل    "خطة النواب": مصر استعادت ثقة مؤسسات التقييم الأجنبية بعد التحركات الأخيرة لدعم الاقتصاد    «سلامة الغذاء»: تصدير نحو 280 ألف طن من المنتجات الزراعية.. والبطاطس في الصدارة    وزير الإسكان: قطاع التخطيط يُعد حجر الزاوية لإقامة المشروعات وتحديد برامج التنمية بالمدن الجديدة    التنمية المحلية: استرداد 707 آلاف متر مربع ضمن موجة إزالة التعديات بالمحافظات    حماس: نحرص على التوصل إلى اتفاق شامل ينهي العدوان الإسرائيلي    إعلام عبري: حالة الجندي الإسرائيلي المصاب في طولكرم خطرة للغاية    نتنياهو: إسرائيل لن توافق على مطالب حماس وسنواصل الحرب    روسيا تسيطر على بلدة أوتشيريتينو في دونيتسك بأوكرانيا    الدفاع المدني الفلسطيني: 68 شهيدا و200 مصاب من طواقمنا منذ بدء العدوان    الزلزولي يكشف كواليس محاولته إقناع نجم برشلونة بتمثيل منتخب المغرب    جوارديولا: هالاند صاحب أهداف استثنائية.. وسعيد بمستواه    تقرير إيطالي: شرطان مثيران للاهتمام في تعاقد ديبالا مع روما    ميسي وسواريز يكتبان التاريخ مع إنتر ميامي بفوز كاسح    وزير الرياضة يتفقد منتدى شباب الطور    اتحاد الكرة يلجأ لفيفا لحسم أزمة الشيبي والشحات .. اعرف التفاصيل    بسبب «غية حمام».. السيطرة على حريق شقة سكنية وسطح عقار بقليوب| صور    في إجازة شم النسيم.. مصرع شاب غرقا أثناء استحمامه في ترعة بالغربية    أمن جنوب سيناء ينظم حملة للتبرع بالدم    التعليم: نتائج امتحانات صفوف النقل والاعدادية مسؤلية المدارس والمديريات    رفع حالة الطوارئ بمستشفيات بنها الجامعية لاستقبال عيد القيامة المجيد وشم النسيم    ماري منيب تلون البيض وحسن فايق يأكله|شاهد احتفال نجوم زمن الفن الجميل بشم النسيم    خلال 4 أيام عرض.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر    توقعات الأبراج اليومية، الإثنين 6-5-2024 أبراج الحمل والثور والجوزاء    أنغام تُحيي حفلاً غنائيًا في دبي اليوم الأحد    بعد انفصال شقيقه عن هنا الزاهد.. كريم فهمي: «أنا وزوجتي مش السبب»    بالتزامن مع ذكرى وفاته.. محطات في حياة الطبلاوي    جناح مصر بمعرض أبو ظبي يناقش مصير الصحافة في ظل تحديات العالم الرقمي    حفل رامى صبرى ومسلم ضمن احتفالات شم النسيم وأعياد الربيع غدا    الإفتاء: كثرة الحلف في البيع والشراء منهي عنها شرعًا    معلومات الوزراء: أكثر من مليون مواطن تلقوا خدمات طبية ببرنامج الرعاية الصحية لكبار السن    رئيس هيئة الرعاية الصحية يبحث تعزيز التعاون مع ممثل «يونيسف في مصر» لتدريب الكوادر    "الرعاية الصحية" بأسوان تنظم يوما رياضيا للتوعية بقصور عضلة القلب    جامعة بنها تنظم قافلة طبية بقرية ميت كنانة في طوخ    لتجنب التسمم.. نصائح مهمة عند تناول الرنجة والفسيخ    فاينانشال تايمز: الاتحاد الأوروبي يضغط لاستبعاد قطاع الزراعة من النزاعات التجارية مع الصين    الاتحاد يواصل تدريباته استعدادًا لمواجهة الأهلي.. وأتوبيسات مجانية للجماهير    الأهلي يجدد عقد حارسه بعد نهائي أفريقيا    ضبط دهون لحوم بلدية غير صالحة للاستهلاك الآدمي في البحيرة    المديريات تحدد حالات وضوابط الاعتذار عن المشاركة في امتحانات الشهادة الإعدادية    قصف مدفعي إسرائيلي على الحدود اللبنانية    رئيس الوزراء الياباني: ليس هناك خطط لحل البرلمان    البابا تواضروس خلال قداس عيد القيامة: الوطن أغلى ما عند الإنسان (صور)    «التعليم»: المراجعات النهائية ل الإعدادية والثانوية تشهد إقبالا كبيرًا.. ومفاجآت «ليلة الامتحان»    «منتجي الدواجن»: انخفاضات جديدة في أسعار البيض أكتوبر المقبل    السيطرة على حريق شقة سكنية في منطقة أوسيم    حكم زيارة أهل البقيع بعد أداء مناسك الحج.. دار الإفتاء ترد    هل يجوز السفر إلى الحج دون محرم.. الإفتاء تجيب    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    رسالة دكتوراة تناقش تشريعات المواريث والوصية في التلمود.. صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الأوقاف: القرآن الكريم أعلى شأن القيم الإنسانية
