أحيت أم كلثوم حفلا كان مميزا عن باقي حفلاتها، كان ذلك في وقفة عيد الفطر في سبتمبر 1944، وكان الحفل مقاما في النادي الأهلي. بدأت الفرقة بعزف مقطوعة "ذكرياتي "، وبعدها "رق الحبيب"، وفي هذه الأثناء تفاجئ الجميع بدخول الملك فاروق إلى النادي الأهلي، وهو يقود سيارته ولم يخبر أحدا بوصوله، إلا عندما رأوا جلالته داخلا، بينما كانت أم كلثوم تشدو أغنية "يا ليلة العيد"، وأثناء دخوله، رفض أن يتوقف الحفل ومضى يجلس في هدوء. في هذه الليلة غنت كوكب الشرق وأبدعت وداعبت الملك كثيرا بتغير الكلام في الاغنية وارتجلت أثناء غنائها لتضيف كلمات جديدة ترحيبا بالملك فمثلا "يا نيلنا ميتك سكر وزرعك في الغيطان نور، يعيش فاروق ويتهنى ونحيي له ليالي العيد"، وفي أغنية حبيبي يسعد أوقاته غنت "حبيبي زي القمر قبل ظهوره يحسبوا المواعيد، حبيبي زي القمر يبعت نوره من بعيد لبعيد، والليلة عيد على الدنيا سعيد، عز وتمجيد لك يا مليكي". وفي ذلك الوقت قرر الملك فاروق الأول الإنعام على أم كلثوم بنيشان الكمال من الدرجة الثالثة والذي يصبح لقبها بموجبه "صاحبة العصمة "، وبذلك يكون لها ما لأميرات العائلة المالكة وزوجات رؤساء الوزارة، وقد كانت سابقة لم تتكرر في الحقبة الملكية مع نساء من طبقة عوام الفلاحين والتي تنتمي إليها كوكب الشرق أم كلثوم. نقل الكاتب فكري باشا أباظة الخبر إلى أم كلثوم عند غنائها فاضطربت ثم عادت واستعادت أعصابها، استدعى الملك فاروق أم كلثوم بعد نهاية الوصلة وعندما أقبلت وقف الملك وصافحها وأخبرها حسنين باشا أن جلالة الملك تفضل وأنعم عليها بنيشان الكمال. وفي اليوم التالي الموافق لصبيحة عيد الفطر آنذاك توجهت أم كلثوم ولفيف من الموسيقيين، بصفتها نقيبتهم، إلى قصر عابدين لتسجيل شكرها والنقابة على اللفتة الملكية.