تواجه صناعة الورق العديد من التحديات في الفترة الأخيرة، خاصة عقب قرار رفع أسعار المحروقات والكهرباء، بالإضافة إلى ظهور الطباعة الإلكترونية وانتشار المنتج المستورد، مُسببا ركودًا في المنتج المصرى. وقال أحمد جابر رئيس غرفة الطباعة، باتحاد الصناعات: إن الطباعة الإلكترونية باتت منافسا قويًا لصناعة الورق وبالتالى هناك اتجاه حاليا من جانب المصنعين إلى التوجه إلى بعض السلع المغذية مثل التغليف، مضيفا أن التغليف هو قاطرة صناعة المطابع خلال المرحلة الحالية، فهو أساس الصناعة الحالية، فشراء المنتج يكون من خلال العبوة الخاصة به، لذلك ينصب الاهتمام من جانب المصنعين على التغليف، فالعبوة لها دور كبير في عملية بيع المنتجات الصناعية، فهناك شعار بنا كأصحاب المهنة "العبوة تحمى وتصون وتبيع". وأكد جابر أن الاعتماد على الطباعة الورقية في تراجع سريع، وتصل نسبة الاعتماد على الطباعة الإلكترونية نحو 40%، وتزيد باضطراد، حيث إن الاعتماد عليها وصل للإعلانات التجارية وعملية الترويج للمنتجات من خلال المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث تقدم الدول أصبح يقاس بقلة استخدام الورق. وأوضح جابر أن التعامل مع الطباعة الإلكترونية أصبح أكثر فاعلية من الطباعة الورقية، ويظهر هذا من خلال النظر لتعامل المواطنين مع الصحافة الإلكترونية، أكثر من الصحافة الورقية، نتيجة للتطورات التي استخدمتها الصناعة خلال المراحل الماضية، كما أنه يتم التعامل مع "الإيميل" أكثر من الفاكس ووسائل الاتصال المطبوعة، حتى في عمل البنوك أصبح الاعتماد على "الداتا بانكنج" والقيام بالتحويلات من خلال الفيزا، وهو ما قلل الاعتماد على الأوراق المطبوعة المستخدمة في المعاملات البنكية، ما وفر الوقت والجهد للعملاء. وأشار جابر إلى أن مصر تستورد نحو 60% من احتياجات السوق و40% يتم تغطيتهم من السوق المحلية، أما إنتاج الورق الخاص بعملية التغليف فمصر تنتج نحو 80% من حجم استخدام الورق، وننتج نحو 20 % من أوراق التغليف. وأكد جابر أن مصر تمتلك المواد الخام التى تؤهلها لإنتاج الورق وتحقيق الاكتفاء الذاتى والاستغناء عن المستورد ومساعدة الشباب على توفير فرص عمل، مطالبا بعمل مبادرة لتأهيل البلاد للعمل في هذه الصناعة والتركيز عليها، حيث إن صناعة الورق من الصناعات القديمة في مصر.. وقال طه عبدربه ونائب رئيس اتحاد الصناعات العربي للورق، إن هناك أنواع من الورق لا تصنع في مصر، فالورق الخاص بالجرائد والمجلات لا يصنع في مصر، بجانب الأوراق الفاخرة لا تصنع في مصر هي الأخرى. ولفت عبدربه إلى أن الأوراق التي تصنع محليا، وهي "التشوبيبر" و" الفلوتين" و" التست" التي تستخدم في تصنيع الكراتين، باستخدام مادة خام 100% تأتي من الخارج، موضحا أن من الأشياء المضيئة في صناعة الورق هو أن مصانع السكر تقوم بتصنيع أوراق طباعة من مصاص القصب، مثل شركة قنا وإدفو، حيث إنهم يستخدمون نحو 80% من احتياجاته خامات محلية، مشيرا إلى أن التغليف عبارة عن أشياء سعرها بسيط تعبأ بداخلها منتجات سعرها أضعاف ثمنها، مؤكدًا أن مصر تستهلك 3.5 مليون طن من الورق سنويا. وأكد عبد ربه، إن صناعة الورق من الصناعات الثقيلة والمهمة، التي تجمع بين عدة تقنيات في صناعة واحدة، لافتا إلى أن مصر تستورد ورق بقيمة 1.5 مليار دولار سنويا؛ ما جعل إنتاج مصر يغطى فقط 30% من الاستهلاك المحلي، وبالرغم من توافر الخبرات المصرية والمواد الخام، إلا أن الشركات المصرية تواجه تنافسا شديدا من الأوراق المستوردة بمبالغ مخفضة. والتى أدت إلى ركود المنتج المحلى. وحول أسعار الورق قال عبد ربه: بلغ سعر المنتج المحلي 15700 جنيه، بينما كان سعره 17700 جنيه في العام الماضي؛ ما سيجبر مصانع الورق على تخفيض أسعارها مجددا، حتى تستطيع منافسة المستورد"، مشيرًا إلى إن الورق المستورد الأوروبي يدخل بدون جمارك، طبقًا لاتفاقية التجارة مع الاتحاد الأوروبي، في حين إن الجمارك المفروضة على الورق بشكل عام نسبتها 10٪. وأشار عبد ربه إلى ان ارتفاع، تكاليف رسوم توصيل الغاز الطبيعي إلى المصانع، من أهم المشكلات التى تواجه الصناعة ذلك بخلاف تطبيق جزاءات من شركات الغاز على المصانع، في حالة زيادة معدل الاستهلاك أكثر من المتعاقد عليه، حيث يتم دفع غرامة، مما يمثل عبئًا على المنتج والمستهلك والمنافسة بالسوق، لافتا إلى أن حجم استهلاك الغاز الطبيعي لمصانع الورق يختلف طبقا لحجم إنتاجه وكان المعرض الدولى لصناعة الورق والكرتون والورق الصحي Paper ME 2019 اختتم فعالياته، منذ عدة أيام، بمركز مصر للمعارض الدولية، وشهد المعرض إقبالا من الزائرين للتعرف على أحدث التقنيات في هذا القطاع. ويعد المعرض أحد المعارض المهمة المتخصصة في صناعة الورق والكرتون والمناديل والورق الصحي والصناعات التحويلية في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا.