الاحتلال يدعو سكان شمالي قطاع غزة إلى إخلائها فورًا    زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب سواحل جزر الكوريل الجنوبية في المحيط الهادئ    إمام عاشور يوجه رسالة ل حسام حسن    "قبل ريفيرو".. ماذا قدم المدربين الإسبان مع النادي الأهلي؟    ياسر إبراهيم يسخر من احتفالات بيراميدز بالدوري    إنييستا: إنريكي موهوب.. وإنتر يمتلك لاعبين كبار    «قرار الأهلي».. رد مفاجئ من سيد عبدالحفيظ على مزاعم بيع زيزو    هيشتغل إلى 2.30 صباحا، تعديل تشغيل قطار العاصمة الكهربائي اليوم بسبب حفل ضخم بالنهر الأخضر    نتيجة الصف الثاني الابتدائي 2025 الترم الثاني بالاسم في جميع المحافظات .. الروابط الرسمية للاستعلام الآن    كان نايم.. مصرع شاب دهسًا بسيارة والده في العاشر من رمضان    مدحت العدل يصدر بيانا شديد اللهجة بشأن شكوى جمعية المؤلفين.. ما علاقة حسين الجسمي؟    فرنسا تحظر التدخين في الأماكن المفتوحة المخصصة للأطفال بدءًا من يوليو    البرلمان يوافق نهائيًا على تعديلات قوانين الانتخابات    مصرع تلميذ صعقاً بالكهرباء أثناء تشغيله التليفزيون بمنزله في سوهاج    ترامب: يجب تمكين الرئيس من حماية الاقتصاد الأمريكي    «بنتلي» تشوق لنسخة جديدة من بنتايجا عالية الأداء مع وضع الانجراف    3 تحفظات لحماس على مقترح ويتكوف، ما هي؟    عيار 21 يسجل رقمًا جديدًا.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الجمعة بالصاغة بعد الانخفاض    بعد إمام عاشور.. (3) لاعبين ينتظرون عفو حسام حسن    سعر السمك اليوم والجمبري بالأسواق الجمعة 30 مايو 2025    ديوان عام محافظة الجيزة يعلن توفر عدد من الوظائف    رئيس "حماية المستهلك": 550 موظفا بالجهاز لخدمة 110 ملايين مواطن    ترامب: يسعدني ترشيح بول إنجراسيا لرئاسة مكتب المستشار الخاص في الولايات المتحدة    إمام عاشور: زيزو هنأني بعد الفوز بالدوري.. وهذه رسالتي لميسي قبل كأس العالم للأندية    أسامة كمال: 600 يوم من الإجرام الإسرائيلي وغزة لا تزال تتنفس وتكتب التاريخ بالدم    روسيا تتهم حليفتها صربيا بالخيانة لتوريدها الأسلحة إلى أوكرانيا    في 13 نقطة مفصلة، النص الكامل لمقترح ويتكوف بشأن وقف حرب غزة    بالأسماء، وزير البترول يصدر حركة تكليفات وتنقلات لبعض رؤساء شركات القطاع    مصرع شاب في انقلاب سيارة على طريق أسيوط – الوادي الجديد    «الأرصاد» تكشف عن طقس اليوم الجمعة.. والعظمى في القاهرة 32    موعد أذان الفجر اليوم الجمعة ثالث أيام ذي الحجة 1446 هجريًا    20 صورة ومعلومة عن الفنانة هايدي رفعت بعد خطوبتها    العرض الموسيقي «صوت وصورة» يعيد روح أم كلثوم على مسرح قصر النيل    هل يجوز الجمع بين نية صيام العشر من ذي الحجة وأيام قضاء رمضان؟    "الإفتاء توضح" بعد الجدل الدائر.. حكم صلاة الجمعة إذا وافقت يوم عيد؟    حزب "الجبهة الوطنية" يطلق مؤتمرًا موسعًا لريادة الأعمال في بورسعيد    ننشر استعدادات محافظ الإسماعيلية لاستقبال عيد الأضحى    "مصر الخير" تطلق جائزة ريادة العطاء 2025 لمحور المياه النظيفة    4 أبراج «بيحبوا السيطرة».. قياديون يتمتعون بالكاريزما لكن ثقتهم الزائدة قد تتحول لغرور    ليلى علوي تحتفل بنجاح نجلها خالد في مشروع التخرج.. ماذا قالت؟    والدة إبراهيم شيكا: "عايزة كل قرش في ورث ابني ومراته بصمته في المستشفى"    ضبط 3431 أسطوانة غاز و1000 لتر سولار قبل بيعها في السوق السوداء بالبحيرة    مصرع شخص وإصابة آخرين فى حادث تصادم بالحوامدية    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية اليوم الجمعة 30 مايو 2025    الإمساك.. الأسباب الشائعة وطرق العلاج بوصفات طبيعية    تجاهل تنظيف منطقة في الأذن قد يعرض حياتك للخطر.. تحذير خاص لأصحاب «النظّارات»    وكيل أوقاف الفيوم يشهد فعاليات كتاب مسجد على مفتاح.. صور    متحدث الأوقاف: صكوك الأضاحى بدأ فى 2015 ووصلنا إلى 10 ملايين أسرة    عضو مجلس الأهلي: كنت أثق في اللاعبين للتتويج بالدوري    وزير الأشغال العامة الفلسطينى: نشكر مصر على دعمها للقضية الفلسطينية    «الإسعاف»| 123 سنة إنقاذ.. 3200 سيارة حديثة و186 مقعدا لاستقبال البلاغات يوميًا    المنوفية تُطلق جيلًا رقميًا جديدًا في وحدات الرعاية.. وتُنهي 96 دورة تدريبية    "مستقبل وطن" يستقبل وفدًا من السفارة الأمريكية بالقاهرة لتبادل الرؤى حول العلاقات الثنائية والقضايا الدولية    خالد الجندي: لا يصح انتهاء الحياة الزوجية بالفضائح والانهيار    رئيس جامعة بنها يتفقد الامتحانات بكلية الهندسة بشبرا    بالصور- وقفة احتجاجية لمحامين البحيرة اعتراضًا على زيادة الرسوم القضائية    كل ما تريد معرفته عن سنن الأضحية وحكم حلق الشعر والأظافر للمضحي    جامعة حلوان تواصل تأهيل كوادرها الإدارية بدورة متقدمة في الإشراف والتواصل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الأوقاف: القرآن الكريم أعلى شأن القيم الإنسانية
نشر في البوابة يوم 15 - 05 - 2020

في إطار غرس القيم الإيمانية الصحيحة وإظهار الصورة المشرقة للفكر الإسلامي الصحيح، وفي ضوء العناية بكتاب الله (عز وجل) وبيان مقاصده وأسراره، أكد أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف – خلال برنامج: "في رحاب القرآن الكريم" بعنوان: " الوصايا العشر في سورة الأنعام " يوم الخميس 21 رمضان 1441ه، الموافق 14 / 5/ 2020 م والذي يذاع على القناة الفضائية المصرية، وقناة النيل الثقافية، وقناة نايل لايف – أن القرآن الكريم قد حوى قيمًا إسلامية وإنسانية مشتركة، ومن هذه القيم العظيمة التي حواها: الوصايا العشر في سورة الأنعام، حيث يقول تعالى: " قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا"، هذه هي الوصية الأولى (عدم الإشراك بالله تعالى)، وهذا ثابت في جميع الأديان، فأروني أي دين من الأديان السماوية، أجاز الشرك بالله تعالى (والعياذ به)، فالأصل في جميع الأديان توحيد الخالق، وتأتي الوصية الثانية "وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا "، حيث لا يوجد دين من الأديان السماوية أو حتى غير السماوية أجاز عقوق الوالدين ؛ ولذلك فإن من يعق والديه أو يسيء إليهما لم يخرج على مقتضى الإسلام وحده، ولا على مقتضى الأديان فحسب، وإنما انسلخ من آدميته وإنسانيته ؛ لأن بر الوالدين مبدأ ثابت وراسخ في جميع الأديان والملل.
