بملف موسع عن "مؤتمر أدباء مصر ديسمبر 2019"، ولوحات للفنان فرغلي عبد الحفيظ، صدر العدد الجديد من مجلة "الثقافة الجديدة"، فبراير 2020 برئاسة تحرير الشاعر والباحث مسعود شومان، الذي نطالع مقاله في افتتاحية العدد بعنوان "نصوص النيل التي أهملناها طويلًا"، يشير فيه إلى أن "من يقول إن النيل مجرد شريان مائي يجري من بلاد المنبع لبلد المصب، فإنه يركن للعبارات المسكوكة التي يحلو للبعض ذكرها فى حصص التعبير البليدة، ومن يكرر الجملة الأثيرة لهيرودوت: "مصر هبة النيل" فإنه لم يعِ الراقات التى كونت مصر ولم يستوعب الدلالات الفائضة للنيل، فالنيل يعد حدثًا صغيرًا إذا ما قيس بعمر مصر على حد وصف العبقري المصري جمال حمدان". وفي باب "قراءات نقدية ، نطالع مقال ممدوح فراج النابى "رواية النبلاء فى الزمن الردىء"، وقراءة د. أحمد الصغير في شعر الراحل حلمي سالم "أرواح تسرى فى جسد القصيدة"، ويدخلنا حجاج أدول في أجواء "قصص قصيرة مشغولة باللامعقول"، ويخترق د. نادر عبد الخالق "نص الحارة الشعبية المتخم بالمجازات"، ويقرأ د. سعيد أحمد أبو ضيف رواية المشاء عبر مقاله "هدم الثوابت فى البناء الروائى"، وتغوص عزة أبو العز في "محاولة لاستعادة الماضى فى صور تشبه الحاضر"، ويكتب حمزة قناوى "جدل الذوات فى القصيدة الجديدة"، ويقرأ مدحت صفوت" رواية الأحداث التى تتكلم من الماضى"، ويختتم د. محمد عامر باب القراءات النقدية بتطوافته الرائعة "بناء الشخصية بين النص الروائى والفيلم السينمائي". وفي باب "ملفات ثقافية"، قدم الدكتور جمال العسكري ملفاً عن مؤتمر أدباء مصر الأخير، والذي عقد في مدينة بورسعيد. وفي باب "فضاءات إبداعية" يأتي الإبداع متنوعاً بين الشعر والقصة، حيث نطالع قصائد لعدد من الشعراء، قصائد صغيرة/ على منصور، يا زهرة البستان/ عامر شحاته، لا أحد يطرق المنزل/ كمال أبو النور، هاجت مشاعرى شربتها قهوة/ نبيل مصيلحى، فى الحلم متصدقش غير نفسك/ مراد ناجح عزيز، رتاج لوعي مرتعش/ أحمد لطفى رشوان، مركب إزاز/ صلاح عفيفى، طيارة ورقية/ محمد غازى النجار، مونولوج/ محمد جيب، كنت مصدعة/ ميرفت سعد، ملاءة/ رمضان عبد اللاه إبراهيم، من سيرة الغزالة/ ديمة محمود، ضربة شمس/ حمادة إبراهيم، الذي كان.. لم يعد/ عادل حماد سليم. ونطالع في القصة" ابن الحتة/ رجب سعد السيد، أمل محترق/ نورّه أحمد السيك، غروب أخير/ سامي أبو بدر، موديل/ ليلى حسين، الحزن لا يميل للممازحة/ محمد محمد مستجاب، صاحب الحرف الزيادة/ مريم العجمى، نباح/ إسماعيل الأشول، نكوص/ منال الروينى، مرسوم كافكاوى/ عبد العزيز دياب، دير العاشق/ محمد إبراهيم محروس. أما باب "الصوت واللون والحرية" فيأتي حافلاً بالترجمات والحوارات؛ ففي "الشاطئ الآخر" نقرأ مجموعة من الترجمات: هذا هو جيل البيت، شعر: جون كللون هولمز، ترجمة: طارق فراج، كم هى الدنيا جميلة، قصة: فلاديمير بوجومولوف، ترجمة: د. هانى حجاج، كما نقرأ مقتطفات من رواية "الوصايا" الفائزة بجائزة البوكر العالمية، للكاتبة مارجريت آتوود، ترجمة: راشدة رجب. وفي باب مواجهات نقرأ: "إبراهيم عبد المجيد: أنا كاتب خارج التصنيف"، حوار: محمود خيرالله، أما في باب دقات المسرح فتكتب د. شوق النكلاوي عن "مسرحة المناهج من التعليم للفن"، ويكتب أحمد محمد الشريف "قواعد العشق الأربعون.. مواجهة مسرحية للجمود والتطرف"، وفي قيمة وسيما: يرصد محمود الغيطاني تطورات السينما العربية وعلاقتها بالقضية الفلسطينية عبر مقاله "فلسطين في الشاشة العربية.. 75 عامًا والنضال لا يزال مستمرًا". أما في باب الحفر باللون فيكتب محمد كمال "فى دنيا عفت حسني.. غنائية التراث الشعبي داخل متانة البناء التصويري".. وفي باب "من فات قديمه"، يدخلنا أشرف سعد عوالم "المدن المسحورة".. "زرزورة" مدينة يسترها الجان عن العيون".. وفي رحيق الكتابة: يعرض عصام شعبان "شتراوس.. الثقافة بوصفها عملا تراكميًا" وتختتم المجلة بباب عطر الأحباب، وفيه يكتب طلعت رضوان "سلامة موسى.. الماضي حين يُقرأ بعين ناقدة"، ومحمود قرني "محمد عيد إبراهيم.. يقظة الحواس وحرية الحلم". جدير بالذكر أن العدد يحتفي بلوحات الفنان فرغلي عبد الحفيظ الذي تقدم لوحاته مجموعة من المفارقات اللونية التي تكسر أفق توقع المتلقى، كما تمتاز تجربته باحتفائها بالمكان وتفاصيله بوصفه علامة وملمحًا يشيران إلى روح منتمية للأرض نعاينها فى القيم التي تتجلى في لوحاته، كما تنشغل تجربته التشكيلية بالجسد الأنثوي بوصفه خازنًا للأسرار والجمال. يذكر أن المجلة تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة د. أحمد عواض ويرأس تحريرها الشاعر والباحث مسعود شومان ويدير تحريرها الشاعر محمود خير الله وسكرتير التحرير الناقد مصطفى القزاز والمشرف الفنى الفنان إسلام الشيخ.