دعا رئيس مجلس الوزراء الصيني، لي كه تشيانغ، مساء اليوم، الولاياتالمتحدة لدفع مفاوضات معاهدة الاستثمار وتوثيق التعاون في مجال الطاقة والبيئة خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، واصفا البلدين بأنهما أكبر دولتين ناميتين ومتقدمتين في العالم. وقال رئيس الوزراء الصيني، إن التنسيق والتعاون الاستراتيجي بين الجانبين يساعد على بناء نمط جديد من علاقات الدول الكبرى، فضلا عن تعزيز السلام والتنمية والرخاء في المنطقة والعالم، وأضاف أنه "يجب علينا احترام بعضنا البعض على قدم المساواة وتلبية المصالح الجوهرية والمخاوف الرئيسية للبلدين، وتطوير علاقاتنا وتحقيق المنفعة المتبادلة بطريقة أكثر واقعية وانفتاحا". وبشأن التعاون في مجال الطاقة حث " لي" الولاياتالمتحدة للمضي قدما في الصادرات المباشرة للغاز الطبيعي المسال إلى الصين، والاستكشاف المشترك للغاز الصخري، ودعا رئيس الوزراء الصيني أيضا إلى تعاون تكنولوجي صيني أمريكي أوثق في مجال مكافحة تغير المناخ. وفي ثاني زيارة له إلى الصين منذ توليه منصبه في فبراير الماضي، أكد كيري أن الحوار البناء والتعاون له أهمية حيوية، وقال إن الولاياتالمتحدة ترغب في توسيع التعاون التجاري مع الصين ودفع مفاوضات معاهدة الاستثمار الثنائية قدما وتعزيز التنسيق بشأن القضايا العالمية مثل تغير المناخ وتعزيز العلاقات بين الولاياتالمتحدةوالصين، والحفاظ معا على السلام والاستقرار. وأشاد المسئول الصيني بالتقدم في العلاقات الثنائية منذ العام الماضي واستشهد بالاجتماعين الناجحين بين الرئيس الصيني شي جين بينغ، والرئيس الأمريكي باراك أوباما، وتجاوز حجم التجارة الثنائية 500 مليار دولار. وقال " إن العام القادم يصادف الذكرى السنوية السبعين لانتصارات الحرب العالمية ضد الفاشية ومن ثم فقط بمواجهة التاريخ واستخلاص الدروس يمكننا تجنب المآسي المتكررة للحرب.. موضحا أن الصين تأمل الانضمام مع جميع الشعوب المحبة للسلام في جميع أنحاء العالم للحفاظ على السلام والهدوء في منطقة آسيا الباسيفيك والعالم". من ناحية أخرى، قال عضو مجلس الوزراء الصيني يانغ جيه تشي اليوم في لقاء سابق مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، إن الصينوالولاياتالمتحدة يجب عليهما التعامل مع الخلافات والنزاعات بالشكل الملائم، وإن التعاون الصيني الأمريكي ليس فقط من أجل المصالح الجوهرية للبلدين، ولكنه ضروري من أجل السلام والاستقرار والازدهار في العالم. ودعا يانغ الجانبين إلى تنفيذ التوافق بين الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الأمريكي باراك أوباما على نموذج جديد من العلاقة بين الدول الكبرى.. مضيفا أنه يتعين على البلدين الحفاظ على اتصالات رفيعة المستوى والاتصالات الاستراتيجية وتعزيز الحوار الاستراتيجي والاقتصادي بين البلدين وتعزيز التعاون في المجالات الثنائية والإقليمية والدولية، وأنه يجب أيضا احترام ورعاية المصالح الجوهرية لكل منهما الآخر والمخاوف الرئيسية وكذلك التعامل مع الخلافات والنزاعات بالشكل الملائم. من جانبه، قال "كيري" إن الولاياتالمتحدةوالصين تتشاركان في العديد من المصالح، ودعا الجانبين لايجاد وسيلة لتعزيز التعاون العملي والتعامل مع الخلافات لبناء علاقة جديدة بين الولاياتالمتحدةوالصين. وحول قضية سوريا، أكد يانغ أن السبيل الوحيد لنزع فتيل الأزمة هو التوصل إلى تسوية سياسية، وأنه يتعين على المجتمع الدولي إقناع الحكومة السورية والمعارضة، بالحفاظ على التفاوض والسعي إلى توافق في الآراء.. موضحا أن الصين تولى اهتماما كبيرا للوضع الإنساني في سوريا، وأن بلاده ستواصل تقديم المساعدة اللازمة. كما أشاد بالاتفاق النووي المؤقت بين إيران والقوى العالمية الست، والذي دخل حيز التنفيذ في الشهر الماضي، واصفا إياه بالتقدم المهم في تسوية عقود من المواجهة.. معربا عن أمله في أن تعزز جميع الأطراف التقدم وتعمل للتوصل لتسوية شاملة وطويلة الأجل. من جانبه، قال "كيري" إن الولاياتالمتحدة تقدر دور الصين البناء في القضايا المتعلقة بسورياوإيران، وتأمل في الحفاظ على الاتصالات والتعاون. وكان "كيري" قد اختتم مساء اليوم زيارته التي استغرقت 24 ساعة للصين، واستهلها بمقابلة الرئيس الصيني شي جين بينغ في قاعة الشعب الكبرى، كما التقى بعضو مجلس الوزراء الصيني يانغ جيه تشي، وأجرى محادثات مع وزير الخارجية وانغ يي ورئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ، في وقت لاحق اليوم، وقبل وصوله إلى بكين زار كيري سول حيث التقى الرئيسة باك جيون هاي ونظيره يون بيونج سي. وبعد زيارة كيرى للصين سيتوجه إلى إندونيسيا والإمارات العربية المتحدة في إطار جولته لأربع دول.