أكد الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة، أن زيارة الأسرة المصرية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال 45 هي رسالة إيجابية للمجتمع والعالم بأسره، بأن مصر والمصريين - برغم كل الظروف الصعبة التي يمرّون بها - لا يخيفهم أحد ولا يرهبهم، مؤكدا أنه وعد بأن يتجول المعرض بإصدارات وزارة الثقافة والناشرين المصريين في المحافظات المصرية من أسوان إلى الإسكندرية، متمنيا أن يكون العام المقبل أفضل من هذا العام. جاء ذلك أثناء قيام وزير الثقافة، بمصاحبة الدكتورة هيلة المكيمي، وكيل وزارة الإعلام الكويتية ورئيس الوفد الكويتي المشارك في المعرض - يرافقهما الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب - بتوزيع جوائز أفضل 10 كتب في عام 2013 على الفائزين في 10 مجالات إبداعية مختلفة، وذلك في ختام فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخامسة والأربعين في مصر أرض المعارض الدولية بمدينة نصر، بالإضافة إلى توزيع جائزة أفضل دار نشر ناشئة - والتي تبلغ قيمتها 20 ألف جنيه مصري - والتي ذهبت مناصفة بين هيئة الكتاب واتحاد الناشرين، كما قدمت الكويت 10 جوائز مالية قيمة كل جائزة 10 آلاف جنيه مصري لأفضل 10 كتب أخرى لمبدعين مصريين في نفس المجالات العشرة السابقة. وقد وجه الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة، الشكر لكل المصريين والجهات الأمنية والناشرين المصريين والعرب والأجانب والشركات الخاصة والجمهور المصري الجرئ الذي جاء إلى المعرض، لأنهم كانوا السبب في نجاحه وإظهاره بالصورة اللائقة التي تليق بسمعة ومكانة مصر في الداخل والخارج، معبرا عن مدى سعادته بانتهاء فعاليات المعرض دون أيّة عقابات أو مشكلات، مؤكدا على دخول وخروج الجمهور للمعرض في أمان، وأن حركة الصناعة وعجلة الإنتاج بدأت تدور بشكل طبيعي، متمنيا أن يكون الشهر كله معرضا للكتاب، ما يخلق حالة من البهجة والمتعة الثقافية، كما عبر عن سعادته بمشاركة الكويت كضيف شرف المعرض هذا العام، والتي كان حضورها يمثل أهمية كبيرة في خلق حالة من الحوار والرواج الثقافي داخل المعرض، مؤكِّداً أنها الدولة العربية التي تميزت علاقاتنا بها بأنها كانت أكثر الدول عملا على دعم وتنمية وتطوير الثقافة، كما حثّ الشباب على ضرورة العمل لأنهم أول من يُضارون إذا توقفت عجلة الحياة والإنتاج، فهذا يؤثّر على عملهم ومستقبلهم واحتياجاتهم، ولذلك فلا بدّ من عودة مصر مرة أخرى إلى العمل على استعادة روحها ومكانتها وأهميتها، فليس من الصُدف أن يصاب مسرح المنصورة المجاور لمديرية أمن الدقهلية ودار الكتب بباب الخلق ومتحف الفن الإسلامي بضرر كبير، فالذي يفعل ذلك هي جماعة بلا وعي ولا رؤية، مؤكدا أن الشعب المصري قوي وأن مصر مرّت بأزمات أقوى كثيراً من الراهن وتجاوزتها، وأن غداً سيكون أفضل، كما أشار إلى أن القاهرة تتزين بإقامة هذا المعرض الكبير الذي مضى عليه 45 عاما منذ عام 1969 في أرض الجزيرة، ولم يكن المعرض سوقا للكتاب فقط وإنما كان صناعة ووعياً وثقافة وحواراً وعلاقات عربية، فالكتاب والثقافة والفن والمسرح هم العلامة الواضحة في العلاقات المصرية الكويتية، ولقد