نشر في البوابة يوم 15 - 05 - 2020

في إطار غرس القيم الإيمانية الصحيحة وإظهار الصورة المشرقة للفكر الإسلامي الصحيح، وفي ضوء العناية بكتاب الله (عز وجل) وبيان مقاصده وأسراره، أكد أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف – خلال برنامج: "في رحاب القرآن الكريم" بعنوان: " الوصايا العشر في سورة الأنعام " يوم الخميس 21 رمضان 1441ه، الموافق 14 / 5/ 2020 م والذي يذاع على القناة الفضائية المصرية، وقناة النيل الثقافية، وقناة نايل لايف – أن القرآن الكريم قد حوى قيمًا إسلامية وإنسانية مشتركة، ومن هذه القيم العظيمة التي حواها: الوصايا العشر في سورة الأنعام، حيث يقول تعالى: " قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا"، هذه هي الوصية الأولى (عدم الإشراك بالله تعالى)، وهذا ثابت في جميع الأديان، فأروني أي دين من الأديان السماوية، أجاز الشرك بالله تعالى (والعياذ به)، فالأصل في جميع الأديان توحيد الخالق، وتأتي الوصية الثانية "وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا "، حيث لا يوجد دين من الأديان السماوية أو حتى غير السماوية أجاز عقوق الوالدين ؛ ولذلك فإن من يعق والديه أو يسيء إليهما لم يخرج على مقتضى الإسلام وحده، ولا على مقتضى الأديان فحسب، وإنما انسلخ من آدميته وإنسانيته ؛ لأن بر الوالدين مبدأ ثابت وراسخ في جميع الأديان والملل.
كما بين وزير الأوقاف الوصية الثالثة المتضمنة النهي عن قتل البنات، ردًا على ما كان يقوم به أهل الجاهلية من وأد بناتهن أحياء خشية الفقر، أو العار، حيث يقول تعالى:" وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْن نُرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ"، مؤكدًا وزير الأوقاف أن جميع الأديان تنبذ الفواحش جميعها ما ظهر منها وما بطن، حيث يقول سبحانه:" وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ " وهذه هي الوصية الرابعة، أما الوصية الخامسة فيقول سبحانه: " وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ "، فحرمة النفس ثابتة في جميع الشرائع والملل، وقد حرم الإسلام قتل النفس أي نفس، وكل نفس، فيقول تعالى: " أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا"، فلم يشترط أن تكون نفسًا مؤمنة، فكل الدماء معصومة، وكل الأنفس حرام، وكل الأعراض مصانة، هذا هو ديننا، حيث إنه لما مرَّت على سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) جنازة هب واقفًا، فقيل: يا رسول الله إنها جنازة يهودي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):" أليست نفسًا "، كما أنه لا قتل على المعتقد قط في الإسلام، ولما رأى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) امرأة مسنة مقتولة في ساحة المعركة، قَال (صلى الله عليه وسلم ):" مَا كَانَتْ هَذِهِ لِتُقَاتِلَ!" ثم قال (صلى الله عليه وسلم):" من قتلها؟ " إنكارًا على القاتل، " ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ".