كما بين وزير الأوقاف الوصية الثالثة المتضمنة النهي عن قتل البنات، ردًا على ما كان يقوم به أهل الجاهلية من وأد بناتهن أحياء خشية الفقر، أو العار، حيث يقول تعالى:" وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْن نُرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ"، مؤكدًا وزير الأوقاف أن جميع الأديان تنبذ الفواحش جميعها ما ظهر منها وما بطن، حيث يقول سبحانه:" وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ " وهذه هي الوصية الرابعة، أما الوصية الخامسة فيقول سبحانه: " وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ "، فحرمة النفس ثابتة في جميع الشرائع والملل، وقد حرم الإسلام قتل النفس أي نفس، وكل نفس، فيقول تعالى: " أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا"، فلم يشترط أن تكون نفسًا مؤمنة، فكل الدماء معصومة، وكل الأنفس حرام، وكل الأعراض مصانة، هذا هو ديننا، حيث إنه لما مرَّت على سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) جنازة هب واقفًا، فقيل: يا رسول الله إنها جنازة يهودي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):" أليست نفسًا "، كما أنه لا قتل على المعتقد قط في الإسلام، ولما رأى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) امرأة مسنة مقتولة في ساحة المعركة، قَال (صلى الله عليه وسلم ):" مَا كَانَتْ هَذِهِ لِتُقَاتِلَ!" ثم قال (صلى الله عليه وسلم):" من قتلها؟ " إنكارًا على القاتل، " ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ".
كما أبرز وزير الأوقاف أن جميع الأديان اتفقت على حرمة مال اليتيم، يقول تعالى:" وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ "، بل إن الإسلام شدد النكير أيما تشديد على من يأكل مال اليتيم، فقال سبحانه: "إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا"، فاليتيم يحتاج إلى من يشفق عليه ويحنو، لا إلى من يأكل أمواله، وكما تدين تدان، إذا أردت أن تؤمن أبناءك من بعدك فعليك بتقوى الله تعالى، حيث يقول سبحانه يقول: "وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا"، "وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ "، عليك أن تُنَمِّيه له، وأن تحفظه له لا أن تنال منه، مؤكدًا وزير الأوقاف أن الوصية السابعة من القيم الإنسانية المشتركة بين الشرائع: العدل في الكيل والميزان، يقول تعالى: "وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ"، أوفوا الحقوق، يقول سبحانه: "وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ"، اعدلو في كيلكم، وميزانكم قبل أن توزن عليكم أعمالكم، وقد أفرد القرآن الكريم سورة كاملة للحديث عن الكيل والميزان، وتوعد من يجور فيهما بالويل، وهي سورة المطففين، بل إن مدى دعوة سيدنا شعيب (عليه السلام) مع قومه دارت حول تصحيح أخطائهم في الكيل والميزان، حيث يقول سبحانه: "وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ، وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ"، فتطفيف الكيل فساد وإفساد، وأكلٌ لأموال الناس بالباطل، إن أناسًا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة، سواء أكان تطفيفًا للكيل والميزان أم غشًا لخلق الله، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم ):" مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا "، وفي رواية أخرى في صحيح مسلم: " مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي "، فلا يجوز للمسلم أن يكون غشاشًا أصلًا، ونحن في هذا الشهر الكريم نتحرى الحلال، فلا يليق بصائم أن يصوم نهاره عن الحلال ثم يفطر على الحرام، فرب صائم ( والعياذ بالله ) ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب.
