استعدادات مكثفة بدأتها البيوت المصرية استعداداً لموسم الطوارئ السنوى «امتحانات الثانوية العامة والجامعات»، لكن تلك الاستعدادات اصطدمت بإجراء انتخابات الرئاسة بمرحلتيها، والتطور المتلاحق للأحداث السياسية، خاصة عودة الثوار إلى الميدان، ورغبة الشباب، سواء طلبة الثانوية العامة أو الجامعات، المشاركة فى المظاهرات. وتسبب إصرار عدد كبير من الطلبة على المشاركة فى المظاهرات التى انطلقت بعفوية احتجاجاً على أحكام البراءة لنجلى المخلوع ومساعدى وزير داخليته، فى فقدان سيطرة أولياء الأمور على أبنائهم، حتى مَن تمكن منهم من حجز أبنائه داخل المنزل، لم يتمكن من منعهم من متابعة الأحداث والأخبار عبر التليفزيون والإنترنت. محمد فاروق، طالب فى الفرقة الثانية بكلية الهندسة، يعانى هو وزملاؤه منذ بداية الانتخابات من عدم قدرتهم على التركيز فى المذاكرة، وما زاد الطين بلة، حسب قوله، هو الأحكام التى صدرت فى قضية قتل المتظاهرين. ودون تفكير، قرر محمد التوجه مع رفاقه إلى الميدان، للمشاركة فى الثورة الثانية، وحتى يجمعوا بين الواجب الدراسى والواجب السياسى، قرروا أن تكون مذاكرتهم داخل الميدان، وطلب من كل زملائه إحضار الكتب الدراسية للمذاكرة الجماعية، استعداداً لامتحان الغد. فى إحدى زوايا الميدان، تمركز فاروق وأصدقاؤه، فى حلقات للمذاكرة، وعندما تنبهوا إلى مشكلة كانت تنتظرهم وهى أنهم يدرسون فى كليات عملية، اقترح محمد، الاتصال بالمدرس، ودعوته إلى الميدان، ليذاكر لهم هناك، وقال: «المدرس اندهش طبعاً ومكنش مصدق، لكنه سرعان ما وافق، وقرر إعطاءنا درس ليلة الامتحان فى الميدان مجاناً». فكرة محمد سرعان ما انتشرت، وعندما علم بها صديقه شادى وزملاؤه، من طلبة كلية الحاسبات والمعلومات، الذين ستبدأ امتحاناتهم بعد غد، وفشلوا فى إقناع إدارة الكلية بتأجيل الامتحانات، وزعوا أنفسهم على 5 مجموعات، كل مجموعة ستراجع وتشرح مادة لبقية المجموعات، داخل الميدان، ويقول شادى إن كل ما يضايقه هو قلق والدته التى تلح عليه بالجلوس والمذاكرة إلى جوارها داخل المنزل، أما والده فلا يخفى فخره به، حسب قوله، «أبويا مش فارق معاه إنشالله أعيد السنة المهم أنزل الميدان وأشارك فى الثورة».