كما أبرز وزير الأوقاف أن جميع الأديان اتفقت على حرمة مال اليتيم، يقول تعالى:" وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ "، بل إن الإسلام شدد النكير أيما تشديد على من يأكل مال اليتيم، فقال سبحانه: "إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا"، فاليتيم يحتاج إلى من يشفق عليه ويحنو، لا إلى من يأكل أمواله، وكما تدين تدان، إذا أردت أن تؤمن أبناءك من بعدك فعليك بتقوى الله تعالى، حيث يقول سبحانه يقول: "وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا"، "وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ "، عليك أن تُنَمِّيه له، وأن تحفظه له لا أن تنال منه، مؤكدًا وزير الأوقاف أن الوصية السابعة من القيم الإنسانية المشتركة بين الشرائع: العدل في الكيل والميزان، يقول تعالى: "وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ"، أوفوا الحقوق، يقول سبحانه: "وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ"، اعدلو في كيلكم، وميزانكم قبل أن توزن عليكم أعمالكم، وقد أفرد القرآن الكريم سورة كاملة للحديث عن الكيل والميزان، وتوعد من يجور فيهما بالويل، وهي سورة المطففين، بل إن مدى دعوة سيدنا شعيب (عليه السلام) مع قومه دارت حول تصحيح أخطائهم في الكيل والميزان، حيث يقول سبحانه: "وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ، وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ"، فتطفيف الكيل فساد وإفساد، وأكلٌ لأموال الناس بالباطل، إن أناسًا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة، سواء أكان تطفيفًا للكيل والميزان أم غشًا لخلق الله، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم ):" مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا "، وفي رواية أخرى في صحيح مسلم: " مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي "، فلا يجوز للمسلم أن يكون غشاشًا أصلًا، ونحن في هذا الشهر الكريم نتحرى الحلال، فلا يليق بصائم أن يصوم نهاره عن الحلال ثم يفطر على الحرام، فرب صائم ( والعياذ بالله ) ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب.
كما أوضح وزير الأوقاف أن العدل في القول، والعدل في الفعل، والعدل في القسمة، والعدل بين الأبناء، والعدل بين المرءوسين من القيم الإنسانية المشتركة، ومن الوصايا العشر الواردة في سورة الأنعام، يقول سبحانه " وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى"، نريد أن يصبح العدل بيننا منهج حياة، في أقوالنا، وأفعالنا، مبينًا وزير الأوقاف أنه من أصعب أنواع الظلم شهادة الزور، يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثًا "، قلنا: بلى يا رسول الله، قال (صلى الله عليه وسلم):" الإشراك بالله، وعقوق الوالدين"، وكان متكئًا فجلس، غير رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وضع الجسد لإثارة الانتباه، وبيان أن هناك أمرًا جللًا يريد (صلى الله عليه وسلم) أن ينبههم إليه، ويحذرهم منه فقال (صلى الله عليه وسلم ): " ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور"، ويقول (صلى الله عليه وسلم):" من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه "، ليؤكد لنا أن من يشهد الزور، أو يقول الزور لا ينتفع لا بصلاة ولا بصيام، ولا بزكاة ولا بعبادة، " وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " فطريق الحق بيِّن، وسُبُل الشيطان متعددة، الحلال بين والحرام بيِّن، وبينهما أمور مشتبهات، فمن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى ويحوم حول الحمى يوشك أن يقع فيه.خلال حلقات برنامج: "في رحاب القرآن الكريم"
وزير الأوقاف:
القرآن الكريم أعلى شأن القيم الإنسانية ورسخ أسسها.
ويؤكد:
حرمة النفس ثابتة في جميع الشرائع والملل.
والعدل في الإسلام منهاج حياة.
في إطار غرس القيم الإيمانية الصحيحة وإظهار الصورة المشرقة للفكر الإسلامي الصحيح، وفي ضوء العناية بكتاب الله (عز وجل) وبيان مقاصده وأسراره، أكد معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف – خلال برنامج: "في رحاب القرآن الكريم" بعنوان: " الوصايا العشر في سورة الأنعام " يوم الخميس 21 رمضان 1441ه، الموافق 14 / 5/ 2020 م والذي يذاع على القناة الفضائية المصرية، وقناة النيل الثقافية، وقناة نايل لايف – أن القرآن الكريم قد حوى قيمًا إسلامية وإنسانية مشتركة، ومن هذه القيم العظيمة التي حواها: الوصايا العشر في سورة الأنعام، حيث يقول تعالى: " قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا"، هذه هي الوصية الأولى (عدم الإشراك بالله تعالى)، وهذا ثابت في جميع الأديان، فأروني أي دين من الأديان السماوية، أجاز الشرك بالله تعالى (والعياذ به)، فالأصل في جميع الأديان توحيد الخالق، وتأتي الوصية الثانية "وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا "، حيث لا يوجد دين من الأديان السماوية أو حتى غير السماوية أجاز عقوق الوالدين ؛ ولذلك فإن من يعق والديه أو يسيء إليهما لم يخرج على مقتضى الإسلام وحده، ولا على مقتضى الأديان فحسب، وإنما انسلخ من آدميته وإنسانيته ؛ لأن بر الوالدين مبدأ ثابت وراسخ في جميع الأديان والملل.
