شهدت الفترة الأخيرة إلغاء معظم الفعاليات الثقافية، والتى كان من المفترض أن تقام خلال الفترة المقبلة، نظرا لانتشار فيروس كورونا الذى أصاب الجميع بالزعر والخوف، وقد أدى انتشار هذا الفيروس إلى تعطيل العمل والفعاليات والمعارض الدولية للكتاب في معظم الدول وكذلك الشعائر الدينية كإجراء احترازى وحرصا على سلامة وأمن الجميع لما يسببه هذا الفيروس من الانتشار السريع في التجمعات البشرية. ففى مصر، أطلقت وزارة الثقافة حملات توعية للوقاية من الأمراض الفيروسية المعدية خاصة فيروس كورونا من خلال الهيئة العامة لقصور الثقافة بمواقعها في مختلف ربوع مصر، وبالتعاون مع مديريات الصحة بالمحافظات ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء. في حين قررت إدارة معرض بغداد الدولى للكتاب، تأجيل فعاليات الدورة المقبلة من المعرض ثلاث مرات؛ لتصل الإدارة إلى تحديد موعد نهائى يوم 23 أبريل المقبل. ففى البداية تم تأجيل فعاليات المعرض من 12 فبراير الماضى إلى 4 مارس من الشهر نفسه، ليتم تأجيله مرة أخرى إلى 23 أبريل المقبل. وقد تواصل اتحاد الناشرين المصريين مع الجهات المعنية المسئولة عن تنظيم معرض بغداد الدولى لمطالبتهم بتأجيل موعد المعرض بسبب فيروس كورونا. وقد أعلن اتحاد الناشرين المصريين، في بيان له، نتائج استطلاع الرأى الخاص بقرار المشاركة بمعرض بغداد الدولى للكتاب 2020 وجاء ملخص النتائج أن 58.82٪ من المشاركين لا يوافقون على الاشتراك بالمعرض، ونسبة 56.86٪ لا يوافقون على تحمل مسئولية المشاركة من الناحية الاقتصادية والصحية، ونسبة 74.51٪ توافق على تفويض المجلس لاتخاذ القرار المناسب. وفى أبوظبى تم الإعلان عن تأجيل الدورة ال30 من معرض الكتاب الدولي، والذى من المفترض إقامته خلال الفترة من 15 أبريل المقبل حتى 21 أبريل، لتحدد دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبى موعدا جديدا للدورة الثلاثين من المعرض وهو 23 مايو لعام 2021 المقبل. ولم يقف الأمر عن إلغاء وتأجيل معرض أبوظبى للكتاب فحسب، بل وصل إلى تأجيل القمة الثقافية في دورتها ال30 التى كان من المفترض إقامتها في 5 أبريل المقبل. وتعتبر القمة الثقافية عبارة عن منتدى يشمل جميع أنواع الفنون والتراث والمتاحف ويشارك فيه مختلف دول العالم بهدف تحديد الطرق التى تتيح للثقافة القيام بدور محورى في مدّ جسور التواصل وتعزيز التغيير الإيجابى بين دول العالم. وفى باريس، أعلنت الحكومة الفرنسية عن إلغاء معرض باريس الدولى للكتاب في دورته ال40، كإجراء احترازى لمواجهة تفشى فيروس كورونا والذى كان من المفترض إقامته يوم 20 مارس الجارى. وقد ذكر فنسنت مونتانى، رئيس معرض باريس للكتاب في بيان له: «بعد قرارات الحكومة بحظر التجمعات التى تضم أكثر من 5000 شخص في الأماكن المغلقة، قررنا مع الأسف إلغاء نسخة 2020، حيث يُلزمنا شعورنا بالمسئولية بعدم المجازفة بصحة جميع أولئك الذين يشاركون في معرض باريس للكتاب، الناشرين والعارضين والمؤلفين والشركاء من أكثر من 50 دولة، وبالطبع عائلتنا العامة التى تضم أكثر من 160 ألف زائر كل عام». وفى لندن، أعلن منظمو معرض لندن الدولى للكتاب، إلغاء فعاليات المعرض هذا العام، والذى كان من المفترض انطلاقها 10 مارس، كإجراء احترازى بسبب انتشار فيروس كورونا. وقد ذكرت هيئة «ريد إكزيبيشنز» للمعارض، الجهة المنظمة للحدث، عبر حسابها على تويتر «لقد اتبعنا إرشادات الحكومة البريطانية وعملنا بموجب توصيات سلطات الصحة العامة ومنظمات أخرى، وبكل أسف اتخذنا قرار عدم تنظيم الحدث هذه السنة.