وفرت الكويت كل الإمكانات لكي تكون مشاركتها على مستوى المعرض هذا العام، فالرسالة التي يجب أن توجه إلى كل القوى في الداخل والخارج - والتي تحول دون أن تستعيد مصر دورها وروحها مرة أخرى - هي أن كل هذه المحاولات لن تنجح، فمصر بشعبها ووعيها وثقافتها وفنها وبدورها الإقليمي المحوري، لن يستطيع أحد أن يثنيها عن أن تؤدي دورها ورسالتها الحضارية، مضيفا أنه كان من المفترض إقامة صرح للعرض مكان هذا المعرض وفقا لبرنامج مُعدٍّ منذ 3 سنوات، ولكن حالت الظروف دون ذلك، ولكن في المستقبل سيتحقق ذلك بأن تكون هناك أرض معارض تتناسب والمعارض المصرية، وخصوصا معرض القاهرة الدولي للكتاب، واختتتم عرب كلمته بأن الثقافة المصرية العربية ستبقى مزدهرة - وعيا ومستقبلا وروحا وضميرا - خلال السنوات المقبلة. وقد هنأت الدكتورة هيلة المكيمي، وكيل وزارة الإعلام الكويتية، الجميع على نجاح هذه التظاهرة الثقافية وعلى بقاء مصر منارة للثقافة، مادحة أن تستمر في رهانها على أن الثقافة هي الرهان الحقيقي للتقدم والرقيّ، وقد توجهت بالشكر لكل القائمين على إقامة المعرض وعلى دعوتهم للكويت كي تكون ضيف شرف المعرض هذا العام، بدءاً من الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة والدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، مشيرة إلى أن هذه الدعوة هي تكريم للكويت وتقدير لدورها في إرساء وتدعيم الثقافة العربية والحفاظ على الهوية، وأن مصر والكويت لعبتا دورا كبيرا في الحفاظ على الهوية العربية، كما تقدمت بالشكر إلى سموّ الشيخ سالمان محمود الصباح، وزير الإعلام الكويتي، الذي كان متواجدا في افتتاح المعرض ولكن الظروف حالت دون حضوره في حفل توزيع الجوائز، كما توجهت بالشكر لكل المثقفين الكويتين الذين تم تكريمهم، مؤكدة أنه لم يتم إلغاء أيّة ندوة ولم يعتذر عنها أحد، فضلا عن إقامة الندوات والأمسيات الشعرية في موعدها، متمنية أن تستمر مصر في مسيرة الثقافة. وأعرب الدكتور أحمد مجاهد عن مدى سعادته بلقاء الجمهور ورواد المعرض في آخر الأنشطة الثقافية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، مشيرا إلى أن وزارة الثقافة وهيئة الكتاب اعتادتا منذ عامين - وهذا عامهما الثالث - على تقديم 10 جوائز في مختلف المجالات الإبداعية، وقيمة كل جائزة 10 آلاف جنيه موجهة إلى المبدعين، وقد قام بتوجيه الشكر لدولة الكويت ضيف شرف المعرض هذا العام، لأنها قررت أن تكون كل جائزة جائزتين، بحيث يكون لكل فرع جائزتان ويحصل كل فائز على مبلغ 10 آلاف جنيه، كما وجه الشكر لقصور الثقافة وصندوق التنمية الثقافية والمركز القومي لثقافة الطفل، مضيفا أنه قد أُقيم في المعرض 239 ندوة من بين 249، وتحدّث 757 ضيفاً ومحاضراً، إلى جانب 12 لقاء شعرياً بمشاركة أكثر من 165 شاعراً من القاهرةوالمحافظات، بالإضافة إلى إقامة 45 فعالية ثقافية وفنية ومخيمين للأطفال والشعر، مشيرا إلى أن كل كبار الفنانين والمثقفين شاركوا في هذه الفعاليات بالمجان، لإيمانهم بأن الثقافة هي خط دفاع رئيسي في مواجهة الإرهاب. وقد قام عرب وهيلة ومجاهد بتوزيع جوائز أفضل 10 كتب لعام 2013 ، وبداية أعلن الدكتور أحمد مجاهد جائزة