كما بين وزير الأوقاف الوصية الثالثة المتضمنة النهي عن قتل البنات، ردًا على ما كان يقوم به أهل الجاهلية من وأد بناتهن أحياء خشية الفقر، أو العار، حيث يقول تعالى:" وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْن نُرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ"، مؤكدًا وزير الأوقاف أن جميع الأديان تنبذ الفواحش جميعها ما ظهر منها وما بطن، حيث يقول سبحانه:" وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ " وهذه هي الوصية الرابعة، أما الوصية الخامسة فيقول سبحانه: " وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ "، فحرمة النفس ثابتة في جميع الشرائع والملل، وقد حرم الإسلام قتل النفس أي نفس، وكل نفس، فيقول تعالى: " أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا"، فلم يشترط أن تكون نفسًا مؤمنة، فكل الدماء معصومة، وكل الأنفس حرام، وكل الأعراض مصانة، هذا هو ديننا، حيث إنه لما مرَّت على سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) جنازة هب واقفًا، فقيل: يا رسول الله إنها جنازة يهودي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):" أليست نفسًا "، كما أنه لا قتل على المعتقد قط في الإسلام، ولما رأى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) امرأة مسنة مقتولة في ساحة المعركة، قَال (صلى الله عليه وسلم ):" مَا كَانَتْ هَذِهِ لِتُقَاتِلَ!" ثم قال (صلى الله عليه وسلم):" من قتلها؟ " إنكارًا على القاتل، " ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ".
كما أبرز وزير الأوقاف أن جميع الأديان اتفقت على حرمة مال اليتيم، يقول تعالى:" وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ "، بل إن الإسلام شدد النكير أيما تشديد على من يأكل مال اليتيم، فقال سبحانه: "إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا"، فاليتيم يحتاج إلى من يشفق عليه ويحنو، لا إلى من يأكل أمواله، وكما تدين تدان، إذا أردت أن تؤمن أبناءك من بعدك فعليك بتقوى الله تعالى، حيث يقول سبحانه يقول: "وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا"، "وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ "، عليك أن تُنَمِّيه له، وأن تحفظه له لا أن تنال منه، مؤكدًا وزير الأوقاف أن الوصية السابعة من القيم الإنسانية المشتركة بين الشرائع: العدل في الكيل والميزان، يقول تعالى: "وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ"، أوفوا الحقوق، يقول سبحانه: "وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ"، اعدلو في كيلكم، وميزانكم قبل أن توزن عليكم أعمالكم، وقد أفرد القرآن الكريم سورة كاملة للحديث عن الكيل والميزان، وتوعد من يجور فيهما بالويل، وهي سورة المطففين، بل إن مدى دعوة سيدنا شعيب (عليه السلام) مع قومه دارت حول تصحيح أخطائهم في الكيل والميزان، حيث يقول سبحانه: "وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ، وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ"، فتطفيف الكيل فساد وإفساد، وأكلٌ لأموال الناس بالباطل، إن أناسًا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة، سواء أكان تطفيفًا للكيل والميزان أم غشًا لخلق الله، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم ):" مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا "، وفي رواية أخرى في صحيح مسلم: " مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي "، فلا يجوز للمسلم أن يكون غشاشًا أصلًا، ونحن في هذا الشهر الكريم نتحرى الحلال، فلا يليق بصائم أن يصوم نهاره عن الحلال ثم يفطر على الحرام، فرب صائم ( والعياذ بالله ) ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب.
كما أوضح وزير الأوقاف أن العدل في القول، والعدل في الفعل، والعدل في القسمة، والعدل بين الأبناء، والعدل بين المرءوسين من القيم الإنسانية المشتركة، ومن الوصايا العشر الواردة في سورة الأنعام، يقول سبحانه "وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى"، نريد أن يصبح العدل بيننا منهج حياة، في أقوالنا، وأفعالنا، مبينًا وزير الأوقاف أنه من أصعب أنواع الظلم شهادة الزور، يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثًا "، قلنا: بلى يا رسول الله، قال (صلى الله عليه وسلم):" الإشراك بالله، وعقوق الوالدين"، وكان متكئًا فجلس، غير رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وضع الجسد لإثارة الانتباه، وبيان أن هناك أمرًا جللًا يريد (صلى الله عليه وسلم) أن ينبههم إليه، ويحذرهم منه فقال (صلى الله عليه وسلم ): " ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور"، ويقول (صلى الله عليه وسلم):" من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه "، ليؤكد لنا أن من يشهد الزور، أو يقول الزور لا ينتفع لا بصلاة ولا بصيام، ولا بزكاة ولا بعبادة، " وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " فطريق الحق بيِّن، وسُبُل الشيطان متعددة، الحلال بين والحرام بيِّن، وبينهما أمور مشتبهات، فمن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى ويحوم حول الحمى يوشك أن يقع فيه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.