كما أوضح وزير الأوقاف أن العدل في القول، والعدل في الفعل، والعدل في القسمة، والعدل بين الأبناء، والعدل بين المرءوسين من القيم الإنسانية المشتركة، ومن الوصايا العشر الواردة في سورة الأنعام، يقول سبحانه " وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى"، نريد أن يصبح العدل بيننا منهج حياة، في أقوالنا، وأفعالنا، مبينًا وزير الأوقاف أنه من أصعب أنواع الظلم شهادة الزور، يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثًا "، قلنا: بلى يا رسول الله، قال (صلى الله عليه وسلم):" الإشراك بالله، وعقوق الوالدين"، وكان متكئًا فجلس، غير رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وضع الجسد لإثارة الانتباه، وبيان أن هناك أمرًا جللًا يريد (صلى الله عليه وسلم) أن ينبههم إليه، ويحذرهم منه فقال (صلى الله عليه وسلم ): " ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور"، ويقول (صلى الله عليه وسلم):" من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه "، ليؤكد لنا أن من يشهد الزور، أو يقول الزور لا ينتفع لا بصلاة ولا بصيام، ولا بزكاة ولا بعبادة، " وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " فطريق الحق بيِّن، وسُبُل الشيطان متعددة، الحلال بين والحرام بيِّن، وبينهما أمور مشتبهات، فمن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى ويحوم حول الحمى يوشك أن يقع فيه.خلال حلقات برنامج: "في رحاب القرآن الكريم"
وزير الأوقاف:
القرآن الكريم أعلى شأن القيم الإنسانية ورسخ أسسها.
ويؤكد:
حرمة النفس ثابتة في جميع الشرائع والملل.
والعدل في الإسلام منهاج حياة.
في إطار غرس القيم الإيمانية الصحيحة وإظهار الصورة المشرقة للفكر الإسلامي الصحيح، وفي ضوء العناية بكتاب الله (عز وجل) وبيان مقاصده وأسراره، أكد معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف – خلال برنامج: "في رحاب القرآن الكريم" بعنوان: " الوصايا العشر في سورة الأنعام " يوم الخميس 21 رمضان 1441ه، الموافق 14 / 5/ 2020 م والذي يذاع على القناة الفضائية المصرية، وقناة النيل الثقافية، وقناة نايل لايف – أن القرآن الكريم قد حوى قيمًا إسلامية وإنسانية مشتركة، ومن هذه القيم العظيمة التي حواها: الوصايا العشر في سورة الأنعام، حيث يقول تعالى: " قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا"، هذه هي الوصية الأولى (عدم الإشراك بالله تعالى)، وهذا ثابت في جميع الأديان، فأروني أي دين من الأديان السماوية، أجاز الشرك بالله تعالى (والعياذ به)، فالأصل في جميع الأديان توحيد الخالق، وتأتي الوصية الثانية "وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا "، حيث لا يوجد دين من الأديان السماوية أو حتى غير السماوية أجاز عقوق الوالدين ؛ ولذلك فإن من يعق والديه أو يسيء إليهما لم يخرج على مقتضى الإسلام وحده، ولا على مقتضى الأديان فحسب، وإنما انسلخ من آدميته وإنسانيته ؛ لأن بر الوالدين مبدأ ثابت وراسخ في جميع الأديان والملل.
كما بين وزير الأوقاف الوصية الثالثة المتضمنة النهي عن قتل البنات، ردًا على ما كان يقوم به أهل الجاهلية من وأد بناتهن أحياء خشية الفقر، أو العار، حيث يقول تعالى:" وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْن نُرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ"، مؤكدًا وزير الأوقاف أن جميع الأديان تنبذ الفواحش جميعها ما ظهر منها وما بطن، حيث يقول سبحانه:" وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ " وهذه هي الوصية الرابعة، أما الوصية الخامسة فيقول سبحانه: " وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ "، فحرمة النفس ثابتة في جميع الشرائع والملل، وقد حرم الإسلام قتل النفس أي نفس، وكل نفس، فيقول تعالى: " أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا"، فلم يشترط أن تكون نفسًا مؤمنة، فكل الدماء معصومة، وكل الأنفس حرام، وكل الأعراض مصانة، هذا هو ديننا، حيث إنه لما مرَّت على سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) جنازة هب واقفًا، فقيل: يا رسول الله إنها جنازة يهودي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):" أليست نفسًا "، كما أنه لا قتل على المعتقد قط في الإسلام، ولما رأى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) امرأة مسنة مقتولة في ساحة المعركة، قَال (صلى الله عليه وسلم ):" مَا كَانَتْ هَذِهِ لِتُقَاتِلَ!" ثم قال (صلى الله عليه وسلم):" من قتلها؟ " إنكارًا على القاتل، " ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ".
