يعد محمد على جناح مؤسس جمهورية باكستان أحد أبرز شخصيات شبه القارة الهندية في النصف الأول من القرن العشرين، وشهدت القضية الكشميرية في عهده ولادتها تاريخيا مع بداية التقسيم عام 1947 وما صاحب ذلك من أزمة سياسية بين البلدين أدت إلى اندلاع أولى الحروب بينهما في العام نفسه. ولد محمد على جناح في مدينة كراتشي وتلقى تعليمه الأول في مدرسة الإسلام ثم في مدرسة البعثة المسيحية وفي عام 1893 التحق بكلية "لينكون إن" لدراسة القانون ليصبح أصغر هندي يتخرج في هذه الكلية، وتوفي في مثل هذا اليوم 11 سبتمبر من عام 1948 عن عمر يناهز 72 عاما وخلفه رئيس الوزراء لياقت خان الذي بدأ عهده بتنفيذ قرار الأممالمتحدة الصادر في الأول من يناير 1949 والخاص بوقف إطلاق النار في كشمير. فور تخرجه عمل محمد على جناح بمهنة المحاماة وبعد ثلاث سنوات أصبح واحدا من أكثر محامي كراتشي شهرة وعرف عنه ذكاؤه وجرأته. وبعد عام من عودته عمل سكرتيرا لرئيس حزب المؤتمر الوطني الهندي دادابهاي نواروجي وألقى أول خطاب سياسي له في مدينة كلكتا عام 1906 دعا فيه إلى استقلال الهند وطالب في اجتماع العصبة الإسلامية الذي عقد عام 1937 بالاستقلال التام للمسلمين ضمن اتحاد فدرالي هندي إسلامي ثم صعد مطالبه في اجتماع للعصبة بلاهور عام 1940 ودعا إلى تقسيم شبه القارة الهندية إلى كيانين هما الهندوباكستان على أن تضم الأخيرة كل مسلمي الهند. أرسل عام 1944 رسالة إلى المهاتما غاندي يوضح له فيها رؤيته لهذه القضية جاء فيها "نحن نصر ونتمسك بأن يكون المسلمون والهندوس أمتين كبيرتين وذلك طبقا لأي تعريف أو معيار للأمة. نحن أمة لمائة مليون مسلم وعلاوة على هذا نحن أمة ذات أمور متميزة في الثقافة والحضارة واللغة والأدب والفن والهندسة المعمارية والأسماء والمصطلحات الخاصة والشعور بالقيم والعدل والتاريخ والملكات والطموح وباختصار لنا وجهة نظرنا المتميزة عن الحياة ومن الحياة، ووفقا لجميع مبادئ القانون الدولي نحن أمة". لقيت هذه الدعوة قبولا لدى مسلمي الهند عام 1946 ووافقت عليها بريطانيا وفي 14 أغسطس 1947 أعلن محمد على جناح قيام جمهورية باكستان الإسلامية وأصبح أول رئيس لهذه الجمهورية الوليدة.