لا يقتصر فن المديح والإنشاد الديني على مداحي الطرق الصوفية من أبناء الوجه القبلي، فكما برزت أسماء المداحين في أسيوط وسوهاج، لمعت أسماء أخرى في مدن وقرى الوجه البحري ومن بينهم الشيخ سيد النقشبندي، والشيخ محمد عبد الهادي وآخرون كثر، وفي مدن القنال المعروفة بفن السمسمية يلمع المداحين ويعلو نجمهم خاصة في المناسبات الكبرى واحتفالات وليالي آل البيت والصالحين ممن تزخر مصر بمقاماتهم. وتواصل "البوابة نيوز" رحلتها مع مداحى آل البيت من أبناء الطرق الصوفية على اختلاف ربوع مصر، حيث يبرز من أهالي مدن القنال وتحديدًا بمحافظة السويس اسم الشيخ أحمد حجازي، وهو واحد من مواليد محافظة قنا بصعيد مصر، إلا أنه يعيش فى السويس كموطن إقامة، تخرج صاحب ال 37 عامًا من المعهد الأزهري، لأسرة صوفية جاءت واستوطنت السويس كغيرها من أبناء الصعيد الذين وفدوا إليها في أعقاب انتصار أكتوبر لعام 1973، لتعميرها ليقضي بذلك عمرًا طويلًا بين أبناء تلك المحافظة ليصبح ابنًا لها بالرغم من ولادته في الوجه القبلي. يقول حجازي عن نفسه،:" تربيت في أسرة صوفية ينتمي كل أبنائها للطريقة الرفاعية، وأشرف أنني خليفة خلفاء للسادة الرفاعية بالسويس، عشقت المديح منذ صغري نظرًا لتواجدي في ساحة الطريقة -الخلوة الرفاعية، حيث تمكنت من سماع المداحين الذين يتوافدوا علي الساحة في المناسبات الصوفية وفي الراتب الأسبوعي فكنت أحفظ قصائدهم وأرددها حتى حانت لي الفرصة أن أكون مداحًا". يمضي قائلًا:" عشقت صوت المداح البدري البلصفوري عليه رحمة الله، ومن بعده أخيه الشيخ أحمد البلصفوري، وتعمدت أن أكون قريبًا منه وأن أتعلم منه فن المديح، فكان لي ما أردت، وذهب بي المديح إلى أغلب محافظات مصر في كل مناسبتهم، أحببت القصائد فكان من أبدعها لدي:" أجمل منك لم تر قط عيني، عيني لغير جمالكم لا تنظروا، أحب لقاء الأحباب في كل ساعة". وعن علاقة المديح بشهر رمضان يقول:"تلك ليالٍ لا تعوض وروحانيات لا تقدر، فنحن نرى فيها الخير الجزيل، تزداد فيها محبة لا تنقطع طوال العام بين المحبين والعاشقين لنور النبي المصطفى العدنان، وآل بيته، نقف على الأعتاب راجين القبول، ننشد في كافة الأمسيات والحفلات التي تقام في ليال هذا الشهر الفضيل، يستمع إلينا الناس بقلوبهم يمضون ليلتهم في سماع مديح وذكر النبي الهادي، ففي كل ليلة نتقرب فيها بحب محمد وآل بيته، وفي كل وقت نرى أن الله يحفظنا ببركة اتباع نوره".