"واحات مصر من منظور أدبي" في عدد "الثقافة الجديدة"

صدر العدد الجديد من مجلة "الثقافة الجديدة"، عدد يوليو 2019 برئاسة تحرير الشاعر والباحث، مسعود شومان، الذي نطالع مقاله في افتتاحية العدد بعنوان "في واحات مصر بعيون عشاقها" "الواحات ليست بقعة خضراء تجمل قسوة الصحراء، وليست نخيلا يجود بأطايب التمور، لكنها طبقات من وعي تتراكب معلنة عن منظومة من القيم، وجملة من الفنون، وراقات ثقافية تحتاج كتائب من الباحثين والكتاب لإعادة وصفها".
وفي باب "قراءات نقدية" نطالع دراسات متعددة لعدد من النقاد فيكتب د. محمد زيدان البلاغة الجديدة وتطور تقنيات السرد، ويكتب د. علاء الجابري التاريخ كرواية يكتبها الهامش، والعربي عبد الوهاب أسئلة الوجود الإنساني واقتحام حوائط اليقين، حسن غريب أحمد فضاءات نصية تراوح بين تحولات الواقع وخيالات الأسطورة، وسمير الفيل التأرجح بين مغامرة الشاعر وعبوس المؤرخ، ود. محمد صلاح زيد الحكايات المتقاطعة حين يرويها الصوت الخفي، ورشا الفوال تحريف الزمن في قصص الاغتراب، وميرفت يس ثنائيات الوجود الإنساني وصراعات الواقع والخيال، ود. عايدي علي جمعة السارد العليم بوصفه ضميرا ثالثا، وسعد عبد الرحمن النشيد الوطني لثور 1919 مائة عام من العبث.
وفي باب "فضاءات إبداعية" يأتي الإبداع متنوعا بين الشعر والقصة، حيث نطالع قصائد لعدد من الشعراء، وهي. أقوال لفاشلة عظيمة/ بهية طلب، أكبر جريمة بيرتكبها الوقت لمراد ناجح عزيز، أسطورة لتزجية الوقت لحسن شهاب الدين، لا ظل لقلبي إلا أنت لحسني الإتلاتي، الموت ما يكسبش الرهان لمحمود عبد الصمد زكريا، قصائد قصيرة لسعيد حجاج، نصوص لرنا التونسي، نصوص لمحمد الكفراوي، قصائد إلى أمي لوداد نبي، جلجامش لأماني أنور حزين، مسكونون بالغناء لسفيان صلاح الدين، مشكلة المحبة لأسامة محمد علي، نوة لحسام الدين قبردي، بينما تأتي القصص متنوعة فنقرأ زوجة الصياد لسعيد نوح، حواء وهموم أخرى لممدوح دبور، التحقيق لمحمد عباس علي داود، هدية الطابق الخامس لمحمد محمود عبد الحميد، بوكس لإيمان سند، إكس – أو لدينا نبيل، زجاجة العطر لرزق فهمي محمد، قصتان قصيرتان لأسامة الزقزوق، حق الموتى لمنال السيد.
وقد أعدت المجلة ملفًا خاصًّا بعنوان "واحات مصر.. فضاءات ثقافية وجمالية تتحدى الصمت"، فيكتب طارق فراج: الداخلة قسوة الطبيعة تعانق البيوت والناس بينما يعرج ناصر محسب على واحة الخارجة لنرى صور التماسك الاجتماعى فى عادات العرس ونجلس معه فى ظلال النخيل الذى علم أهلها التساند والاكتفاء، وتأتى واحة باريس بعيون مصطفى معاذ حيث نرى معه تلك الشامات الخضراء على وجه الصحراء الغربية، أما الواحات البحرية فتعاينها إيمان صالح لندخل معها إلى احتفالية الزواج بوصفها حاضنة للفنون كما نستمتع بالغناء مع د. خطري عرابي داخل الخيمة الواحية التى تعد مدرسة لاستعادة الموروثات الشعبية في، أما واحة سيوة فينقب حمد شعيب عن جواهرها المطمورة رابطا بين تاريخها وحاضرها الثقافى الثرى ويكتب د. جمال العسكرى عن الماضى التليد لجزر الرحمة ليقرأ لنا أهم الكتابات التى تناولت واحات مصر بالدرس والتحليل، أما باب "الصوت واللون والحرية" فيأتي حافلا بالترجمات والحوارات؛ ففي الشاطئ الآخر نقرأ الأم الذهبية لأولاوفيمى، من ترجمة نهى عبد الله خيرت، والمدينة لهرمان هيسه ترجمة حنان منير. أما المواجهة فجاءت مع الكاتب هشام علون وحاوره أشرف قاسم، ونقرأ في الحفر باللون خربشات سومرية لحفظ الذاكرة لأحمد الجناينى، وفي باب من فات قديمه يأتى مقال د. أشرف صالح عن القدرات العجائبية للأولياء والأضرحة، ونطالع في دقات المسرح شباك مكسور بين عبث الواقع وفنتازيا الدراما لأحمد خميس، وفى قيمة وسيما يكتب محمود الغيطانى عن جماليات الصورة كمنقذ للسيناريو فى فيلم حرة، وفي باب رحيق الكتابة تكتب د. هند يسن عن كتاب يحيى حقي "أوراق مطوية"، وعبد النبي عبادي عن رحاب "غانية المعبد" وأسماء جمال عبد الناصر عن "سالباتييرا" الفن لوحة الحياة، وفي عطر الأحباب نقرأ: ربيع مفتاح.. رسالة تسعى للجماعية وترفض النرجسية لشوقي عبد الحميد.
جدير بالذكر أن العدد يحتفي بلوحات الفنان علي المريخي الذي تتحرك لوحاته ممسكة بالظلال معلنة عن تفاصيل الأماكن وما تشعه من جمال، كما تعلن عن علاقة الظل بالضوء بوصفه الحلم والشروق الذي يتجلى في عيون المهمشين والفقراء الذي انحاز إليهم في تصويره البديع.
يذكر أن المجلة تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة د. أحمد عواض ويرأس تحريرها الشاعر والباحث مسعود شومان ويدير تحريرها الشاعر محمود خير الله وسكرتير التحرير الناقد مصطفى القزاز والمشرف الفنى الفنان إسلام الشيخ.