لجنة التحكيم الخاصة لكل من: سلسلة عالم المعرفة، والروائي طالب الرفاعي، أما أفضل أفضل كتاب في الفنون فكان كتاب جلال أمين صالح "أحلى الحليّ في الديوان الجلي" والصادر عن دار "الطلائع" ، وأفضل كتاب فنون كتاب الدكتور أحمد عبد الكريم "نظم تصميم الفنون البصرية" والصادر عن دار "أطلس"، أفضل رواية "أساطير رجل الثلاثاء"، الصادرة عن هيئة الكتاب للروائي صبحي موسى، ورواية "البار مان" الصادرة عن الدار "المصرية اللبنانية" لروائي أشرف العشماوي، وأفضل كتاب علمي "الإدارة بإنتاج المعرفة" الصادر عن هيئة الكتاب للسيد حنفي عوض، وكتاب الدكتور محمد خليل الحكيم "الشمس كنز الطاقة المستدامة في الأرض". وفازت بأفضل مجموعة قصصية، مجموعة "اللامرئيون" للكاتب والروائي مكاوي سعيد، والصادرة عن هيئة الكتاب، ومجموعة "نحو الجنون" للكاتبة منصورة عز الدين والصادرة عن دار "ميريت"، أما أفضل ديوان شعر عامية فكان "رباعيات بالبلدي" الصادر عن دار "الطلائع" لفاطمة المرسي، وديوان "رصيف نمرة خمسة" الصادر عن الدار "المصرية اللبنانية" للشاعر والسيناريست مدحت العدل، وجاء أفضل كتاب أطفال لأحمد توفيق والصادر عن هيئة الكتاب تحت عنوان "الحواديت"، وكتاب فاطمة شرف الدين "أبجد هوز" اصلادر عن دار "الشروق"، كما فاز بجائزة أفضل كتاب علوم اجتماعية، الدكتور شحاتة صيام عن كتابه "الحريم الصوفي وتأنيث الدين" الصادر عن دار "روافد"، وكتاب الدكتور محمد يونس "تجديد الخطاب الإسلامي من المنبر إلى شبكة الإنترنت" الصادر عن "مكتبة الدار العربية". أما أفضل كتاب تراث فكان كتاب الدكتور أحمد زكريا الشلق، "حوليات مصر السياسية" الصادر عن هيئة الكتاب، وكتاب "المحرر في فقه الإمام الشافعي" الصادر عن "دار السلام" للكاتب أبو يعقوب نشأت المصري، وكانت جائزة أفضل ديوان شعر فصحى من نصيب الشاعر صلاح اللقاني عن ديوانه "مرج البحرين" الصادر عن هيئة الكتاب، وديوان "لا شيء يحمل اسمه القديم غير وجهك الجديد" للشاعر إبراهيم عبد الفتاح، والصادر عن دار ميريت، وأفضل كتاب سياسي كان كتاب اللواء طيار محمد زكي عكاشة "حديث النسور" الصادر عن دار "العين"، وكتاب "اختطاف ثورة" الصادر عن دار "ميريت" للقيادي الإخواني السابق الدكتور السيد عبد الستار المليجي. أما جائزة أفضل ناشر فقد فاز بها أحمد عبد العاطي "دار كلمات"، وسلمه الجائزة عادل المصري نائب رئيس اتحاد الناشرين المصريين، كما قدمت الدكتورة هيلة المكيمي، وكيل وزارة الإعلام الكويتية، الفريق الفني الذي قام بعمل الأوبريت الخاص بمعرض القاهرة الدولي للكتاب. وأهدت الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة، لوحة تشكيلية مقدمة من مركز الفنون والآداب، وقد أهداها الدكتور صابر عرب إلى قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة، وأهدت "المكيمي" أيضا لوحة إلى الدكتور أحمد مجاهد، ولوحة ثالثة إلى مؤسسة الرئاسة والرئيس المستشار عدلي منصور، كما قامت بتكريم خاص للفنانين الذين ساهموا في عمل أوبريت بمعرض القاهرة الدولي للكتاب والذي حمل اسم "إخوات في الدم"، وهم: المخرج محسن صبري، الفنان حمدي الجنايني، الفنانة نادية مصطفى والفنانة مي فاروق.