كما أبرز وزير الأوقاف أن جميع الأديان اتفقت على حرمة مال اليتيم، يقول تعالى:" وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ "، بل إن الإسلام شدد النكير أيما تشديد على من يأكل مال اليتيم، فقال سبحانه: "إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا"، فاليتيم يحتاج إلى من يشفق عليه ويحنو، لا إلى من يأكل أمواله، وكما تدين تدان، إذا أردت أن تؤمن أبناءك من بعدك فعليك بتقوى الله تعالى، حيث يقول سبحانه يقول: "وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا"، "وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ "، عليك أن تُنَمِّيه له، وأن تحفظه له لا أن تنال منه، مؤكدًا وزير الأوقاف أن الوصية السابعة من القيم الإنسانية المشتركة بين الشرائع: العدل في الكيل والميزان، يقول تعالى: "وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ"، أوفوا الحقوق، يقول سبحانه: "وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ"، اعدلو في كيلكم، وميزانكم قبل أن توزن عليكم أعمالكم، وقد أفرد القرآن الكريم سورة كاملة للحديث عن الكيل والميزان، وتوعد من يجور فيهما بالويل، وهي سورة المطففين، بل إن مدى دعوة سيدنا شعيب (عليه السلام) مع قومه دارت حول تصحيح أخطائهم في الكيل والميزان، حيث يقول سبحانه: "وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ، وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ"، فتطفيف الكيل فساد وإفساد، وأكلٌ لأموال الناس بالباطل، إن أناسًا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة، سواء أكان تطفيفًا للكيل والميزان أم غشًا لخلق الله، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم ):" مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا "، وفي رواية أخرى في صحيح مسلم: " مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي "، فلا يجوز للمسلم أن يكون غشاشًا أصلًا، ونحن في هذا الشهر الكريم نتحرى الحلال، فلا يليق بصائم أن يصوم نهاره عن الحلال ثم يفطر على الحرام، فرب صائم ( والعياذ بالله ) ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب.
كما أوضح وزير الأوقاف أن العدل في القول، والعدل في الفعل، والعدل في القسمة، والعدل بين الأبناء، والعدل بين المرءوسين من القيم الإنسانية المشتركة، ومن الوصايا العشر الواردة في سورة الأنعام، يقول سبحانه "وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى"، نريد أن يصبح العدل بيننا منهج حياة، في أقوالنا، وأفعالنا، مبينًا وزير الأوقاف أنه من أصعب أنواع الظلم شهادة الزور، يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثًا "، قلنا: بلى يا رسول الله، قال (صلى الله عليه وسلم):" الإشراك بالله، وعقوق الوالدين"، وكان متكئًا فجلس، غير رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وضع الجسد لإثارة الانتباه، وبيان أن هناك أمرًا جللًا يريد (صلى الله عليه وسلم) أن ينبههم إليه، ويحذرهم منه فقال (صلى الله عليه وسلم ): " ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور"، ويقول (صلى الله عليه وسلم):" من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه "، ليؤكد لنا أن من يشهد الزور، أو يقول الزور لا ينتفع لا بصلاة ولا بصيام، ولا بزكاة ولا بعبادة، " وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " فطريق الحق بيِّن، وسُبُل الشيطان متعددة، الحلال بين والحرام بيِّن، وبينهما أمور مشتبهات، فمن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى ويحوم حول الحمى يوشك أن يقع فيه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.