يوم في حياة طالب ثانوية عامة.. بين الاكتئاب واللامبالاة

يسير بخطوات سريعة وكأنه في طريقه لمعركة سيخوضها وحده ممسكًا بأسلحته التي لا تتعد بضعة ورقات وقلم حاملًا علي عاتقيه مسؤلية الانتصار فلا مجال للهزيمة في حرب سيتحمل نتيجتها أسرة كاملة.
تهل بخلاف غيرها من السنوات مصطحبة بقلق جامح ؛فتبدأ من شهر تسعة ويبدأ الطلاب بحجز مقاعدهم بالدروس الخصوصية لدى أشهر مدرسى المواد فيقول "أيمن محمد" الطالب بالثانوية العامة "بدأت بحجز لدى المدرسين فاعتمدت علي شهرتهم؛ فمن البديهى أن المدرس المشهور شاطر؛ وحاولت من قبل الحجز أن أعتبرها سنة عادية كمثلها من السنوات ولكننى خفقت في ذلك فتملك الخوف منى؛ كان للأب بُعد أخر فيقول السيد " محمد" والد أيمن:"منذ انتهاءه من الصف الثانى الثانوى وأخذت أفكر في سبيل أخر للدخل وابتديت بعمل جمعية مع أحد الجيران.
بدأت السنة الدراسية وبدأ معها وضع اللوائح والقوانين التي حرص الوالدين علي وضعها كأطار لأيمن فتقول السيدة "كوثر محمد" والدة أيمن:"بدأت بوضع أطار لحياته ؛فلن تسيرأمور مذاكرته كما كانت من قبل ففهمته أن تلك السنة هي بمثابة مركب لأيصاله للشط المقابل فأن لم يقم بالتقديف فسيظل بمكانه"؛أما والده فكانت تعاليمه صارمة بعض الشيء ذات بُعد مادى ؛فيقول "محمد":"سحبت منه جميع سبل الترفيه هاتب والعاب وجهاز "البلايستيشن" حتي التلفاز فلن يقوم بتشغيله إلا علي القنوات التعليمية لا غير وتركت له جهاز "اللاب توب" ليتمكن من ملاحقة دروسة والإطلاع علي كتب المنهج الإلكترونية وبلغته بأنها مجرد سنة وسيعاود حياته الطبيعية ؛ فلا مجال للخروجات ولا للعب والتسلية".
وتابعت: " ما سأدفعه ليس بقليل فتفاجأت عندما أبلغنى بسعر الحصة الواحدة الذى يبدأ من 100 جنيه ويتجاوز أحيانًا 150 هذا بخلاف مصروف جيبه ومصاريف الكتب الخارجية ؛فمن أقل حقوقى بعد العمل ليلًا ونهارًا أن أجد ثمرة جهدى ؛ رغم طموح أيمن العالي إلا إنه لم يقابل تلك التغيرات بسهولة ؛ فيقول"كنت أفضل أن تسير السنة كغيرها؛ فما فعلاه والداى كان له تأثير سلبى علي فبدأ شعور الخوف يتخللنى بعدما كان قلقا عاديا؛لذلك لم أداوم السير علي قواعدهم طويلًا".